الأبطال الإسلاميّون الخارقون ينقذون العالم في نهاية هذا الأسبوع
في سياق الاحتجاجات المطالبة بالمزيد من المساواة التي تحدث حول العالم في عطلة نهاية الأسبوع هذه، يبدو من الملائم خروج فيلم يسرد لأول مرة قصة الـ 99، وهي قصص كارتونية مستوحاة من الإسلام يركّز على المجتمع والتسامح والتراحم.
يصور فيلم إسحاق سولوتاروف "وام! بام! إسلام!"، والذي سيعرض في نيويورك ولوس أنجلوس غداً مساءً على قناة PBS، قصة الأحداث التي تقع وراء الكواليس للإخصائي النفسي الكويتي نايف المطوع في سعيه جاهداً لنشر قصص إيجابية عن الإسلام حيث يُقابل بمقاومةً من المؤسسات الدينية في الوطن والجماعات المعادية للإسلام في الخارج. وتتسارع كلمات المطوع بينما يناقش رحلته، وإطلاق "الـ 99" مؤخراً كفيلم أساسي. وهو على غرار المحتجين، ليس مهتماً بالرقابة الذاتية.
يُظهِر "الـ 99"، والذي نُشر لأول مرة عام في الشرق الأوسط 2006 ككتاب قصص كارتونية، فريقٍاً من الأبطال الخارقين الذين يعملون لنشر الأمل ومحاربة الشر باستخدام قوى خارقة تحددها أحجار "أحجار النور" الخارقة للطبيعة. السلسلة مستوحاة من صفات الله الحسنى الـ 99، أما الشخصيات بقواها الخارقة فأتت كخليط من "رجال إكس"، و"كابتن بلانِت"، وتهدف تماماً إلى إظهار صورةٍ نمطية إيجابية للشخصيات الإسلامية.
وفي حين لاقى المشروع دعماً فوريّاً في الولايات المتحدة، فقد أثار الشكوك في العالم العربي لتبنيه موضوعاتٍ دينية. إلاّ أنّ إنّ هدفه هو التركيز على العناصر الإنسانية وليس الدينية على حد قول المطوع الذي يضيف: "أردت ابتكار شخصياتٍ خارقة لا تأخذ بالضرورة بصورة إله وإنما هي بشرية جداً. حيث الجوانب المظلمة في تكوينها والتي تتغلب عليها في نهاية الأمر هي أمور مفهومة وموجودة لدينا جميعاً. نحن نبتكر هنا شيئاً مستوحى من الدين وليس هو ديني بحد ذاته".
على الرغم من أن تلقي هذه السلسلة التمويل من بنك إسلامي أعطى المشروع المزيد من الشرعية في العالم العربي، إلاّ أنه سبب تخوفاً في الولايات المتحدة من احتمال كون المطوع يحاول جعل الناشئة يعتنقون الإسلام (أو "أَسْلَمة" الناشئين كما يصطلح عليه الآن في الولايات المتحدة). وفي ذروة نجاح "الـ 99" هذا الصيف، وبينما كان المطوع يحضر لإطلاق "الـ 99" كسلسلة رسوم متحركة تلفزيونية في الولايات المتحدة، أجبره التصاعد المفاجئ في درجة الخوف من الإسلام (الذي اصطلح على تسميته مؤخراً بال "إسلاموفوبيا") على التأجيل.
"إن هذه تصورات مضللة لأبعد ما يكون" يعلق المطوع على ذلك مضيفاً "إن الحكايات في القصص المصورة مثل سوبرمان هي نماذج عالمية يمكن تتبع أثرها إلى الإنجيل. وقد أردت أن أبتكر قصصاً مشابهة عن القيم التي يشترك فيها الإسلام مع بقية الإنسانية. وأعتقد أن الفنون والثقافة هي أفضل وسائل محاربة التطرف".
تمكن المطوع من تغيير قنوات التوزيع، حيث قام بجمع أول أربع حلقات من البرنامج في لتكون فيلم الأفلام الأساسية وعرضه في احتفال الريادة للرسوم المتحركة (أنيميت 11) الذي أقمناه مؤخراً، كما تم عرضه لأول مرة في مهرجان نيويورك للأفلام في الأول من أكتوبر حاصداً ردود فعل ومقالات نقدٍ إيجابية.
وكما كان الحال بالنسبة للـ 99، فقد تعلم المطوع التكيف حيث اقتضى تطوره كرائد أعمال التغلب على شياطينه في كثير من الأحيان كما صرح في معرض حديثه خلال احتفال الريادة السنة الماضية عن "الأخطاء الـ 99 التي ارتكبها". ومع ذلك فعندما يتعلق الأمر بعلامته التجارية، فقد قام المطوع وبدهاءٍ كبير بالحد من المخاطر التي واجهت أعماله سواء من الناحية المادية أوالإبداعية، وذلك من خلال تنويع منتجاته. وهو يعمل مع فريقٍ من المصممين والكتاب من خلفياتٍ مختلفة تغطي قارات أربع لصنع منتجاتٍ مخصصة للدول العربية المختلفة بالإضافة إلى الأسواق العالمية.
أوضح المطوع أنّ التوجه إلى الأسواق العالمية كان أسهل بكثيرٍ من البيع في العالم العربي، حيث يقول بصراحة: "لا أعتقد أنّ هنالك سوقاً في العالم العربي للمحتوى العربي في ما يتعلق بعروض الأطفال والرسوم المتحركة. إنّ القنوات الإعلامية تدفع جزءاً بسيطاً مما تدفعه أسواق الولايات المتحدة، كما أنّ أسواقنا لا يمكنها أن تحافظ على التراخيص بسبب القرصنة. وعليه فإنّ معظم العائدات تتحول لتأتي من الألعاب والدمى. ولكن هنالك بلا شك سوقاً عالمية رائجة لمحتوى الرسوم المتحركة المستوحاة من العالم العربي".
هل يعني ذلك أننا سنرى لعبة "الـ 99"؟ "بكل تأكيد" يقول المطوع "نأمل ابتكار دمى وألعاب عبر ترخيص مضمون منتجاتنا لشركة تطوير ألعاب ونحن الآن بصدد الاطّلاع على بضع خيارات وننتظر اللحظة المناسبة".
ينصح المطوع رواد الأعمال بشكلٍ عام بالتمسك بقناعاتهم ويقول: "لا تطلبوا الإذن؛ بل اطلبوا الصفح والغفران إن اضطررتم لإنكم لن تتمكنوا من إسعاد الجميع، وإذا واصلتم المساومة لإرضاء الآخرين ولم يكن لديكم جواب صادق لسبب اتخاذكم القرارات فستبدون مزيفين. دافعوا عن شغفكم".
سيعرض "وام! بام! إسلام!" الذي تبع المطوع منذ بدء الـ 99 في لوس أنجلوس ونيويورك غداً مساءً في 16 أكتوبر. ويمكن للأشخاص من خارج الولايات المتحدة تنزيله من برنامج آي تونز.