عربي

مؤسس ديسادو يرسم الطريق للموضة الإسلامية

English

مؤسس ديسادو يرسم الطريق للموضة الإسلامية

يدرك العالم بشكلٍ متزايد الإمكانيات الهائلة للاقتصاد الإسلامي العالمي الذي يشتمل على قطاعات مختلفة، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، قطاعات التمويل والطعام والأزياء. في العام 2012، قُدّرت قيمة هذا الاقتصاد بأكثر من 1.5 تريليون دولار أمريكي ومن المتوقّع أن يتضاعف مرّتين بحلول نهاية العقد الحالي. في العام عينه، قُدّرت قيمة سوق الأزياء الإسلامية وحدها بأكثر من 200 مليار دولار أمريكي (استناداً إلى الإنفاق الاستهلاكي الإسلامي العالمي على الملابس والأحذية)، ويُتوقع لهذه القيمة أن تتخطّى 300 مليار دولار أمريكي في العام 2018. مع إطلاق مجلس تصميم الأزياء الإسلامية Islamic Fashion Design Council في دبي مؤخراً، بات من الواضح أنّ التطورات في هذه السوق لن تنفكّ تستقطب قدراً كبيراً من الاهتمام. 

إقراراً بالحاجة الاستهلاكية الواضحة والإمكانيات التجارية الهائلة لسوق الأزياء الإسلامية، تهدف العلامة التجارية المحلية الخاصة بالأزياء "سترة ستايل" Citra Style إلى وضع الأزياء المحتشمة على خريطة الأزياء العالمية. في يناير/كانون الثاني 2014، أطلق كلّ من محمد (في الصور عن يسارك) وحبيبة شبيب هذه العلامة التجارية لتلبية احتياجات المرأة المسلمة العصرية التي ترتدي الحجاب وتهتمّ بالموضة في جميع أنحاء العالم، وهما يهدفان إلى جعل هذه العلامة المتجر الإلكتروني الأول في العالم للأزياء المحتشمة. 

يقول مؤسسا "سترة ستايل" إنّه: "تمّ إنشاء هذه العلامة التجارية للنساء المتدينات العصريات والمهتمّات بطلّتهنّ. تمثّل "سترة ستايل" مزيجاً فريداً من التراث الثقافي والمعتقدات الدينية وآخر صيحات الموضة، وكلها مصممة بعناية لتناسب المرأة المسلمة المؤمنة والتقيّة". تتوجّه هذه العلامة التجارية إلى شريحة متدينة من المستهلكين وتتبنى مجموعة متميزة من المبادئ والقيم كما يتّضح من اسمها: فكلمة "سترة" في اللغة العربية تعني الحماية والوقاء والاحتشام. 

يشغل محمد منصب الرئيس التنفيذي وهو عاشق لمجال التجارة الإلكترونية وقد لعب أدواراً ذات أهمية كبيرة في المنطقة من خلال مفاهيمه العصرية التي طبّقها سابقاً عندما أسّس موقع "ديسادو" Desado وكان يشغل منصب الرئيس التنفيذي فيه، وهو الوجهة الأولى للتصميم على الانترنت في الشرق الأوسط – كما ومنصب الرئيس التنفيذي لموقع "سكر" Sukar.com، أول نادٍ إلكتروني خاصّ لتسوّق الأزياء في منطقة الشرق الأوسط، وقد تمّ بيعه لاحقاً لموقع "سوق.كوم" Souq.com. ويقول محمد: "أعمل في عالم التجارة الإلكترونية منذ عدة سنوات وقد استنتجت أنك لن تتميّز إن اكتفيت بتبادل الأغراض على الانترنت. فالسعر هو الفارق الوحيد في مجال التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط في الوقت الراهن."

حثّت رغبة الشروع في تجارة مختلفة على الانترنت محمد للبحث عن منتج متميز يحظى بإقبال عالمي. وكانت الأزياء المحتشمة فكرة راودت زوجته حبيبة لوقت طويل. يقول محمد عن ذلك: "ثمة حوالى ملياريْ مسلم في جميع أنحاء العالم. اذكروا لي علامة تجارية عالمية واحدة تتخصص في الأزياء الإسلامية. ما من علامة مماثلة، أليس كذلك؟ هذه هي الحاجة التي قرّرنا تلبيتها". وتتابع حبيبة الكلام بالقول: "كلانا في الأصل من هذه المنطقة وقد ترعرعنا في ألمانيا وفهمنا احتياجات عدد لا يحصى من النساء المسلمات اللواتي يعشن في الغرب ويردن متابعة الموضة واحترام إيمانهنّ في آنٍ معاً. لقد وجدتُ شخصياً صعوبة كبيرة في تنسيق زيّ كامل لي بدون زيارة متاجر عدة. كنتُ أعرف تمام المعرفة أنّ حياتي ستكون أسهل بكثير لو كان ثمة متجر للأزياء أشتري منه الملابس المحتشمة كلها." 

كان المستثمرون يثقون كثيراً بمحمد بحكم معرفتهم له من موقع "ديسادو" Desado، لذا كان إقناعهم بالاستثمار في "سترة ستايل" أمراً في غاية السهولة. قضى محمد وحبيبة الفصل الأول من السنة وهما يعملان على جمع العينات الأولية ويصقلان العمليات المختلفة: بدءاً من وضع اللمسات الأخيرة على التصاميم وتحديد مصادر الأقمشة، والتصميم وصولاً إلى إجراءات التعامل مع عملائهم.

بفضل اعتماد الشركة الناشئة نموذج أعمال ليّن منذ البداية، تمكّنت من تثبيت أقدامها والاستجابة إلى شريحة المستهلكات الرئيسيات الخاصة بها. قال لي محمد: "تتركز الشريحة الأكبر من استثمارنا النقدي في الأقمشة التي نقوم بشرائها والبدل الذي ندفعه للمصممين والخياطين الخارجيين الذين نستعين بهم. نبقي أكبر قدر من عملياتنا في داخل الشركة لضمان الكفاءة والجودة. لدينا حالياً عدد قليل من المصممين والخياطين الذين تعاقدنا معهم لكنّنا سننقل بعد فترة قصيرة التصميم والإنتاج إلى داخل الشركة بشكلٍ كامل".

تشرف حبيبة (في الصورة أدناه) على الجانب التصميمي وتعمل مع مصمم "سترة ستايل" للبحث والتعرف إلى أبرز الصيحات والاتجاهات من أحدث عروض الأزياء في لندن ونيويورك. وتعلّق حبيبة على الموضوع بالقول: "نطبّق الأفكار بسرعة كبيرة جداً. ما إن تخطر لنا فكرة بشأن قطعة معيّنة، نضع اللمسات الأخيرة على تصميم القطعة العيّنة وننتجها في غضون يوم أو اثنين، ونصوّرها في الشركة ثمّ نعلن عنها على الموقع. تحتاج العملية برمتها إلى أسبوع أو أقل. نفاجئ بهذه الطريقة المرأة التي تتبضّع على موقع سترة ستايل بخيارات جديدة".

يتابع محمد بالقول: "لقد اخترنا قصداً عدم إنتاج الأغراض بكميات كبيرة، لأنّ التخزين سيفرض علينا تكلفة إضافية ومسؤولية محتملة في حال لم يتمّ بيعها. ننتج كلّ شيء بحسب طلب العملاء، وهذا مناسب جداً للعميلة التي يمكنها أن تعدّل التصميم ليناسب ذوقها. تصبح الطلبات عادةً جاهزة للشحن في غضون 48 ساعة وتصل إلى عملائنا في غضون أسبوع."

في خلال أشهر، عزّزت العلامة التجارية مكانتها أكثر فأكثر. ومنذ شهر مايو/أيار من هذا العام، سلّمت "سترة ستايل" أكثر من ألف طلبية في أكثر من 25 بلداً من مستودعاتها في دبي. وقد بلغت نسبة العملاء الذين عادوا إلى الموقع لشراء غرضٍ ثانٍ مرة واحدة على الأقل في الأشهر الستة الماضية 20٪. وعلاوةً على ذلك، تفتخر العلامة التجارية بنسبة منخفضة جداً من الأغراض التي تُردّ إليها تبلغ 10٪، بينما تصل هذه النسبة عادةً في مجال الأزياء إلى حوالى 40٪. 

وقد تبين أنّ الوصول إلى المستهلكين المحتملين بشكلٍ خلاق أمرٌ أساسي يفيد "سترة ستايل" في مسيرة تقدّمها السريع كعلامة تجارية عالمية للأزياء المحتشمة. وتتحدّث حبيبة عن هذا الموضوع بالتفصيل قائلةً: "نعمل مع مدونات مسلمات صاحبات نفوذ وبوابات إعلامية إسلامية لنتمكن من الوصول إلى كل النساء اللواتي يبحثن عن أزياء محتشمة تعكس إيمانهنّ. وقد شاركت "سترة ستايل" في مجموعة من الفعاليات الاجتماعية الخاصة بالمسلمين في أنحاء مختلفة من العالم. وننوي أن ننظّم قريباً عروض أزياء للملابس المحتشمة الخاصة بنا في أسواقنا الرئيسية".

في وقت سابق من هذا العام، نظّمت "سترة ستايل" مسابقتها الافتتاحية لانتقاء عارضات الأزياء المحتشمة Modest Model Casting لمجموعتها لصيف العام 2014. وقد تكون هذه أول مسابقة عالمية من نوعها لعارضات الأزياء المسلمات، وقد تنافست على المرتبة الأولى أكثر من 250 متسابقةً، وجذبت المتسابقات اللواتي بلغن النهائيات آلاف الأصوات من النساء المسلمات اللواتي يتابعن الموضة في جميع أنحاء العالم. ونظراً لنجاح المسابقة الهائل، أطلقت "سترة ستايل" مؤخراً النسخة الثانية منها لاختيار الوجه الذي سيعرض مجموعتها لخريف وشتاء العام 2014. 

ويعرب محمد وحبيبة بوضوح عن رغبتهما في أن يتمّ النظر إلى "سترة ستايل" كعلامة تجارية عالمية للأزياء الإسلامية وليس مجرد شركة تجارة إلكترونية. ويؤكد محمد: "نبيع منتجاتنا في مختلف أنحاء العالم ونركّز إنفاقنا على التسويق في الأسواق الاستراتيجية في أمريكا الشمالية وأوروبا. والأرقام تتحدّث عن نفسها. تأتينا 50٪ من الزيارات إلى الموقع من الولايات المتحدة وحوالى 25٪ من المملكة المتحدة. وتأتينا نسبة 10٪ من كندا وألمانيا وأستراليا بينما تأتينا النسبة الباقية من مجموعة متنوعة من البلدان، مثل ترينيداد وتوباغو وسنغافورة والدنمارك وغيرها". 

ولا يُخفى تفاؤل محمد الكبير بخصوص مستقبل "سترة ستايل": "نتلقى الكثير من الاستفسارات من المستثمرين. ولكن، على المدى الطويل، أجد أنه من المهم أن يكون لنا شريك استراتيجي، ومن الأفضل أن يكون ذلك شخصاً مسلماً من المنطقة أو شخصاً يؤمن بضرورة ارتداء الأزياء المحتشمة ولديه خبرة في مجال تجارة الأزياء بالتجزئة أو بالجملة ولديه أيضاً شبكة كبيرة من المعارف". إذاً كيف يرى محمد مستقبل العلامة التجارية هذه؟ يجيب محمد على هذا السؤال بالقول: "ننوي الاقتراب أكثر من أسواقنا الرئيسية من خلال إنشاء مصانع في أمريكا الشمالية وأوروبا وجنوب شرق آسيا. وننوي أيضاً افتتاح متاجر بيع بالتجزئة أو شراكات للبيع بالتجزئة في هذه الأسواق. نقوم حالياً بتحديد المجتمعات المستهدفة في أمريكا الشمالية وأوروبا وإقامة الشراكات المناسبة للبيع بالتجزئة في هذه الأسواق".

الصور من ليزا فوغل حميد. أسماء العارضات: Nora Tehaili و YazTheSpaz. 

نتاشا دي سوزا شغوفة جداً بعالم الابتكار وريادة الأعمال خاصة الريادة الاجتماعية. بعدما عملت في مجال تحليل السياسات في مدينة واشننطن، انتقلت الى دبي حيث البيئة الريادية والفنون تلهمها في كتاباتها. يمكنك التواصل معها على بريدها الالكتروني: natashadsouza@gmail.com.

 

 

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.