كيف تصنع التوازن بين وظيفتك اليومية واستثمارك الجديد
بحلول منتصف العام 2006، قرّرت بدء مشروع كنت أفكر به وأتحمّس له منذ فترة وهو إنشاء أول مدونة عربية تعنى بشؤون التكنولوجيا والإلكترونيات، وبمستوى احترافي يرتقي بفكر القارئ العربي، فينقل له رسالة محايدة وليس مجرد تكرار لعبارات الشركات الدعائية. اكتمل التنفيذ بالفعل في تموز/يوليو 2006 وأطلقت موقعي الجديد، مدونة "جادجتس آرابيا" GadgetsArabia.com.
وكما هي الحال مع كل رائد أعمال جديد يُقبل على هذا المجال للمرة الأولى، فإن البداية عادة لا تحمل التساؤل حول ما إذا كنت تستطيع الموازنة بين مسؤولياتك اليومية ومشروعك الجديد. فروّاد الأعمال دائما ما يكونوا متحمسين لفكرتهم الجديدة، متصورين أنهم يمتلكون القدرة على توزيع أوقاتهم بطريقة متوازنة لا تجبرهم على التخلي عن أعمالهم الحالية أيا كانت.
بدايتي الشخصية مع مشروعي الجديد تزامنت مع كوني طالب، وكان الدرس هو الأمر الذي يشغل معظم وقتي في حينها. والواقع هو أنني لم أجد في البداية أي مبرر للتقصير في أي من الجانبين، فمسؤوليات مشروعي الجديد كانت لا تزال محدودة.
ولكن مع مرور الوقت، وزيادة نجاح وانتشار GadgetsArabia.com، أدركت أن ترتيب أولوياتي بات يشكل تحدّ جديد وصعب. فدراستي التي كنت أظنها رئيسية باتت تبدو وكأنها إحتياطية، ومشروعي الجديد الذي لم يكن سوى مغامرة، أصبح مثمرا ومربحا بطريقة مغرية.
وفي ذلك الوقت، لم يكن المناخ العام لريادة الأعمال في مجال الإنترنت مهيئا كما تبدو الصورة اليوم. الغالبية العظمى لمن كان يستثمر في هذا المجال في حينها كانت إما شركات تعمل في مجال الإنترنت، وعددها محدود، وإما أشخاص لا يزالون في بداية الطريق. قصص النجاح المذهلة محليا لم تكن كثيرة ومغرية.
فتوجّهت نحو خيار، ربما كان مناسبا فقط لحالتي، وربما يكون مناسبا كذلك لآخرين غيري، وهو البحث عن شريك يمتلك مقومات معينة تجعله قادراً أن يساهم في إدارة المشروع، وخاصة في تلك الجوانب التي تحتاج الى الكثير من الوقت والإمكانات مثل الإعلانات، خطة العمل، إدارة الموارد، التمويل، الإطار القانوني للعمل وغيرها من الأمور التي قد تقف عائقا أمام اتجاه الكثير من رواد الأعمال نحو استثمارهم الخاص من البداية.
إذا كنت لا تزال مترددا في البدء في مشروعك لأنك تخشى ألا تجيد التعامل مع هذه الجوانب، فربما يجدر بك أن تحصل على شريك يتقن هذه الأمور من البداية. لا تقلق، بقليل من البحث، ستجد من يتحمس للفكرة ويشاركك وقته وموارده مقابل حصة من هذا العمل.
لتكون رائد أعمال بحق، يتطلب منك الأمر كثير من الجدية وكثير من المخاطرة ولكن، ليس بالضرورة أن تتخلى عن حياتك السابقة كاملة ووظيفتك اليومية منذ اللحظة الأولى لكي تصبح رائد أعمال ناجح. كل ما عليك فعله، هو أن تدرك اللحظة المناسبة للقيام بذلك.
لقد تطورت بيئة الإستثمار في المنطقة العربية كثيرا في السنوات القليلة الماضية، فمجالات الإستثمار اليوم عديدة، والبيئات الحاضنة باتت أكثر تعددا. فرصتك اليوم في أن تحقق حلمك الشخصي باتت أقرب الى الواقع وشركات رأس المال الجريء أصبحت متوفرة لتساعدك على أن تولد كبيرا، وتنافس لتصبح أكبر.