عربي

تحظى فلسطين بأول شركة ناشئة لتسريع النمو

English

تحظى فلسطين بأول شركة ناشئة لتسريع النمو

ما من شكّ أن بناء شركة ناشئة في فلسطين يعتبر أمراً صعباً. وخلال فعالية إطلاق أول شركة ناشئة لتسريع النمو في فلسطين، دار نقاش حول الحاجة إلى قوانين أساسية للإنترنت تجعل الشراء والدفع على الإنترنت ممكناً.    

وسبق أن أشار مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نضال صيدم إلى التناقضات الصارخة في مقاربة السلطة لهذه لمسألة. وتذكّر نضال زهران، قائد فريق في مؤسسة "قيادات"، أن  صيدم قال إن "المجلس التشريعي الفلسطيني كان يجري محاضرات عبر الفيديو منذ تسعينيات القرن الماضي لمناقشة سن القوانين، ولكنه لم يعتبر قوانين التكنولوجيا مهمة للسجال أو النقاش". 

وقال زهران إن وزيرة الاتصالات الفلسطينية الحالية صفاء نصر الدين هي "إلى جانبنا" ولكن السلطة الوطنية الفلسطينية ببساطة "لا ترى أن قوانين الإنترنت استراتيجية في الوقت الراهن. وهي تعتبر الإنترنت من الكماليات. ويجب ألاّ تنسوا أن المسؤولين في السلطة جميعاً تقريباً هم فوق السبعين من العمر".   

 وفي بيئة يكون إطار العمل القانوني فيها معقدًا للغاية، فإن شعار قطاع الشركات الناشئة، كما هو الحال في الكثير من دول المنطقة العربية، هو "ابنوا في جميع الأحوال". وهذا الشعار يعبّر عن رأي سعيد ناشف، الذي راجع القوانين القديمة ليؤسّس "صدارة فنتشرز"، وهو أول صندوق استثمار أوليّ يركّز على التكنولوجيا وواحد من أكثر صناديق رأس المال المخاطر نشاطاً هذا العام. وكان أول استثمار لـ "صدارة فنتشرز"، موقع حجز الفنادق "يا مسافر"، والذي هو ربما أكبر أمل للشركات الناشئة في فلسطين، إلى جانب منصة "سوق تل" Souktel الناجحة للرسائل النصية التي توسّعت في أنحاء أفريقيا، وهي الآن ضمن الشركات التي تستثمر "صدارة" فيها، إضافة إلى البوابة الطبية "ويب طب" Webteb التي تشهد توسعاً أيضاً.    

 الشروط 

 يواصل زهران وزملاؤه في مؤسسة "قيادات" في جذب الاستثمارات الأساسية إلى فلسطين التي تحتاج إليها بشدة، وذلك عبر تأسيس "فاست فوروورد" Fast Forward، وهي أول شركة لتسريع النموّ وصندوق للاستثمار التأسيسي في الضفة الغربية.

وفي فلسطين الكثير من الشركات الحاضنة المشاريع، من بينها مؤسسة "قيادات" التي غالبًا ما تقدّم الإرشاد لشركات تقدّم خدمات لشركات أخرى، ولحاضنة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في فلسطين التي تدير برامج مع شركة "مرسي كوربس" Mercy Corps، وذلك من أجل توحيد فرق الشركات الناشئة وحاضنة الأعمال والتكنولوجيا التي انتعشت مؤخراً بعد أن مرّت بفترة جمود.  

غير أن "فاست فوروورد" ستكون أول شركة مكتملة لتسريع النموّ في المنطقة، حيث تقدم معسكراً تدريبياً لمدة ستة أشهر و20 ألف دولار كاستثمار تأسيسي مقابل حصة بنسبة 7 إلى 10% في الشركات الناشئة المقبولة. وستركّز هذه الشركات على تطوير المنتج في الأشهر الثلاثة الأولى وستتجه إلى السوق في النصف الثاني من الفترة، حيث تعتبر فترة الثلاثة أشهر قصيرة في هذا السوق المليء بالتحديات.

 وإطلاق "فاست فوروورد" غير مفاجئ في المنطقة، حيث أنّ شركات تسريع النموّ تنتشر بكثافة وبسرعة، وإنّ دورات تخريج الشركات والعروض أمام المستثمرين التأسيسيين تجري تقريباً كل شهر.

 الاستعانة بمرشدين 

 إن إمكانية نجاح "فاست فوروورد" تكمن في قدرتها على مساعدة الشركات الناشئة في الوصول إلى خارج فلسطين. وفي سوق محدود مثل الضفة الغربية، فإن التوسع إلى المنطقة أو العالم مباشرة هو جزء من الوصول إلى الربحية، ومن هنا جاء التركيز التاريخي على شركات التعهيد الخارجي، أي شركات تستعين بها لتنفيذ مشروع معبن.

 لتحسين برنامج الإرشاد لديها، استعانت "فاست فوروورد" بمرشدين من داخل فلسطين وهي تسعى للارتباط بشبكة  دولية من المرشدين قريباً. وتتضمن المجموعات التي تنوي "فاست فوروورد" الارتباط بها، مجتمع تكنولوجي القاعدة "بيكس" Peeks و"مركز تكنولوجي للرياديين"، الذي يُعدّ أحدث سلسلة للقاءات التكنولوجية في فلسطين، والتي تستفيد من الفلسطينيين في الشتات لجلب رياديين محليين يحملون خبرة من وادي السيليكون.    

 سيكون من المثير للاهتمام رؤية أي نوع من الرياديين سيتقدمون بطلبات للمشاركة في صف "فاست فوروورد"، إذ يتوقع زهران رؤية أفكار في مجال التجارة الإلكترونية والسفر وحلول الشركات. ويذكر أن قطاع الشركات الناشئة كان هادئاً إلى حد ما ولكن الزخم بدأ يعود ببطء، خصوصاً أن الشركات الناشئة المبتكرة مثل "آيريس" Iris تظهر قدرة المنتج الوهمي على تحقيق بيع دوليّ.      

 تأمل شركة تسريع النمو هذه بأن ترى نساء يتقدمن أيضاً. وصحيح أنها قد لا تضاهي حاضنة الأعمال والتكنولوجيا في غزة التي تدّعي بأن حوالي نصف شركاتها الناشئة تديرها نساء، إلاّ أن زهران يقول إنه يرغب "بأن يكون هناك الكثير من الطلبات من نساء. إذا حصلنا على شركة ناشئة واحدة تديرها ريادية فسنكون سعداء بذلك".

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.