كيف تنظّم تعاملك كرائد أعمال مع شبكات التواصل الإجتماعي
سمح إنتشار شبكات التواصل الإجتماعي بإكتشاف الكثير من المعلومات عن الأشخاص بسهولة جداً. وأصبحت معلومات مثل الميول السياسية، الهوايات الشخصية، التاريخ المهني وغيرها من الأمور التي قد تتعلق بالحياة الشخصية متاحة وسهلة الوصول.
من جهة أخرى، يمثل هذا الأمر احدى الميزات المتاحة أمام الجيل الجديد من رواد الأعمال والباحثين عن وظائف وإستثمارات، اذ يوفر لهم فعالية كبيرة لعرض انجازاتهم وقدراتهم والحصول الى فرص أكثر لأعمالهم. إلا أن هذا الإنفتاح يحمل معه مخاطر كثيرة قد تؤثر على إستثمارات رواد الأعمال، في المنطقة العربية بشكل خاص.
ويتوجب على رواد الأعمال العرب، على وجه الخصوص، الإلتفات الى ما يقومون بنشره ومشاركته من معلومات عن أنفسهم أو وجهات نظر تخصهم، نظرا الى الحساسية الزائدة للمستخدمين في المنطقة العربية تجاه وجهات النظر السياسية المخالفة لهم، وكذا نظرا لكون الثقافة المؤسساتية عند التعامل مع الشركات لا تزال غير مكتملة النمو في منطقتنا العربية حتى الآن. هذا ما يجعل المستخدم العربي يربط بشكل مباشر بين نظرته الى المالك أو المستثمر الرئيسي بشركة ما، وبين ما إذا كان سيميل الى التعامل مع هذه الشركة أو لا.
ان كنت رائد أعمال حصل على استثمار، ومن أجل حماية إستثماراتك من دعاية سلبية، أو أن تدفع شركتك ثمن إحدى ذلات اللسان التي وقعت فيها أثناء تعليقك على صورة لأحد أصدقائك على "فايسبوك" مثلا، فإنه يجدر بك أن تتبع النصائح التالية:
- لا تخلط أبدا بين العمل والحياة الشخصية في شبكة إجتماعية واحدة
إذا ما كنت تستخدم شبكات التواصل الإجتماعي بصفة منتظمة في نطاق حياتك الشخصية، وفي التواصل مع أصدقائك وعائلتك، فأحرص على الإحتفاظ بحسابك الشخصي بعيداً عن شركاء العمل.
يعتمد رواد الأعمال العرب الجدد، بشكل رئيسي، على معارفهم وأصدقائهم للمساعدة في التسويق لمشاريعهم الجديدة، ما قد يخلق صعوبة في الفصل بين الإثنين في الحسابات الشخصية. ولكن خيارات الخصوصية المتقدمة في معظم الشبكات الإجتماعية الشهيرة أصبحت توفر وسيلة فعالة للفصل بين ما يستطيع أصدقائك وعائلتك أن يعرفوه ويقرأوه عنك، وبين ما يتوفر من محتوى لشركاء العمل، فتأكد من مراجعة هذه الخيارات بدقة شديدة وبشكل منتظم.
- الحسابات العامة لم تخلق للثرثرة
خيارات الخصوصية وجدت لتمكنك من الثرثرة كيفما شئت امام المقربين اليك. ولكن خلافا لذلك، فإن الحسابات العامة تعني لرواد الأعمال وجهات النظر الرسمية لهم ولشركاتهم. تذكر دائما، أن كثرة الكلام، تكثر الذلل.
- ما لم يكن الأمر ضروريا، إبتعد عن كل ما يثير الجدل
أن تكون شخصية معروفة لا يعطيك الحق في التعليق على جميع أمور الحياة. يقع بعض رواد الأعمال في هذا الفخ، فينخدعون بقاعدة عريضة من المعجبين بنجاحهم، لينزلقوا في جدالات تغطي كافة مناحي الحياة. ما لم يكن الامر يتعلق بصميم عملك، وما لم يكن من الضروري أن تبدي رأيك فيه، من الافضل أن تحتفظ برأيك لحلقات النقاش المغلقة مع معارفك وليس لحسابك على الشبكات الإجتماعية. المجتمع العربي شديد الحساسية تجاه بعض الموضوعات الخلافية، ويجدر برواد الأعمال مراعاة ذلك في مجتمعاتهم.
- ضع سياسة موحدة لشركتك لإستخدام الشبكات الإجتماعية
تحتاج شركتك لأن تمتلك حسابها الخاص على مواقع التواصل الإجتماعي الشهيرة. فبالإضافة الى ما يحققه ذلك من فرصة دعائية لشركتك للحصول على عملاء جدد، فإن إمتلاكك لحساب رسمي، يتحدث باسم شركتك، يمكّنك من إيصال رسائل هامة لزبائنك أو إيضاح وجهات نظر رسمية في مواقف محددة. الحسابات الرسمية للشركات تحتاج الى أشخاص ذوي خبرة ودراية لإدارتها، فهي ليست وسيلة ترفيهية لإصابة متابعينك بالملل.
- راقب ما يفعله موظفوك على الشبكات الإجتماعية، وإحرص على أن يتفهموا الأمر ذاته
لا يحق لرواد الأعمال التحكم في حياة موظفيهم الشخصية، ولكنهم يملكون الحق الكامل بالتدخل في ما يرتبط بالتأثير على الشركة. تأكد من تفهّم موظفيك لما قد يترتب على شركتك من إقتران إسمها بوجهات نظر معينة. إذا كنت تعتقد أن حسابات موظفيك على شبكات التواصل الإجتماعي قد تسبب لشركتك الحرج، إحرص على أن يقوم هؤلاء بإيضاح أن آرائهم لا تعني بالضرورة رأي الشركة التي يعملون لصالحها.