تصميم الحلول الإبداعيّة: نور الفضل من شركة تصميم الشرق الأوسط
بقلم: ناينا كيرلي
يمكن أن توفر الأردن الظروف المناسبة للمشاريع الناشئة للنمو والتوسّع، وبخاصّة مع زيادة شهرتها كمرتعٍ خصبٍ للباحثين عن المساعدة في مجال أعمال التصميم أو للبحث عن موقع لتصوير الأفلام الشعبيّة. منذ مايو/أيار ٢٠٠٩، تمّ في عمّان إطلاق الموقع الإلكتروني "تصميم الشرق الأوسط" (TasmeemME) ليعمل كمنصّة تقوم على ملء الفجوة الكبرى في هذه الصناعة الإبداعيّة في المملكة، وذلك من خلال ربط المبدعين المستقلّين في هذا المجال مع طالبي هذه الخدمة. وقد استطاع الموقع سريعا إثبات نفسه كمصدر ممتاز للمواهب المحليّة، ليفوز بمسابقة عرب نت ٢٠١٠ للشركات الناشئة خلال مؤتمر عرب نت لمستخدمي الإنترنت. واستطاع موقع "تصميم" مؤخّرا مساعدة شركة "ساندباغ برودكشنز" (Sandbag Productions) للإنتاج - والتي اشتهرت عام ٢٠٠٨ بانتاج فيلم "هيرت لوكر" (The Hurt Locker) في الأردن.- في تجنيد الدعم لأوّل فيلم ديزني عربي. هذا ولا يكتفي موقع "تصميم" باستهداف التوسّع في الأردن فقط، وإنما يسعى أيضا إلى نشر علامته التجاريّة في كافّة أرجاء الشرق الأوسط الذي يعتبر محطة عالمية للباحثين عن المساعدة في المجالات الإبداعيّة.
التقت ومضة بمؤسِّسة الموقع نور الفضل لطرح أسئلة ومضة العشرة، حول خبرتها في إنشاء موقع "تصميم"، ورؤيتها حول ريادة الأعمال.
١- كيف كانت البداية التي دفعت إلى اتخاذ القرار بخصوص انشاء هذه الشركة؟
كوني مصممة غرافيك مستقلّة في الشرق الأوسط، كان من الصعب علي إيجاد وظائف مستقلّة، أو الالتقاء بآخرين مستقّلين، أو أن أقوم بتسويق نفسي للشركات، بالرغم من حقيقة ازدهار الصناعات الإبداعيّة في جميع أنحاء المنطقة. لذا، فقد أسّست موقع "تصميم" للعمل على ملء هذه الفجوة وإعطاء الفرصة لمصممي الغرافيك المستقلّين ليعرضوا ملفّاتهم الشخصيّة وأعمالهم من خلال الموقع، بالإضافة على إمكانيّة الحصول على فرصة التشبيك مع الآخرين في مجالهم والدعاية لأنفسهم، عدا عن إمكانيّة البحث عن فرص عمل، حيث يقوم أصحاب العمل بنشر إعلانات فرص العمل والتوظيف.
٢- هل تعتقدين أنّ نجاح أعمالك يكمن في السوق المحلّي، أو الإقليمي، أو العالمي؟
في سوقنا المحليّة الحاليّة، يعمل "تصميم" على تعزيز المنافسة بإتاحة الفرصة لمزوّدي الخدمات من الشركات الصغيرة بخوض منافسة فعّالة مقابل الفئة القليلة من الشركات الكبرى التي بقيت تحتكر السوق خلال العقد الماضي. وكلّما توسّعنا أكثر، كلّما هدفنا إلى تغيير النظرة العالميّة حول الشرق الأوسط بجعله مقصدا للباحثين عن المساعدة في القطاعات الإبداعيّة. غالبا ما تتوجّه الولايات المتحدّة وأوروبا في بحثها هذا إلى الهند، وبالتالي، وحتّى تحقّق هذه المساعدة، تتوجّه الهند إلى الشرق الأوسط بحثا بدورها عن المساعدة في مجالات التصميم والحقول الإبداعيّة الأخرى. ونحن هنا نهدف إلى إلغاء دورهذا الوسيط.
٣- ما هي طموحاتك؟ وما هي خططك للنمو والتوسّع؟
نعكف حاليّا على تطوير النسخة العربيّة للموقع، وقريبا لن يبقى "تصميم" حصرا للمتحدّثين باللغة الإنجليزيّة. ونعكف أيضا على عقد شراكة مع شركة اتصالات اقليميّة كبرى من أجل استهداف المستخدمين على هواتفهم المحمولة. فهدفنا الأساسي هو أن نصبح أول موقع متعاقد في مجال الصناعة الإبداعيّة في الشرق الأوسط.
٤- ما هي أهم القرارات التي قمتِ باتخاذها في الشركة، أو ما هي نقطة التحوّل الرئيسيّة في النهج الذي تتبعينه؟
في البداية، اتخذت أصعب قرار وهو تمويل الشركة دون أية مساعدة خارجيّة. لقد كنت أشعر بالارتياح لكوني أعمل بشكل مستقل من أجل تمويل الشركة دون الحاجة إلى تحمّل مسؤوليّة إنفاق أموال شخص آخر. لكن وبعد مرور عامين، أدركت الحاجة إلى إيجاد التمويل من أجل توسيع الموقع. في حين أنّ مسألة وجود مستثمر في الصورة، يجعلني أكثر حرصا في عمليّة صنع القرارات، بالإضافة إلى أنّ وجود مستثمر يؤمن بالعمل الذي أقوم به، يعطيني شعورا بالثقة.
٥- ما هي أكبر الصعوبات التي واجهتك خلال عملك (أو ما زلت تواجهين)، أو ما هي أكبر أخطاء وقعتِ بها كرائدة أعمال؟
الأمر الصعب بالنسبة لي هو دمج العمل الإداري بالجانب الإبداعي في الأعمال، فأحيانا أشعر بأنّي أفقد الإلهام لانتاج عمل إبداعي، لأنه في ذلك الوقت يتوجّب علي التركيز على الأمور الماليّة، والميزانيّات، والمقترحات، لكنّي أبذل جهدي لاستعادة الإلهام من أجل العمل.
لطالما وقعت في الأخطاء، ودائما أتعلّم من خلال التجربة والخطأ. لكنّي دائما أشجّع نفسي على الاستمرار، لأنّ الأخطاء لا تعني الفشل، وانّما التوقّف عن العمل بسبب هذه الأخطاء لا بدّ وأن يقود إلى الفشل.
ومما يدفعني في أعمالي أيضا هو كوني جزء من جمهوري المستهدف، فالعمل على شيء أستفيد منه يعطيني شعورا بالارتياح.
٦- كيف تديرين شراكاتك إن كان لديك شركاء؟
بما أننا لا نزال شركة صغيرة جدا، تعمل بثلاثة موظّفين بدوام كامل، تتداخل أدوارنا بشكل منتظم. لكنّ جلّ عملي يتعلّق بتطوير المنتجات والخدمات، بالإضافة إلى التصميم وخلق العلامة التجاريّة.
كانت شريكتي السابقة تمام مانغو بمثابة المغيث لي، لأننا كنا نثق بأراء بعضنا البعض بشكل مطلق. ولقد كانت هي تعالج الأمور الماليّة، بينما كنت أنا أتولّى الجوانب الإبداعيّة. والآن مع انضمام يحيى حوري إلى فريق العمل، أعتبر أن الحظ قد عاد إليّ، حيث وجدت فيه الشخص الذي يمكن أن أثق به. وأعتبر أنّ ميوله تجاه المجالات الماليّة وتكنولوجيا المعلومات مكمّلة لمهاراتي.
٧- هل امتلاكك للشركة يعطيك شعورا أكبر بالأمان من الناحية الماليّة أم لا؟
حتى الآن لم يتحقّق ذلك الشعور بعد. لا يزال الموقع يقدّم الخدمات بشكل مجّاني، ونحاول بناء قاعدة كبيرة من المستخدمين قبل البدء بتحصيل الرسوم مقابل هذه الخدمات. لكني سعيدة بتقدّم الأمور، وأعتقد بأن الأمن سوف يأتي مع الوقت.
٨- ما دور التكنولوجيا في تمكين أعمالك؟
التكنولوجيا هي عنصر أساسي يقوم عليه نجاح "تصميم". عمليّة التواصل التي أشرفنا عليها باستخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي كانت واسعة المدى وفعّالة من حيث التكلفة.
٩- ما رأي عائلتك في العمل الذي تقوم به شركتك؟ وهل تنصحين شخصا آخر بأن يصبح رائد أعمال؟
تلقّيت الدعم الكبير من الأسرة والأصدقاء، ما ساعدني على تحمّل المصاعب. العمل لأكثر من ست سنوات في هذا المجال قبل أن أبدأ أعمالي الخاصة، ساعدني أيضا على الانطلاق والظهور بشكل كبير. فمعرفة السوق الخاصّة بأعمالك والعمل في مجال خبرتك، من شأنه أن يخلق الفرق.
أمّا بالنسبة لتقديم النصح، أودّ أن أقول أنّه إن كانت فكرتك تعالج مشكلة ما، وأعطيتها التفكير الكافي وأوضحتها أكثر وأكثر خطيّا على الورق، عندها فهي تستحق المحاولة!
١٠- هل أثّرت الثورات التي شهدتها المنطقة مؤخّرا على النهج الذي تتبعينه؟
بالرغم من عدم وجود أية دوافع سياسية وراء إنشاء شركة "تصميم"، إلا أنّ "الربيع العربي" عمل على قيادة عقليّة الشباب في المنطقة للتمكّن من أفعالهم، والنضال من أجل تثبيت معتقداتهم. أضع ذلك في اعتباري كل يوم، وبخاصة خلال الأوقات العصيبة حيث أعمل على تذكير نفسي بأني اخترت أن أبدأ هذا العمل لصالح الشباب المبدع في الأردن والعالم العربي.