'نصيب' الباكستانية للتوظيف تختتم جولة تمويل ثالثة بـ6.5 ملايين دولار
فريق "نصيب نتووركس" (الصورة من Naseeb Networks)
أعلنَت "نصيب نتووركس" Naseeb Networks [شبكات نصيب]، الشركة الأمّ لكلٍّ من "روزي" Rozee.pk (في باكستان) و"مهنتي" Mihnati.com (في السعودية) اللتان تعملان كسوقٍ للتوظيف وفرص العمل، الأسبوع الماضي، عن جمعها لمبلغٍ من 6.5 ملايين دولار أميركيّ خلال جولة التمويل الثالثة (Series C).
وهذه الجولة التي جاءت بقيادة كلٍ من "ڤوستوك نافتا" Vostok Nafta و"پيتون كابيتال" Piton Capital، زادَت المبلغ النقديّ الإجماليّ الذي حصلَت عليه الشركة منذ عام 2005 إلى 8.5 ملايين دولار.
ويقول مؤسِّس "نصيب نتووركس" ومديرها التنفيذيّ مونس رحمن: "إنّ تركيزنا الأساسيّ ينصبّ على النموّ في أسواقنا الحالية، ومن ثمّ التوسّع في الشرق الأوسط." ويضيف أنّ "هذه الجولة تمَّت بسلاسة، أمّا الجزء الأصعب في هذه الصفقة فكان اتّخاذ القرار والاختيار بين الخيارات الجيّدة التي عرضها المستثمِرون. وبخلاف ذلك، فإنّ نموّنا وتطوّر السوقّين اللتيَن التي نعمل فيهما قاما بكلّ العمل الصعب."
و"نصيب نتووركس" التي تعمل في باكستان منذ أكثر من 10 سنوات، تركّز على تسهيل عملية الربط والمطابقة بين الباحثين عن عمل وأصحاب العمل. كما تقدّم حلولاً للتوظيف قائمةً على الحوسبة السحابية، وأدواتٍ من شبكات التواصل الاجتماعيّ، وتقنية للبحث عن السير الذاتية متعدّدة اللغات، والقدرة على تصفية المرشّحين المؤهّلين.
ويدعم هذه الشركة كلٌّ من "دراپر فيشر" Draper Fisher و"إي پلانت كابيتال" ePlanet Capital، صندوقَي الاستثمار المُخاطَر في وادي السيلكون. كما تضمّ قائمة المستثمِرين فيها كلّاً من ريد هوفمان (من "لينكدإن" LinkedIn) و"مينا ڤنتشرز" MENA Ventures من خلال مدرائها فادي غندور (من "أرامكس" Aramex) وعارق نقفي (من "أبراج كاپيتال" Abraj Capital).
وفي عام 2008، أصبحَت "نصيب نتووركس" أوّل شركةٍ باكستانيةٍ تحوز على رأس مالٍ مخاطر وسط تعليق الدستور واغتيال بينظير بوتو والتفجيرات التي هزّت البلاد. وبهذا الشأن، قال رحمن خلال التواصل معه عبر بريدٍ إلكترونيّ: "أشعر بالامتنان للذين دعمونا في وقتٍ مبكر، ولذلك ركّزنا وما زلنا على منحهم عائداتٍ كبيرة. فمنذ أن استثمروا فينا رفعنا قيمة استثمارهم بنسبة 680%، وزدنا قيمة العائدات من الإعلانات المبوّبة 115 ضعفاً منذ عام 2008."
وبحلول عام 2013، انتهَت "نصيب نتووركس" من الاستحواذ على "مهنتي"، أكبر مزوّدٍ لحلول التوظيف في السعودية. وبعد هيمنتها الأوّلية على السوق في باكستان، قامَت الشركة الباكستانية بتنمية ربحية "مهنتي" بنسبة 500%، من خلال الاستفادة من محفظتها الخاصّة بمنتَجات التوظيف والقائمة على الحوسبة السحابية، وعمليات المكتب الخلفي، والخبرة التجارية في أسواق التوظيف. "إنّ الحلول التي نقدّمها تستعملها نحو 10 آلاف شركة و5 ملايين باحثٍ عن عمل، ويتخلّلها أكثر من 1.5 مليون طلب كلّ شهر،" على حدّ قول رحمن.
أوجه الشبه والاختلاف بين باكستان والسعودية
لقد أظهرت السوقان الباكستانية والسعودية شهيةً قويّةً للغاية تجاه أدوات التوظيف، وفقاً لرحمن، الذي يقول: "كنّا قادرين على التعلّم من السوقَين بهدف تعزيز مجموعة المنتَجات المشتركة بينهما." وبالنسبة إلى أوجه الاختلاف، فإنّ أوّلها يمكن في حجم الشركات الموظِّفة. ففي حين يوجد في باكستان سوقٌ كبيرة من الشركات الصغير والمتوسّطة الواعية جدّاً للتكاليف، يوجد في السعودية شركات كبيرة جدّاً تفضّل أدواتٍ نوعيةً وأكثر تطوّراً. ويعلّق رحمن بالقول: "إنّ هذا الأمر يؤثّر في موقعنا وفي تقسيم المنتَجات لدينا. لقد كان تعديل نموذج أعمالنا في المنطقة أمراً ممتعاً."
نجاح "روزي" غير المتوَقَّع
رائد الأعمال المتسلسل مؤنس رحمن الذي وُلد في لاهور وترعرع بين الولايات المتّحدة الأميركية والسعودية، قام بعد دراسته الهندسة في جامعة ويسكونسن في مدينة ماديسون University of Wisconsin at Madison بالمساعدة في تطوير الشريحة الخاصّة بمعالج "إيتانيوم" الدقيق من "إنتل"Itanium microprocessor، وهذا ما ألهمه ليبدأ أوّل مشروعٍ له: شركة استشارية لتصميم الشرائح الإلكترونية.
وبعد ذلك بسنواتٍ قليلة، حيث قام بعدّة مشاريع واجه في بعضها الفشل، عاد رحمن إلى باكستان ليبدأ في إنشاء موقع للتواصل الاجتماعي بين المسلمين في الولايات المتّحدة وبريطانيا: "نصيب.كوم" Naseeb.com.
وخلال السعي لتوظيف أصحاب مواهب إضافيين، قام بإنشاء "روزي" Rozee.pk الذي نما بسرعةٍ في باكستان. لقد أرادت شركات محلّية أخرى أن تعرض الوظائف المطلوبة لديها، فتمّ السماح لها بذلك مجّاناً في البداية. واستفاد رحمان من هذا الأمر ليقدّم للشركات الكبرى القدرة على البحث بين مئات السيّر الذاتية للمرشّحين المؤهّلين، بالإضافة إلى منحها القدرة على تعزيز فرَق العمل لديها، وإتاحة الفرصة لها كي تنشر علامتها التجارية على الصفحة الأولى من موقعه الجديد.
وبعد تأسيس "روزي" عام 2007، راحت تشهد حركةً أكثر من "نصيب".
"مع استمرار توجّه أصحاب المواهب نحو الإنترنت بوتيرةٍ سريعةٍ في الأسواق الناشئة، فإنّ الشركات تحتاج باستمرار إلى تكنولوجيا توظيف متطوّرة مخصّصة لديناميكيات السوق المحلية التي لا تختلف كثيراً فيما بينها،" حسبما يقول رحمن.
هذا الأخير الذي أمضى في هذا العمل بضع سنوات، وأصبح يعرف كيف يتعامل مع التوجّهات التي ترافق عملية توظيف الأشخاص المناسبين، يقول إنّ "الموهبة هي كلّ شيء، والمواهب نسبية أيضاً. إنّ توظيف أشخاصٍ يتمتّعون بالكيمياء المناسبة لا يقلّ أهمّيةً عن توظيف أشخاصٍ يمتلكون المهارات المناسبة المحدّدة لروّاد الأعمال." كما يضيف أنّ "العثور على أشخاصٍ متحمّسين لعملك هو هدف أساسيّ، لأنّ موظّف الشركة الناشئة لا يمكن أن يكون دافعه الأوّل هو الراتب وحسب."