كيف تسوّق لمحتواك ضمن ميزانية محدودة؟
لا يملك رواد الأعمال الكثير من الوقت ولا المال لإنقاقه على حملات تسويقية لمحتواهم.
في هذه الحالة، يجد رواد الأعمال نفسهم أمام مفترق طرق:
1 ـ فإما لا يفعلوا شيئاً لأن الأمر مكلف جداً ويستغرق الكثير من الوقت،
2 ـ أم يقوموا بمبادرة ذاتية ويخلقوا محتوى حين يملكون الوقت والطاقة، آملين بجذب الزبائن بشيء ما أو بأي شيء.
ولكن كلا الخيارين لا ينفعان، فكيف يحسّن الرواد محتواهم في حين لا يملكون الوقت ولا الميزانية؟
الأمر ممكن. ولكن عليهم أن يفكروا بشكل مختلف ويركزوا على ما يبرعون به.
مقاربة جديدة للأمور: القليل قد يدرّ الكثير
تكشف كريستنا هالفورسون في كتابها "استراتيجية المحتوى على الويب"، حقيقة بسيطة: قد يكون المحتوى القليل أحيانًا أفضل من المحتوى الكثيف.
وبالرغم من أنه ثمة دراسات تشير إلى أن نشر المحتوى بكثافة أمر مفيد، لكن يجب التركيز على نوعية المحتوى أكثر وعلى الأمور التي يبرع بها الرواد، تفاديًا للمشاكل التالية:
ـ إنتاج محتوى فير وغير مفيد.
ـ إنفاق كامل الميزنية بسرعة.
ـ صعوبة في خلق محتوى جديد ونقص في الطاقة والحماسة.
ـ إعطاء انطباع سيئ عبر محتوى يعرّض العلامة التجارية للخطر.
ذكرت أدناه بعض الاستراتيجات التي ستساعد رواد الأعمال على تحسين محتواهم وتسويقه بشكل أفضل من دون إنفاق الكثير من المال:
الاستراتيجية: اجعلوها غير قابلة للنقاش
كثيرة هي الأمور التي نتفاداها أحيانًا أو نقلّل منها أو ننفق عليها أقلّ من غيرها. الاستراتيجية ليست من بينها. ومهما حصل، لا يجب أبدًا أن تجاوز هذه الخطوة. فإن لم يكن الرواد ضليعين في هذا المجال، بإمكانهم دفع القليل من المال للاستعانة ببعض المساعدة.
غالبًا ما يقع رواد الأعمال ضحية خطأ متكرر وهو نشر محتوى عن أمور يحبوها هم. فحتى لو مانوا يحبون الكتابة عن سياسة الشركة المرنة، وآلات تحضير القهوة أو سياسة الامتثال لمحركات البحث على سبيل المثال، قد لا تجذب هذه المواضيع السوق الذي يحاولون الوصول إليه.
إليكم الخبر السار: بما أن رواد الأعمال يجرون أبحاثًا عن زبائنهم، فهم يملكون فكرة واقعية وشاملة عن الأمور التي يهتمّ بها الزبائن وقد يكون ذلك أساسًا لاستراتجيتهم.
حين يعرفون من هم زبائنهم، سيعرفون ما هي حاجاتهم ونقاط ضعفهم. إليكم إذاً بعض الأمور التي يجب أن يخصص لها الرواد ميزانية صغيرة.
حددوا أولوياتكم: من المستحيل أن تقوموا بكلّ شيء لوحدكم
من المهم أيضاً أن تعرفوا حاجاتكم الخاصة.
مثلا، في المرحلة التي أنتم فيها في الشركة، ما هو أكثر محتوى تحتاجون إليه؟ ركّزوا ميزانيتكم المحدودة على خلق محتوى يمكنه دعم الهدف، محتوى يرغب زبائنكم في معرفته ويكون ضمن ما ترغون في تحقيقه.
إن كنتم في بدايتكم، قد تحتاجون إلى تركيز محتواكم على التوعية حول ما يجعل الشركة مختلفة. وهذا ممكن من خلال فيديوهات شرح ودليل للمنتج ومقالات أو أي شكل من المحتوى الذي يعرّف عن الشركة. أما إن كان لكم جمهورًا صغيرًا، فقد حان الوقت للتركيز على كيفية جعلع أكثر اطلاعًا، من خلال نشر الكتب الإلكترونية والكتب البيضاء والدراسات المقارنة وغيرها.
حين يشكّل الوقت والميزانية عائقًا أمامكم، قوموا بالأمور التي تترك أثرًا كبيرًا.
خلق المحتوى
قبل خلق المحتوى، عليمك أن تسألوا نفسكم: هل أملك الموهبة والوقت لإنتاج محتوى يرغب الناس في قرائته ومشاركته؟
لا تتسرعوا في الحكم على نفسكم، فإن لم تكونوا كتابًا بارعين فلعلّكم ستكونوا بارعين أمام عدسات الكاميرا وتعدّوا محتوى فيديو جيد بدلاً من ذلك. ولكن إن لم يحقق أي من الخيارين الجاذبية المطلوبة، يكون الوقت قد حان للجوء إلى خدمات خارجية.
التوظيف لا يعني أنه يجب تخطي الميزانية خصوصاً إن كنتم تعتمدون مقاربة "أنتج محتوى أقل لكن أفضل". إليكم بعض التعليمات التي قد تساعد:
1 ـ لا توظّفوا كتّابًا من خارج بلادكم لإنتاج المحتوى. فالنتيجة لا تكون أبداً مرضية وأنتم في النهاية، تسلّمون إدارة شركتكم إلى الجهة التي قبلت السعر الأدنى.
2 ـ إن كان لديكم وقت للكتابة وأردتم توفير المال لكن المحافظة على النوعية، وظّفوا محررًا بدلاً من كاتب. فلن يقوم المحرر فقط بتصحيح أخطائكم بل سيعلّمكم مكامن الخلل لتحسنوا أسلوبكم مع الوقت!
3ـ إن كنتم تعلمون في المجال التقني، يمكنكم توفير المال الذي كنتم ستخصصوه لتوظيف خبير تقني، والطلب من كاتب أن يجري معكم مقابلة حول موضوع معيّن وتحويلها إلى محتوى جاذب.
4 ـ تحسين المحتوى ليس بالأمر المكلف وهو يساعد على إنتاج محتوى من دون استهلاك الكثير من الوقت. بإمكانكم أن تجمعوا معلومات يريد جمهوركم أن يقرأ عنها وتضيفوا بعدها لمساتكم الخاصة عليها.
5 ـ لا تنفقوا كلّ الميزانية على غرض واحد فقط. هذا رهان يمكن أن يقود إلى تداعيات مدمّرة إذا لم يعط نتيجة. القليل يمكن أن يكون بمثابة الكثير ولكن لا تضعوا كلّ أموالكم في مكان واحد.
6 ـ لتسهيل التخطيط للمحتوى، انشروا سلسلة من المقالات والفيديوهات بدلاً من نشر مقال أو فيديو واحد كبير مرة واحدة. مثلاً، يمكنكم أن تنشروا خاصية مميزة عن منتجكم كل يوم جمعة. هذه الاستراتجية ستجعل الجمهور يتلهّف لقراءة ما عندكم.
ترويج المحتوى
هذه مهمة صعبة على رواد الأعمال لكنها ضرورية إن كنتم تأملون بجذب جمهور من خلال المحتوى.
إليكم بعض الأفكار هنا:
1 ـ كوّنوا صداقات وتحالفات. ثمة آلاف المواقع التي تحاول بناء شركة مثل شركتكم. لذلك تصرّفوا بطريقة لبقة وتعاملوا مع أشخاص آخرين ليروجوا خدمتكم عندهم. فيد واحدة لا تصفّق والتعاون سيجعل شبكتكم أكبر مما تتخيّلون.
2 ـ ابحثوا عن مواقع محتوى لها جمهور ثابت خصوصاً إذا لم يكن لديكم جمهورًا خاصًا بكم. لكن اجعلوا محتواكم مرتبطًا بشكل كبير بمحتوى هذه المواقع.
3 ـ ركّزوا على العلاقات الفردية بدلاً من علاقات مع عدة جهات في الوقت ذاته. فالكثير من رواد الأعمال يسعون إلى الترويج لأنفسهم عبر حملات جماعية بدلاً من بناء شبكة متابعين بطريقة طبيعية. من هم معجبوك وداعموك؟ كيف يمكنكم أن تفرحوهم وتعطوهم الإلهام الكافي ليشاركوا المحتوى مع الآخرين؟
الأمر ليس مستحيلاً.
بناء المحتوى، بالنسبة إلى رواد الأعمال أمثالكم هو تحدٍّ، ولكن إنجازه سهل إن فكّرتم بطريقة مختلفة بعض الشيء ونظّمتم أولوياتكم وحددتم أين تحتاجون إلى العون.
لا تقفوا مكتوفي الأيدي. ابدأوا بتطبيق هذه التعليمات بدلاً من اختلاق الأعذار.