عربي

‎هل يحتاج السلام في الشرق الأوسط إلى قنابل؟ لمحة عن لعبة غايم كوكس الجديدة للآيفون

English

‎هل يحتاج السلام في الشرق الأوسط إلى قنابل؟ لمحة عن لعبة غايم كوكس الجديدة للآيفون

أطلق الشقيقان لبنان وأرز نادر، أي نصف الفريق الذي طوّر أكثر الألعاب نجاحاً هذا العام "بيردي نم نم"، لعبة جديدة لأجهزة الآيفون التي تقوم على فكرة تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

"أركض للسلام" Run For Peace (تجدون التحديث هنا في مخزن أبل)، هي أول لعبة يطلقها استوديو الأخوين نادر لتطوير الألعاب "غايم كوكس" Game Cooks وتحمل شعار "كفى حرباً هيّا بنا نلعب!". واللعبة تصوّر عالماً يركض فيه شخص يدعى سليم في مدن عبر العالم العربي هارباً من أفخاخ الحرب. يبدأ سليم الركض في السعودية وينتهي في الجزائر، حيث يقفز لتفادي العراقيل ـ وهي عبارة عن تسرّب نفطي من هنا وخطوط كهرباء من هناك وبراميل "تي أن تي" وصواريخ وأنابيب شيشة طائرة ـ للوصول إلى السلام.

 
‎وأثناء الركض، يضيء سليم أقسام إشارة السلام. وعلى الرغم من أن بعض الدول في الواقع لا تتفق بالكامل في السياسة الخارجية إلاّ أن المؤسّس لبنان نادر أعرب عن الأمل "بأن يلعب الناس من جنسيات مختلفة لصالح قضية واحدة وهي السلام".
 
‎في أعقاب النجاح العالمي للعبة "أنغري بيردز"، حققت "بيردي نم نم" التي تختلف طريقة اللعب فيها في الواقع تماماً عن اللعبة الشعبية للخنازير المهاجمة، موجة من النجاح مع موضوع مماثل عن الطيور وفي إطار هو العالم العربي أيضاً. وقد تم تحميل اللعبة ستين ألف مرة في الشهرين الأولين بعد إطلاقها وصولاً إلى 1.3 مليون تنزيل بغضون 7 أشهر.
 
‎تستخدم لعبة "أركض للسلام" الخلفية ذاتها حيث تتطور بشكل مماثل مع استمرار سليم في الركض من مدينة إلى أخرى كاشفاً رموزاً وطنية مثل برج المملكة في السعودية والأرز في لبنان وطبعاً أهرامات مصر. وفي هذا الإطار، تستهدف "غايم كوكس" مستخدمين في المنطقة إضافة إلى مستخدمين في أوروبا والولايات المتحدة ومن أعمار أعلى بقليل من أعمار مستخدمي "بيردي نم نم" التي يبلغ متوسط عمر مستخدميها 26 عاماً. ويقول نادر "تلقينا الكثير من الآراء الجيدة في اللعبة من لاعبين خارج المنطقة الذين قالوا إن بيردي نم نم كانت عن جزء من العالم لم يكونوا يعرفون الكثير عنه واستمتعوا بالتعرّف عليه أثناء اللعب".










ولكن هناك جانباً واحداً لا تقلّده "اركض للسلام" وهي طريقة اللعب في "بيردي نم نم". فهي بدلاً من ذلك، لعبة ركض محفوفة بالمخاطر تقوم على القفز بنقرة واحدة. فأنت (باعتبارك سليم) تقوم ببساطة بالقفز فوق الحواجز. والحركة في هذه اللعبة بسيطة مثلما هي في "بيردي" التي تقوم على إطلاق الرصاص، ولكن اللعبة تزداد صعوبة بسرعة. وحين تصطدم بعقبة واحدة تموت.
 
‎وهذا يعني أن "اركض للسلام" لا تأتي بالكثير من الحركات المبتكرة إلى اللعبة. ولكن بساطة اللعبة قد تصيب بالإدمان وهو ما أثبتته لعبة "الركض في المعبد" (Temple Run)، ولكن حتى في هذه الأخيرة يقوم اللاعب بضرب الشخصية في اللعبة على جانبيها ودفعها للانزلاق والقفز والميل على الجانبين لخلق تجربة أغنى. و"اركض للسلام" سهلة وسريعة التعلّم ولكن لا يوجد أي بديل إن تعب اللاعب من القفز ولا يوجد عقدة أعمق للحفاظ على التزام اللاعب أبعد من المطاردة المستقيمة. ولكن اللعبة صعبة والإدمان سيأتي من اندفاع اللاعب لتفادي العقبات.
 
‎وهناك سيف ذو حدين آخر يتمثّل في تركيز اللعبة على السلام. فقد يكون مفهوم اللعبة عن السلام، ولكنها في الواقع عن الحرب، إذ إن انطباعي الأولي هو أني أركض في المملكة العربية السعودية والبحرين، والصواريخ تطلق في وجهي. لذلك من الصعب ألاّ نتندّر حول من يطلق هذه الصواريخ ولماذا. حتى أني أعتقد أنه ينبغي أن تسمى اللعبة "تحت الحصار في العالم العربي".
 
‎ولكن هذا قد يجعل اللعبة شعبية في العالم العربي لأن تفادي الصواريخ في هذه المنطقة قد يخلق إحساساً بالرضا ناجم عن الاحتيال على أولئك الذين يريدون سحق المواطن أي سليم. ولكن هذا الإحساس ينتابك فقط إذا كنت ماهراً في المراوغة. وبالنسبة لي فإن المرات المتكررة التي متّ فيها أثناء اللعب بسبب الصواريخ وصناديق الـ"تي أن تي" والصدمة الكهربائية، تركت في نفسي شعوراً بأن حكومة مستبدة أو حكومة مهملة تنتصر. فليست هي الألغام تماماً أو قناصة الجيش أو الدبابات بل المفهوم بحد ذاته الذي يدفعك إلى ربط الأمور ببعض الوقائع الأخيرة إن كان للأفضل أو للأسوأ.
 
‎ربما لو كانت "أركض للسلام" لعبة تقوم على اللمس وتعتمد أكثر على السخرية، لكانت تركت أثراً أكبر. فالهروب من خطوط الكهرباء المنهارة في اللعبة على خلفية انقطاع التيار الكهربائي المتزايد في بيروت في الآونة الأخيرة ليس واضحاً في اللعبة، فلو أنها أضافت حرق إطارات احتجاجاً على انقطاع التيار لكانت أضافت الجرعة المطلوبة من السخرية الجريئة. ولكن بدلاً من ذلك، ترسم "اركض للسلام" مع براميل "تي أن تي"، نسخة جدية للعالم العربي. ومع ذلك، إذا لعبت بشكل أفضل، فسأحصل على عنصر تقدمه اللعبة وهو القدرة على شراء "دشداشات" مختلفة لسالم وتصفيف شعره أو حتى  منحه قدرات خاصة تضفي خصوصية على تجربة المستخدم.
 
‎ولكن الصورة المسيطرة على اللعبة لرجل عربي يركض هرباً من القنابل، هي صورة كاريكاتورية تراجيدية هزلية يراها العالم أصلاً. ولكن نجاح اللعبة في تحويل هذه الصورة إلى شيء تمكيني أو لا هو أمر عائد إلى اللاعبين.
 
‎اختبر اللعبة وأخبرنا رأيك.
 
‎يشار إلى أن اللعبة أطلقت للآيفون في 28 من الشهر الماضي على أن تصدر نسخة الآيباد قريباً ونسخة الأندرويد لاحقاً.  
 
‎تجدون في ما يلي المزيد من اللقطات من اللعبة:













































Thank you

Please check your email to confirm your subscription.