عربي

نظرة إلى خروج LivingSocial من الشرق الأوسط وشمال افريقيا: أين الخطأ وأين الصواب؟

English

نظرة إلى خروج LivingSocial من الشرق الأوسط وشمال افريقيا: أين الخطأ وأين الصواب؟

بعد إنتشار الأخبار بأن LivingSocial تغادر منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، فكّر كثيرون في نهاية الأسبوع عمّا يعني هذا للتجارة الإلكترونية في المنطقة وقطاع الصفقات اليومية في العالم.

ربما يبحث الرياديون عن دروس يمكن تعلّمها من هذه القصة التي تحمل محاذيراً كثيرة،  لكن الإشارات تدلّ على ان المسائل الرئيسية وراء قرار الخروج ليست داخل فريق جونابت. فالشركة كانت مربحة وقت الاستحواذ عليها في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، واعتبر ذلك تزكية للقطاع عبر الإثبات بأن المستخدمين سيتجهون إلى ما كان في الأساس موقعاً للتجارة الإلكترونية يعتمد فقط على بطاقات الائتمان. سارعت جونابت إلى الحصول على الصفقة الأعلى من حيث العائدات في المنطقة، إذ جمعت 1.2 مليون دولار خلال عشرة أيام عبر صفقة مع "Banyan Tree" وكذلك الصفقة الأعلى حجماً في المنطقة حيث باعت 15 ألف قسيمة في عشرة أيام مع "Grand Cinemas".

وزكّت الشركة في البداية أيضاً قطاع السفريات على الإنترنت في الشرق الأوسط عبر بيع أكثر من 15 ألف ليلة فندق على بوابات جونابت (GoNabit Getaways) ومساحات "LivingSocial" (LivingSocial Escapes) ما أفسح المجال أمام المنافسين لفتح قنوات على الإنترنت للسفر.

وإذا نظرنا إلى الوراء تبدو لنا قصة مؤسفة لشركة عالمية تختبر سوقاً ناشئة لم تكن مستعدة للتعامل معها على المدى الأبعد.

وقال فادي غندور المدير التنفيذي لـ"Aramex " ورئيس مجلس الإدارة في ومضة "برأيي، يبدو هذا أشبه إلى قصة كلاسيكية لشركة تأتي إلى المنطقة فقط كي تُظهِر النمو للشركاء قبل الاكتتاب العام. لو كانوا صبورين بعض الشيء لكانوا استغلوا وحدة العلامة التجارية العظيمة "GoNabit" والفريق الممتاز فيها. إذاً هذه القصة لا تتعلق بالتجارة الإلكترونية التي تزدهر في العالم العربي، بل بعدم وفاء "LivingSocial" بالتزامها في المنطقة".

وأضاف غندور "ذكّرني هذا بالأيام الأولى لأراميكس.. وأنا سعيد لأننا لم نبع لأحد"، مع العلم أنه سبق أن كتب في قسم التعليقات في المقالة السابقة عن خروج LivingSocial من المنطقة ملمّحاً إلى حقيقة أنه حتى أكثر الشركات نجاحاً في المنطقة استغرقت وقتاً لبناء نفسها.

وأشار المدير التنفيذي في ومضة حبيب حداد أيضاً إلى عدم الانسجام بين طابع السوق الإقليمي والاستراتيجية العالمية. وقال إن "دان وسوهراب قاما ببناء شركة عظيمة ولكن على الرغم من بعض الخلل الذي ورثاه في نموذج الأعمال الخاص بالصفقات اليومية، كانا قادرين على المناورة في السوق بشكل جيد جداً. وبعد استحواذ "LivingSocial"، أعتقد أنه كان هناك ضغط على "GoNabit" لتنمو بسرعة أكبر وهذه لعبة دقيقة جداً لدرجة من الصعب اللجوء إليها في الأسواق الناشئة حيث المفتاح الأساسي هو الصبر والاستدامة على المدى الطويل. من المؤسف أن نرى هذا الأمر يحصل في وقت تزدهر التجارة الإلكترونية في المنطقة ولكنه في نفس الوقت جزء من دورة صحية في البيئة الحاضنة، وأنا واثق من أن موجة جديدة من الرياديين ستولد من فريق دان وسوهراب".

أما كريس شرودر الذي شغل منصب المدير التنفيذي لـ"HealthCentral" حتى بيعها الناجح وهو الآن عضو مجلس إدارة في ومضة، فعلّق قائلاً "كانت "GoNabit" شركة عظيمة لديها فريق عظيم، والأولى في السوق وقامت "LivingSocial" بخطوة ذكية بشرائها. ولكن ليس من السهل دمج مبتكر عظيم يبعد 6000 ميل حتى لو قاده رياديون عظماء. وهذا مؤشر على القوة المتنامية للبيئة الحاضنة في الشرق الأوسط والتي ساهم فيها العديد من المتنافسين ولكن أمام الفرصة يبدو أن "LivingSocial" اختارت تحسين استراتيجيتها في مكان آخر. بالنسبة لي فإن السؤال الحقيقي المثير هو ما الذي سيفعله دان وفريقه لاحقاً".

أشار يوسف التازي، المدير الإداري للفرع المغربي في الوكالة الإعلامية العالمية "OMD"، إلى أن الخطوة تذكّر بالإخفاق السابق لجروبون في المغرب. وكتب في التعليقات على المقالة السابقة "من المؤسف أن نعرف أنهم لم يأخذوا وقتهم في التعلّم أكثر عن المنطقة. ويذكرني الأمر بوصول جروبون إلى المغرب حين ظن الجميع في البداية أنهم سيشترون إحدى الشركات الناشئة المغربية للصفقات اليومية، ولكن في النهاية قرروا بأن يكون لديهم مكتب في المغرب فقط لإدارة الصفقات لأوروبا".

وعلى الرغم من الكمية الكبيرة للمنتجات المماثلة، كان البعض أوفياء بشكل واضح للعلامة التجارية. وقال ساجد اسماعيل من جامعة وولونغونغ دبي على فايسبوك "كانوا الوحيدين الذين يقدمون منتجاً ذي جودة. خبر محزن فعلاً".

أما مارك سيجو، المؤسس المشارك لشركة "Brawnycode" للتسويق على الإنترنت والتطوير فقال "كان عليهم أن يبدوا بعض الصبر لرؤية النتيجة الكبرى في المستقبل. قاموا بدخول مبكر وخروج مبكر أيضاً.  هم ببساطة لا يعرفون كم نحبهم".

وأشار آخرون إلى فشل النموذج بشكل عام، حيث اختصر أحمد النونو من تورنتو، كندا، المسألة جيداً قائلاً "إذا نظرنا إلى الجانب المشرق، فإن خروجهم صحي. فهو يقدم حالة أخرى للدراسة يمكن أن يتعلّم منها رياديو المستقبل. وهذا الأمر قد ينتج شركات صفقات جديدة تعتمد نماذج أعمال أفضل وأكثر استجابة". 

ولكن في الوقت الراهن، تعتبر القصة تحذيراً جيداً للرياديين ودعوة إلى أن يفكروا مرتين قبل الاستثمار أو بيع شركتهم وبأن ينظروا في ما إذا كان الأطراف الآخرون سيدخلون مع استراتيجيا جيدة وصلبة لبناء الشركة والبيئة الحاضنة الأوسع.

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.