٤ طرق بسيطة لخلق تجارب تفاعلية على موقعك الالكتروني
لقد نشأت وترعرعت في قبرص،
وكانت إحدى الأنشطة التي اعتدت على القيام بها في طفولتي هي استخدام
جهاز ألعاب SEGA لممارسة لعبة إسمها Wonder Boy. كانت اللعبة
ممتعة إلى أبعد الحدود الأمر الذي جعل منها تجربة لا تنسى، والآن،
عندما أفكر في قبرص فإنها ترتبط في ذهني بذكرى متعة ممارسة لعبة
Wonder Boy. وهكذا فإن إسم قبرص كدولة يرتبط في مخيلتي بتجربة ممارسة
لعبة الكترونية.
لا يختلف الأمر كثيراً عبر
الإنترنت. فموقعك الالكتروني يمثل نقطة التواصل الخاصة بعلامتك
التجارية عبر الإنترنت، تماماً كالتواصل الذي تمثله منافذ البيع
بالتجزئة أو فريق المبيعات الخاصين بك، مما يجعل موقعك الإلكتروني
عبارة عن نقطة تفاعل. وهكذا فانه كلما رسخت تجربة المستخدمين على
موقعك في أذهانهم، كلما زاد تذكرهم لعلامتك التجارية.
في التسعينيات، كان الموقع
الإلكتروني يمثل مجرد كتيب يعرض على متصفحيه معلومات عنك وعن شركتك.
وقد تطورت طريقة التفكير هذه كثيراً، والسبب الرئيسي في ذلك هو
التطورات التقنية المتقدمة التي طرأت على شبكة الإنترنت. فقد تطورت
شبكة الإنترنت من كونها قناة اتصال جامدة وأحادية الإتجاه لتصبح قناة
اتصال اجتماعية و تفاعلية.
ان انتشار مواقع التواصل الإجتماعي
الإلكترونية و نهضة ما يسمى بال"gamification" كمفهوم على شبكة
الإنترنت (فكر في الشارات الرائعة التي يمكنك أن تجمعها عبر موقع
Foursquare مثلا) فرضت علينا أن نتوقع بدورنا من المواقع الإلكترونية
أن تكون أكثر تفاعلية، أكثر سهولة للاستخدام، و صدق أو لا تصدق، أكثر
مرحاً.
لمواكبة هذه التوجهات، فإنني لا
أقترح عليك تحويل موقعك الإلكتروني إلى نسخة طبق الأصل من
Foursquare أو Facebook، و لكنني سوف أقترح عليك طرقاً بسيطة
لجعل موقعك الإلكتروني أكثر تفاعلية. وفي الفقرة التالية سوف أصل الى
نتيجة بناء على دراسة لحالة سوف توضح كيف يمكن لأفكار بسيطة، قليلة
التكلفة أن تقوم بتحويل أنشطة مملة على شبكة الإنترنت(كتعبئة استبيان
إحصائي مثلا) إلى فرصة للتفاعل مع العلامة التجارية، مما يجعل ممارسة
هذا النشاط على الموقع تجربة لا تنسى.
إضافة مساحات تدوين
اجتماعية
أسهل طريقة لخلق المزيد من التفاعل
تتمثل في تمكين الناس من التعليق أو تسجيل الدخول إلى الموقع (في حالة
وجد لديك على موقعك مساحة تطلب فيها من المستخدمين تسجيل الدخول).
إحدى الطرق التي تجعل من هذا سهلاً، ممتعاً و أكثر اجتماعيةً هي
استعمال الوصلات مثل وصلة التعليقات المساعدة في Facebook، أو وصلة
المصادقة على صحة البيانات.
إضافة كبسة"Like" إلى البعض من
صفحاتك الإلكترونية يضفي عنصراً أساسياً ممتعاً و
تفاعلياً.
نماذج التواصل البسيطة
أقوم دائماً بالإطلاع على صفحات "
اتصل بنا"، و أشعر بخيبة أمل عندما أراها تحتوي على أرقام هاتف و فاكس
فحسب. وأشعر بما هو أسوأ من ذلك، حين أطِلع على صفحات تحتوي على نموذج
يطالبني بتعبئة خانات لا حصر لها من البيانات.
قم بوضع قائمة بتفاصيل الاتصال بك و
عنوانك، أو ربما خارطة تدل على موقعك، و لكن تأكد من إعطائك فرصة
للناس لتعبئة بيانات قد يرغبون في تعبئتها مثل إسم و رسالة. سوف
تتفاجئ بكمية الناس التي تستعمل نموذجاً لتطلب منك الإجابة على سؤال،
أو توفير اقتباس، أو أي شيء آخر. تذكر أنهم قد يتصفحون موقعك بعد
انتهاء ساعات عملهم، أو في أثناء فترة راحتهم على جهاز الحاسوب
المحمول و هم يجلسون على الأريكة، بعيداً عن هاتفهم. لذلك فإن منحهم
فرصة للتفاعل مع موقعك من خلال نموذج بسيط في صفحة "اتصل بنا" هو
اجراء صحيح تماما.
إن نموذجا بسيطا في صفحة "
اتصل بنا" هو مجرد مثال، فانت تستطيع كذلك إضافة نموذج "موعد"، ونموذج
"الردود والانطباعات"وغيرها مما تستلزمه طبيعة موقعك الإلكتروني
وعملك.
المنتديات
وفقا لطبيعة عملك، قد يشكل المنتدى
طريقة سهلة نسبياً لبناء جمهور حول علامتك التجارية، منتوجاتك، وأية
أفكار صناعية قد تخطر ببالك. تتوفر التكنولولجيا اللازمة لإنشاء هكذا
منتديات على معظم منصات الإنترنت الكبرى (Joomla ،DNN، و
غيرها مما وصفته سابقاً في نشرتي المتعلقة بأنظمة إدارة المحتوى
Content Management Systems). إن من شأن امتلاكك
لمنتدى إذا ما قمت بتسويقه وتسهيل المشاركة فيه و إدارته جيداً، أن
يحول موقعك إلى مكان تفاعلي نشط. وفي بعض المنتديات تتضمن مساحات
التدوين وصف مرتبة كل مشترك حسب تسلسل ألقاب هرمي تقرره إدارة المنتدى
، مما يحفزهم على التواصل بوتيرة اكبر ليحظوا بالتطور من مرتبة
"مبتدئ" إلى مكانة أرفع في مجتمعهم الإلكتروني.
وهنالك أيضا بعض الأفكار البسيطة
لخلق تجارب تفاعلية على موقعك مثل النقر على كبسات افتراضية
تتضمن الردود والإنطباعات أو المحادثة المباشرة، وهكذا.
Gamification
Gamification هو حقل قائم بذاته،
يستحق غالباً مقالاً مخصصا له تحديداً، لكن نهضة التكنولوجيات
المماثلة لشارات Foursquare، مثل Badgeville،
Bunchball،
BigDoor و
غيرها تسمح لأصحاب المواقع الإلكترونية بخلق تجارب المستخدمين
بالاعتماد على تقنيات الألعاب، النقاط، الجوائز، المتصدرين ، و إلى
آخره، محفزةً زوار موقعك الإلكتروني على القيام بما ترغب أنت أن
يقوموا بعمله على موقعك الإلكتروني، على سبيل المثال، قراءة المزيد من
ما تنشره على مدونتك، زيادة في التعليقات، تنزيل صفحات ارشادية، إلخ.
إذا كانت لديك رغبة جادة في خلق تجارب تفاعلية ممتعة، فعليك البدء في
بحث هذه التقنيات و كيف تستطيع دمجها في موقعك.
ورغم ما قيل، فان الأمر لا يستغرق
كثيرا من الوقت لخلق المتعة و التفاعل. ولسوف توضح دراسة الحالة
القادمة كيف تستطيع الأفكار البسيطة و السهلة أن تقطع شوطاً طويلاً في
خلق تفاعلات لا تنسى.
خلاصة الأمر، تتوفر الآن لديك
التكنولوجيا اللازمة لتحويل موقعك الإلكتروني أو القنوات الخاصة بك
على الإنترنت إلى مواقع أو قنوات تفاعلية، ولا يستلزم الأمر أكثر من
بعض التفكير والتخطيط ومن ثمَ التنفيذ. وفي هذه الأثناء لك مطلق
الحرية بالتواصل معي عبر التعليقات أدناه.
كيفية إنشاء التفاعل مع العملاء: نظرة على مسح
Dubizzle عبر البريد الإلكتروني
في قرابة أواخر نوفمبر العام
الماضي، أراد الموقع الإلكتروني الشهير المتمركز في الإمارات العربية
المتحدة Dubizzle و المتخصص في الإعلانات المبوبة المجانية عبر
الإنترنت- و الذي قام للتو بتوسعة فريق التسويق لديه- أن يجري مسحاً
على مشتركيه. وهذا يعتبر في العادة نشاطاً مملاً، و غالبا ما يدفع
المسجلين إلى إلغاء تسجيلهم (لا أحد يرغب في استلام رسائل على بريده
الإلكتروني تطلب منه بعضا من وقته دون الحصول على شيء في المقابل)،
ومع ذلك فقد تم تحويل هذا الإجراء الممل إلى تجربة ملفتة و شديدة
الذكاء للتواصل مع علامة تجارية و ذلك عن طريق استعمال أفكار وتقنيات
بسيطة و جرعة من الفكاهة. وإليكم ما فعله موقع Dubizzle.
كانت الرسالة عبر البريد الإلكتروني
تطلب من المسجلين في قائمة البريد الإلكتروني لديها إما أن يقوموا
بتعبئة استبيان، أو أن يعاقبوا المدير التسويقي ل Dubizzle، - Arto
Joensuu- لقيامه بإضاعة وقتهم. و لا حاجة لذكر أن مجرد منحك الخيار
لمعاقبة Arto، سوف يثير فضولك عن الكيفية التي تستطيع معاقبته
بها.
كبسة "عقاب" أخذتك إلى صفحة على
dubizzle.com، حيث تمت دعوتك لتشغيل فيديو لتستكمل العقاب. اللغة، و
النبرة كانتا متلاعبتين في طبيعتهما و دفعتا بك بسهولة لتشغيل
الفيديو. في مساحة صغيرة، يعرض الفيديو Arto و هو يعمل على مكتب، و
مؤسس Dubizzle، يقوم بدخول الغرفة ليأخذ جولة إلى جوار Arto، دون
تبادل الحديث على الإطلاق، و من ثم يخرج من الغرفة مطفئاً الأنوار
على Arto .. هذا هو الرابط لصفحة "العقاب" “punish”
page.
أتقنت Dubizzle العديد من العناصر
في هذه الرسالة الإلكترونية، ما أسهم في جعلها تجربة لا تنسى، بما في
ذلك عنوان الرسالة الصريح و الاعتذاري في لهجته" نأسف للإزعاج و لكن
... "، النبرة غير الرسمية و التي تدخل في الوقت ذاته مباشرة في صلب
الموضوع، اختيار الخط، و استخدام ضمير الأنا في بداية الرسالة، ما
يضفي صبغة بشرية على العلامة التجارية، و الأفعال المستخدمة، التي قد
تبدو قاسية في الواقع، لكنها بدت مرحة في الرسالة الإلكترونية عندما
عرضت " عاقب Arto لأنه طلب منك ذلك."
كانت فكرة بسيطة، تم فيها استخدام
التكنولوجيا البدائية، التي تبين أنها طريقة ممتازة لدفع الناس للخضوع
لمسح، أو، لدفع الناس الذين لم يرغبوا في الخضوع له للتفاعل مع
الفيديو وبالتالي مع الموقع. وقد تمكن موقع Dubizzle من تحفيز زوار
الموقع على التفاعل أكثر مع علامتهم التجارية والنقر أكثر على
وصلاتها.
خلاصة الموضوع، ليس من الصعب جذب
المزيد من الضغطات و التفاعل مع عملائك. كل ما يلزمه الأمر منك القليل
من التخطيط و الفكاهة. وعليك ان تدرك دوما ان بذل مجهود إضافي لتصميم
شيء مرح و مثير قد يحدث كل الفرق لعلامتك التجارية. والآن لك مطلق
الحرية لتقوم بتعداد المزيد من الأمثلة من خلال تعليقاتك.