عربي

'نوما' الفرنسية إلى المغرب: كلّ شيء سيتغير

English

'نوما' الفرنسية إلى المغرب: كلّ شيء سيتغير

Le célèbre hub français va faire son entrée au Maroc

تعتبر "نوما" مركز عالم الشركات الناشئة في فرنسا (الصوَر من "نوما")

الأردن له "أويسيس500" Oasis500، ومصر لها "فلات6لابز" Flat6Labs، والآن بات للمغرب "نوما" NUMA.

فمركز الابتكار الفرنسي الشهير هذا، أعلن يوم أمس، أنّه سيفتتح فرعاً له في المغرب بالشراكة مع المتخصّصين في تأثير ريادة الأعمال في المغرب، "إيريني4إمباكت" Eiréné4Impact.

و"نوما" التي أنشئت عام 2000 تحت اسم "سيليكون سانتييه" Silicon Sentier (اسم شارعٍ في باريس)، ساهمَت في تشكيل مجال الشركات الناشئة الفرنسي كما نعرفه الآن.

كما أنّها مسؤولةٌ عن مساحة العمل المشتركة الأولى في فرنسا، "لا كانتين"La Cantine؛ وعن مسرّعة الأعمال الأولى في فرنسا، "لو كامبينج"le Camping؛ وعن عددٍ كبيرٍ من ورش العمل، والمؤتمرات التفاعلية المفتوحة barcamps (مؤتمرات مفتوحة يحدّد المشاركون مواضيعها بأنفسهم، وهي تركّز على تكنولوجيا المصادر المفتوحة بالدرجة الأولى)، والدورات التدريبية، وتنمية الابتكار المفتوح في البلاد.

والآن، مع الإعلان عن توجّهها نحو المغرب، لا شكّ أنّ عصراً جديداً لريادة الأعمال سيبدأ في هذه البلاد.

فمع "نوما ماروك" NUMA Maroc، سوف يحصل المغرب على مسرّعة الأعمال الأولى غير المخصّصة للشركات الناشئة ذات الأثر.

كما أنّ هذه المنظّمة الفرنسية سوف تعمل على تنمية التعاون (غير الموجود حتّى الآن) بين الشركات الكبرى والحكومة والمبتكِرين، بالإضافة إلى لعب دور المحفّز (الشاغر حالياً) بين مختلف الأطراف الفاعلة في مجال التقنية والابتكار.

شراكةٌ بين "إيريني4إمباكت" و"نوما"

قبل عامٍ تقريباً، انطلقت "إيريني4إمباكت" لتقدّم برامج لحضانة الأعمال وما قبل حضانة الأعمال، وتمويلاً للشركات ذات الأثر الاجتماعي، وسرعان ما تميّزت من خلال كفاءة برامجها.

أمّا المشروع المشترك بين هذه المنظّمة المغربية وتلك الفرنسية، والذي سيديره مؤسِّس "إيريني4إمباكت" ليث زنيبر، سوف يُطلق بدايةً برنامج تسريع الأعمال "لو كامبينج"، والذي يُعرَف الآن باسم "سبرينت" Sprint.

وعن هذا الشأن، قال فريدريك أورو Frédéric Oru، رئيس القسم الدولي في "نوما" في حديثه إلى "ومضة": "على الأرجح، سوف نقوم ببرنامجٍ أطول [عمّا هو عليه في فرنسا حيث يدوم 4 أشهر]. وذلك لأنّ الشركات الناشئة التي ستتقدّم ستكون أقلّ نضجاً - وهذا ما كان عليه الحال في فرنسا قبل 4 إلى 6 سنوات - وبالتالي سوف يمتدّ البرنامج [في المغرب] على 6 أشهر."

في غضون ذلك، سوف يبدأ استقبال الطلبات من مطلع الشهر القادم، من أجل برنامجٍ ينطلق في نهاية شهر كانون الثاني/يناير 2016، في مكاتب "إيريني" التي تقع في مركز "تكنوبارك" Technopark في الدار البيضاء.

 وفي عامهم الأوّل، يخطّطون لاستقبال 6 شركاتٍ ناشئة على دورتَين. ثمّ بعد ذلك، ستقوم "نوما ماروك" بتطوير مساحتها المشتركة، وتنظيم فعالياتها، وإطلاق أنشطتها الداعمة للابتكار.

"نريد أن نكون محفِّزين،" كما يقول أورو، مضيفاً أنّه "إذا أردنا تأسيس مساحة عمل مشتركة وتنظيم الفعاليات فسيكون ذلك مع اللاعبين المحلّيين."

"نوما" على طريق العالمية

لم تقرّر "نوما" التوسّع إلى خارج الحدود الفرنسية إلّا في وقتٍ سابقٍ من هذا العام.

ويشرح رئيس القسم الدولي في هذه المنظّمة الفرنسية، أنّه "في الأساس، أردنا أن نمكّن روّاد الأعمال من الوصول إلى أسواق جديدة، أي إلى أراضٍ بكر حيث يمكن لأفكارهم أن تكون أكثر أهمّية [ممّا ستكون عليه في الولايات المتّحدة أو إنكلترا]."

وعليه، فقد أعلنت "نوما" سابقاً أنّها ستفتح أبوابها في كلٍّ من الهند وروسيا.

Un nouveau pays pour NUMA

بلد جديد ينضمّ إلى "نوما".

هذا التوسّع ليس بسبب الحاجة إلى أسواق جديدةٍ وحسب، بل هو بهدف تنمية روّاد الأعمال أيضاً.

وهنا يشرح زنيبر بحماس، أنّ "التنوّع أثبت أهمّيته؛ فهو يشتمل على فوائد كبيرةٍ منذ البداية، كونه يجمع ما بين فرنسا والمغرب وروسيا والهند."

هل يحتاج المغربيون إلى "نوما"؟

يقول أورو إنّ "الكثير من الشركات في المغرب تنطلق، لكنّها تبقى ناقصة الخبرة في بعض المجالات. وبالتالي، سيعمل فريق ‘نوما‘ على نقل المعرفة التي اكتسبها خلال 15 عاماً، والعمل بالتعاون [مع البيئة الحاضنة المحلية]."

وبالإضافة إلى نقل المعرفة، تريد المنظّمة الفرنسية أن تطوّر ديناميةً للتدويل.

"لسنا هنا لسرقة أفضل الشركات الناشئة من المغرب وإحضارها إلى فرنسا،" كما يوضِح أورو الذي ويقول: "نحن هنا لتأمين الدعن الذي يحتاجونه من بلدان أخرى، ولمساعدتهم في انتشار أعمالهم خارج الحدود."

في هذا الإطار، تكمن خطط "نوما" في إنشاء شبكة مرشدين عالميين، وربط البيئات الحاضنة الأربعة التي تعمل فيها. كما تهدف إلى تمكين الشركات الناشئة من التبادل فيما بينها والحصول على ردود فعلٍ وملاحظات عالمية، بالإضافة إلى مساعدتها في النهوض لتستطيع تجربة منتَجاتها أو خدماتها.

ومن جهةٍ ثانية، سوف تعمل "نوما" على مساعدة الشركات الكبرى والحكومة في الإجابة على أسئلةٍ أساسية (سبق أن مرّت بها فرنسا قبل بضع سنوات): كيف تبني بيئةً رياديةً؟ كيف تدفع القطاع العام والقطاع الخاص والشركات الناشئة للعمل سوياً؟

والآن، إنّه الوقت المناسب للدخول إلى المغرب... وأفريقيا

يقول أورو إنّه "إن كان من قارّةٍ ستحتضن المبتكِرين وروّاد الأعمال في العقد المقبل من الزمن، فستكون أفريقيا؛ إنّها المكان الذي يأتي منه كلّ جديد."

ولذلك، تخطّط "نوما" للتوسّع إلى 15 بلداً خلال 4 سنوات، بحيث سيكون اثنان أو ثلاثة منهم على الأقلّ في أفريقيا.

ويضيف الرجل الفرنسيّ أن " المغرب تشكّل مفترق طرق بالنسبة لنا، فهي البوّابة إلى أفريقيا، كما أنّها دولة تمتلك علاقاتٍ مميّزة مع الولايات المتّحدة، إضافةً إلى كونها طريقاً غير مباشرٍ إلى الشرق الأوسط. وبالإضافة إلى ذلك، فهي بلد فرنكوفوني يربطها بفرنسا علاقاتٌ متينة، كما أنّها مستقرّةٌ سياسياً."

وبدوره، يشير زنيبر إلى أنّه "يمكن للمغرب أن تكون مختبر تجارب، لأنّها بلد أفريقيّ يواجه التحدّيات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية نفسها [التي تواجهها بقية القارّة]، ولكنّ لديه نظامٌ مصرفيّ جيّد، وثاني أفضل بنية تحتية للاتّصالات في القارّة، وحكومةٌ تعمل جيّداً بشكلٍ عام."

اختيار المغرب ليكون منصّةً للإطلاق "نوما" في أفريقيا كان مسألة توقيتٍ أيضاً. فيقول زنيبر "إنّنا نقف عند مفترق طرق الآن، فالأشخاص الذين اعتادوا على الاهتمام بالعمل لدى الشركات الكبرى باتوا يهتمّون بريادة الأعمال أكثر."

أمّا أورو، فيشير إلى أنّ "الحكومة تريد دعم ريادة الأعمال، ولكن يوجد نقصٌ في الدعم والخبراء والمرشدين الذين يمتلكون وسائل للمساعدة."

نموذج تمويل فريد من نوعه للمغرب

تريد "نوما" في المغرب أن تتّبع نموذجها الفرنسي، بحيث ستموّل برنامج تسريع الأعمال لديها عبر الشراكات مع القطاعَين العام والخاص، وعبر بيع الخدَمات: تأجير مساحة العمل، تنظيم الفعاليات، وتقديم الاستشارة للشركات الكبرى.

ووفقاً لأورو، فإنّ الشركات الكبرى والفرنسية المغربية في البلاد باتت مهتمّةً بالابتكار المفتوح الذي يشتمل على العمل مع الشركات الناشئة والمبدِعين من أجل الابتكار، وبالتحوّل إلى الرقمنة، كما أنّها باتت مستعدّةً للاستثمار في هذه المجالات لكي تنجح في انتقالها هذا.

فيما تمتلك "نوما ماروك" عدّة مساراتٍ للرعاية والابتكار المفتوح، ما علينا إلّا الانتظار قليلاً لكي نعرف ما هي الشركات التي تريد أن تفتح المغرب على الابتكار.

قد يهمّك أيضاً قراءة المواضيع التالية:

مؤتمر 'سيد' يحدد نقاط نجاح البيئة الريادية في المغرب

5 رواد أعمال من المنطقة ينضمون إلى 'إنديفور'

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.