ما الذي يبحث عنه مستثمر سعودي في شركة ناشئة؟
يتطور المشهد الريادي السعودي ببطء ولكنه بدأ للتو يتحوّل إلى سوق تهدف جميع الشركات الناشئة الإقليمية والعالمية إلى دخوله.
تقوم "نايف صالح الراجحي الاستثمارية" إحدى أكبر الشركات السعودية المتخصصة بالاستثمار والتطوير العقاري، بمراقبة هذا التوجه عن كثب، وبدأت في السنوات الماضية الاستثمار في شركات ناشئة بهدف دعم الرياديين السعوديين ومساعدة البيئة الحاضنة على النمو.
ويعتبر الراجحي، اسماً معروفاً في السعودية خصوصاً حين يتعلق الأمر بالقطاعات المصرفية والمالية والعقارية نظراً إلى أن مصرف الراجحي هو أحد أكبر المصارف في الشرق الأوسط وأكبر مصرف إسلامي في العالم والأول في لائحة أفضل 50 مصرفاً في الخليج عام 2012.
بعد تخرجه من كلية الأعمال في السعودية، قام نايف الصالح الراجحي، نجل صالح عبد العزيز الراجحي، مؤسس وصاحب ثاني أكبر حصة فردية في مصرف الراجحي، أول شركة عقارية له أطلق عليها اسم "أبراج" بنَت أحد أوائل الأبراج في دبي "Time Place Tour " عام 2003 والذي أغلق لاحقاً.
بعد العمل على "أبراج"، أسس نايف العديد من الشركات التي ركزت على تطوير مشاريع بناء مثل "معمار" للتطوير والبناء و"أبل" (Able) لإدارة المنشآت و"آي بي أم" (إدارة مشاريع دولية) لإدارة مشاريع البناء و"بي أتش آي" المتخصصة بالتسويق والاتصالات و"سيلكبورد" لإدارة المشاريع الفندقية والشقق المفروشة.
وشكلت جميع الشركات التي أسسها نايف عموداً فقرياً لشركة نايف صالح الراجحي الاستثمارية، في الوقت الذي كانت فيه تعمل ككيانات مستقلة.
وبعد نجاح أولى استثماراته وأثناء محاولته التوسّع وتقديم خدمات لشركته، بدأ الاستثمار في الشركات الناشئة الصغيرة ودعم الرياديين وتنويع استثماراته. ويقول عبد الرحمن حلّاق، نائب رئيس شركة نايف صالح الراجحي ومسؤول الاستثمار فيها "ننظر إلى الشركات الناشئة التي تضيف قيمة إلى المجتمع السعودي وتسهم بشكل فعال في قطاعي التعليم والترفيه التعليمي".
وخلال دردشة مع حلاق الذي التقيته خلال فعاليتنا الأخيرة للتواصل والإرشاد في الرياض والتي رعتها شركة نايف صالح الراجحي الاستثمارية، أطلعني على بعض المعلومات عن العملية التي تتبعها الشركة عند اتخاذ القرار بالاستثمار في شركات ناشئة، بعد أن أصبح نايف يلعب دور مستثمر تأسيسي ويستثمر في ثلاث شركات ناشئة حتى الآن هي "ورقات" وهي عبارة عن مقهى ومكتبة لتشجيع السعوديين على القراءة، و"ريز" للتسويق الإلكتروني وإدارة الشبكات الاجتماعية و"كندة" التي لم تنطلق بعد لنشر كتب الأطفال والبرامج التلفزيونية والرسوم المتحركة مع لمسة تفاعلية.
في ما يلي ستة عناصر مهمة يبحث عنها حلاق والراجحي أثناء التعرف على الرياديين واتخاذ القرارات بالاستثمار أم لا في شركاتهم الناشئة:
- فكرة شركة ناشئة تضيف قيمة إلى السوق ولديها أفضلية تنافسية. ويقول حلاق إن "السوق كبير ومفتوح على عدد كبير من الشركات، لذلك نبحث عن شيء صلب يمكنه الصمود".
- فكرة جديدة. وبحسب حلاق "الأفكار الجديدة تجلب الاندفاع والإلهام وهما أمران نحتاج إليهما لدفع مجتمعنا قدماً".
- ريادي واقعي. ويشرح حلاق بأنه "إذا كان الشخص الذي يقف وراء الشركة الناشئة غير واقعي، ففكرته ستبقى غير واقعية ولن تشهد نجاحاً".
- فكرة تركّز على تقديم ترفيه اجتماعي مفيد. وبهذا يعني حلاق الترفيه الفعّال الذي من شأنه أن يعزز إبداع الشخص في الوقت ذاته.
- ترفيه تعليمي. نظراً إلى أن التعليم هو أحد القطاعات الرئيسية التي تريد الشركة التركيز عليها.
- مرونة. الرياديون المرنون الذين يريدون الانفتاح على أفكار جديدة ومختلفة يقترحها مستثمرون.
ويقول حلاق "نتلقى عشرات عروض الأفكار يومياً ويتطلب الأمر الكثير من الجهود لنقرر الاستثمار في أحدها". وعادة ما يطلب الفريق خطة عمل ويقرر بناء عليها فقط ما إذا كان سيعدّ تحقيقه الخاص عن الفكرة أم لا. ويتابع حلاق "نعرف أن لقاء الرياديين قد يغيّر نظرتنا بالكامل إلى الشركة الناشئة كشركة يمكن الاستثمار فيها أم لا، ولكن هذه خطوتنا الأخيرة".
تأخذ شركة نايف صالح الراجحي ما معدله 50% من الحصص في الشركات الناشئة "ليس لأننا نحتاج إلى المال ولكننا نعتقد أن هذا عادل كوننا مستثمرون"، يقول حلاق. وهذه الحصة الكبيرة تبعد الشركة عن نموذج الشركة الناشئة الذي يقول الفريق إنه يريد دعمه، بل تقرّبها من نموذج الاستثمار التقليدي الأقرب إلى الرغبة في إدارة الشركة بأنفسهم بدلاً من تمكين الرياديين ليفعلوا هم ذلك.