يمكن لمحبي كرة القدم العرب اليوم حضور مباراتهم المفضلة بسهولة
يمكن لمحبي كرة القدم في العالم العربي الآن اختيار مباراتهم المفضلة، توضيب حقائبهم والتوجه نحو الطائرة مباشرة دون الاهتمام بأي شيء آخر، وذلك بفضل الشركة اللبنانية "فلاي فوت" أو Fly-Foot.
تقدم الشركة التي تعمل منذ 2011 عروض السفر الجاهزة أو حسب الطلب التي تغطي كل تفاصيل الرحلة من بطاقة السفر الى حجز الأوتيل الى بطاقات المباراة والتنقل من والى الأوتيل.
يبدو الأمر وكأنه مسلّ، ولكن عندما استمعت الى شرح المؤسس الشريك ريان اسماعيل حول شركته الناشئة، تساءلت لماذا قد يحتاج أي أحد الى شركة مثل "فلاي فوت" لتنظيم رحلة سفر من هذا النوع؟ الى أي درجة يمكن أن يكون الأمر صعبا؟ في التالي الأسباب وراء صعوبة هذا الأمر.
من الصعب تأمين بطاقات لمجموعة كبيرة لحضور مباراة.
قبل الأزمة الاقتصادية، كان اسماعيل يعمل في القطاع المصرفي. عاد الى لبنان ليعمل كمحلل مالي لدى "أرامكس" في المشرق وأوروبا، وقرر التركيز على شغفه في أوقات فراغه. "أنا مغرم بلعبة كرة القدم، وفي ذلك الوقت اكتشفت ان لا أحد قد تناول الموضوع من زاوية تنظيم اللوجستيات على الانترنت"، يقول اسماعيل.
لقد انتبه اسماعيل الى المشكلة حين حاول تنظيم رحلة لحضور مباراة في أوروبا مع أصدقائه، من حيث التجول في المدينة والعثور على بطاقات المباراة لمجموعة من الأصدقاء، الأمر الذي كان شبه مستحيلا.
تعمل "فلاي فوت" اليوم لتسهيل هذا الموضوع. يمكن لمحبي كرة القدم اختيار رحلاتهم حسب الطلب وتحويلها أيضا الى مغامرة تتعدى حدود المباراة فقط. ينتقل الزبائن من المطار الى الأوتيل في سيارات أجرة تابعة لـ"فلاي فوت" ويمكنهم الحصول على غرف في أوتيلات قريبة جدا من الملعب بفضل شراكات بناها فريق العمل مع أوتيلات في المنطقة.
وبفضل شراكات متينة أيضا بنيت مع ادارات الفرق والملاعب، تتمتع "فلاي فوت" اليوم بامكانية الحصول على عدد غير محدود من البطاقات وبالتالي امكانية خدمة مجموعات كبيرة من الأصدقاء أو التلاميذ الذين يريدون السفر لحضور مباراة ما.
"لقد استفدنا من الأزمة الاقتصادية التي عانت منها اسبانيا لاقامة اتفاقيات مع العملاء الذين سبق واشتروا كميات كبيرة من البطاقات في بداية الموسم، وتمكننا من شرائها كلها بسعر مقبول جدا، سمح لنا بتوفير المال وتخفيض الكلفة، ما يناسب العميل أيضا لأنه بهذه الطريقة يحد من خسائره وخطر عدم بيع تلك التذاكر"، يقول اسماعيل.
الضيافة العربية في أوروبا.
على الرغم من أن هذه الشركة الناشئة لم تنفق شيئاً على التسويق حتى الآن، فقد ساعدتها الشراكات مع شركات السفريات على بيع المزيد من العروضات. "لقد عرضت شركات سفريات في لبنان هذا النوع من الشراكات علينا، وأعجبتنا الفكرة فقمنا بتطبيقها في الأردن أيضا"، يشرح اسماعيل.
ولا تقف خدمات "فلاي فوت" هنا، بل هي تهتم بتفاصيل صغيرة في رحلة محبي كرة القدم، وتساعدهم في تقريبا كل ما يحتاجون له من حاجات شخصية وسياحية، خاصة في اللغة العربية. "هذا يطمئن المسافر على انه ليس وحيدا في مدينة غريبة لا يتقن لغتها، خاصة في مدن مثل زيوريخ وميلانو وبرلين حيث زبائننا العرب لا يتكلمون لغة المدينة"، يقول اسماعيل. "مثلا لقد أراد أحد الزبائن القفز بالمظلة في مدريد وقمنا بمساعدته على تحقيق ذلك".
لا يمكن القول ان "فلاي فوت" شركة سفريات. "نحن لسنا شركة سفريات ولا نقوم بتنظيم المناسبات. نحن شركة مختصة بكرة القدم وهدفنا هو الاستماع الى محبي كرة القدم وتحقيق حلمهم بحضور مباراتهم المفضلة في تجربة مريحة وفريدة لهم، حيث يشاهدون المباراة ويمضون بضعة أيام مسلية في المدينة"، يشدد اسماعيل.
اعتماد نموذج الحد من النفقات والاستفادة من المصادر المتاحة.
لبناء شركته من الصفر، تعامل اسماعيل مع اصدقاء الطفولة ليتشاركوا معه، فأصبحوا اليوم خمسة شركاء منهم أردني واسباني والباقون من لبنان.
"لم نستثمر الا جهودنا الشخصية في البدء، ولم ننفق ولا فلس"، يقول اسماعيل.
وبهذه الطريقة، استفاد الفريق من المصادر المتاحة اذ قاموا بالاعلان عن العروض قبل ان يحصلوا عليها. "خطوة بعد خطوة جمعنا بعض الأرباح واشترينا عروضات أخرى، وهكذا دواليه"، يشرح اسماعيل.
وخلال العام المنصرم، قامت "فلاي فوت" بخدمة أكثر من 200 زبون معظمهم من لبنان والسعودية. الآن الشركة جاهزة لتتلقى الاستثمار وتسعى الى تطوير خدماتها، فقد قامت باعادة تصميم مؤخرا بالاضافة الى اطلاق خدمة الدفع على الانترنت عبر الموقع الالكتروني.
هل هي فعلا سوق مختصة؟
ان كنت من محبي كرة القدم ام لا، الجلوس في الملعب والشعور بالحماس مع الآلاف من المشجعين هو أمر من اللذيذ اختباره على الأقل مرة في العمر. وهذا الأمر يدفع بالشركة الناشئة الى ما هو أبعد من الاختصاص فحسب وخدمة مشجعي كرة القدم. اذا قرر الفريق تطوير الشركة نحو بناء وخدمة مجتمع من مشجعي كرة القدم وجذب السياح الذين يريدون زيارة المدينة في الوقت نفسه، سيتمكنون من التوجه الى السوق العالمية أيضا، ولكن طبعا طالما الأسعار تبقى مقبولة.