"نبّش": لمساعدة أصحاب المهن الحرّة في الشرق الأوسط
يمكن للشرق الأوسط أن يكون سوقاً صعبة للموظفين المستقلين الباحثين عن عمل. ففي حين تسمح لك العديد من المواقع بالبحث عن عمل حر، فإن القليل منها فقط تعطي نتيجة أو اثنتين ضمن فئات موجودة مسبقاً.
أما "نبّش" Nabbesh الذي انطلق في
دبي في منتصف أبريل/نيسان، فيسمح للموظفين المستقلين بالبحث عن عمل
بحسب مهاراتهم. وتقول مؤسسة الموقع لولو خازن، إنه بهذه الطريقة فإن
أي شخص يبحث عن عمل حر بإمكانه أن يطابق بين مهاراته والعمل المتوفر
من دون أن يكون عليه الاعتماد على لائحة محددة سابقاًً من الكلمات
المفتاحية.
وتقول خازن إن هذا يجعل الموقع
(فيسبوك، تويتر) مثالياً بشكل خاص للنساء اللواتي تخططن
لتكوين عائلة وللطلاب وأي شخص يبحث عن عمل إضافي، وهو في الوقت ذاته
مثالي للشركات الصغيرة التي تبحث عن سد الفجوات. وأصبح لدى الموقع
الآن ما يناهز الألف مستخدم 65% منهم من النساء و60% منهم في لبنان
والإمارات.
وطوّرت خازن، التي تبدو كمتخرجة
للتو رغم عشر سنوات من العمل في مجال التسويق والإدارة المالية،
الفكرة حين كانت تبحث عن عمل استشاري بدوام جزئي وأدركت أنه ببساطة لا
يوجد أي مكان تدرج فيه الخدمات التي بإمكانها تقديمها. وقالت "هناك
العديد من الأشخاص الذين لا يريدون عملاً بدوام كامل أو غير سعداء
بعملهم بدوام كامل ويبحثون عن فرص. لذلك هناك حاجة ملحّة إلى منصّة من
نوع جديد نظراً إلى معدل البطالة المرتفع في المنطقة والذي يتراوح بين
28 و40% بين الشباب".
وقد سمعنا هذا الخطاب من قبل مواقع
عديدة، فموقع "ليمون" الذي يهدف إلى حل مشكلة الزحمة في البحث عن عمل
من خلال تطوير خوارزميات مطابقة خاصة لوظائف في مجال البيع والتسويق،
و"غرادبيري" الذي يركّز على المتخرجين الجدد و"تصميم الشرق الأوسط"
الذي يركّز على العمل الحر في القطاع الإبداعي. ولكن ما الذي يميّز
موقع "نبّش":
1 ـ وظيفة ذكية لتحديد
المهارات في البحث
بعد جمع الكثير من الآراء حول نسخته
التجريبية، أعاد "نبّش" إطلاق نفسه في نهاية مايو/أيار بخاصية ذكية
جديدة لتحديد المهارات في البحث. ففي السابق، كان إدراج "مدوّن"
كمهارة لا يعطي أية نتائج للباحث عن عمل كـ"كاتب" مثلاً. أما الآن فإن
الموقع يستخدم "سمات المهارة" (skill labels) لجمع مهارات مماثلة معاً
لكي يتمكّن من إعطاء نتائج للمهارات ذات الصلة في إطار بحث معين. كما
يقدم خدمة التكملة الذاتية يقترح عبرها خيارات نموذجية ويسمح في الوقت
نفسه للباحثين عن عمل بإدخال سماتهم الفريدة الخاصة بهم وتمييز أنفسهم
في السوق.
2 ـ علامة تجارية لا تُنسى
وودية
إن أحد الأسباب التي تجعل "نبّش" بارزاً هو أنه بذل
جهداً إضافياً لخلق وجود حقيقي لعلامته التجارية. ففي حين أن الماركات
الأخرى اكتفت بابتكار شعار جذاب والتركيز على التسويق في وسائل
الإعلام الاجتماعية، خلق "نبّش" شعار وشخصية البومة التي ينشرها في
إعلانات جريئة تعتمد على الرسوم المتحركة في وسائل الإعلام الاجتماعي،
محافظاً على صورة شبابية وودية ومرحة.
وقد تم صممت العلامة التجارية بدقة
وكالة "كلينيك 21" في بيروت وفق رؤية لولو خازن من قبل. واليوم، نقل
"نبّش" العلامة التجارية إلى الشوارع والقمصان وقام عملاؤه باستيقاف
الطلاب والطلب منه القيام بتعابير مضحكة على وجوههم مقلدين وجه البومة
وذلك خلال معرض للوظائف في الجامعة الأميركية في دبي وفعالية في جامعة
سيدة اللويزة في لبنان.
3 ـ الاهتمام المالي
بالتفاصيل وتصحيح الأخطاء
غالباً ما تقول الشركات إنها تنفذ
النصائح التي تعطى لها بسرعة ولكن بالنسبة للمستخدم راشد الفوداري،
كان موقع "نبّش" يفعل ذلك حقاً. وقال في دردشة مكتوبة على سكايب "بعثت
رسالة إلكترونية الليلة الماضية مع مجموعة اقتراحات وقاموا بعد دقائق
قليلة بتنفيذها". وحين سألت خازن عن ذلك قالت "نعم، كنت الليلة
الماضية صاحية حتى الساعة الثانية صباحاً. وأرسل لي ملاحظته على وجود
خطأ فقمت بتصحيحه فوراً". هذا النوع من التفاني الشجاع للإعادة
والمنافسة يدل على ما يعد به "نبّش" وهي شركة ناشئة صغيرة، ولكن
مؤسسيها هم من النوع الذي سينجح مهما كانت التكاليف.
ولكن قصص الفوداري لا تنتهي هنا مع
الموقع. فحين رأيت تعليقه اللامع على "نبّش"، فكّرت بأنه مصنع وكنت أميل
لأسأله ما إذا كان القيمون على "نبّش" يعرفونه شخصياً.
في الواقع، لم يكن فريق "نبّش"
يعرفونه على الإطلاق. وتبّين لي أنه موظف حر أصم يعيش في الكويت وهو
متخصص بالطب الشرعي وبقراءة الشفاه باللغتين الانكليزية والعربية. وهو
يعمل أيضاً مستشاراً في تكنولوجيا المعلومات للشركات الناشئة. وعندما
كان يبحث على "نبّش" كان يتطلّع إلى العثور على كاتب اختزالات باللغة
العربية، وهو ما كتب لي أنه "كالبحث عن إبرة في كومة قش". وقد
جرّب elance.comو guru.comو bayt.com و monstergulf.com
وfreelance.com، ولكنه أحب أن "نبّش" سمح له بالبحث حسب المهارات
ولأنه يستعمل وسائل الإعلام الاجتماعية قاعدة له.
وقد سجّل بحثه في 9 مايو/أيار
وتلقّى الأسبوع الماضي الرد وهي بالنسبة إليه مدة قياسية بعد أن بحث
لأكثر من عام وزار "العديد من المواقع في الكويت ومصر محاولاً اكتشاف
هؤلاء الأشخاص الذين ظننتهم خرافيين".
وسيكون التحدي التالي بالنسبة لموقع
"نبّش" جني المال من المنصة، ومن بين الطرق السائدة لذلك هو منصة بحث
عن وظائف تفرض رسوماً على خدمات بحث ممتازة وإدراج الوظائف التي
يطلبها رب العمل وبرنامج الماركة الخاصة. وتقول خازن إنها تخطط لجني
المال في البداية من خلال الإعلانات وبعدها من خلال نماذج اشتراك
مدفوعة تقدم خدمات ممتازة.
وحتى ذلك الوقت، فإن الاستمرار في
منح المستخدمين مثل الفوداري تجارب فريدة لا يمكن أن يجدونها في أماكن
أخرى سيجعل "نبّش" شركة ناشئة ملفتة ومطلوبة.