زيف أسطورة فريق الرجل الواحد
غالبا ما يتمّ تمثيل الشركات الناجحة بشخص يُعدّ هو
الرمز الذي يجسّد قيم الشركة ويتصرّف كشخصيّة عامّة. كان هذا هو الحال
بالنسبة لـ ستيف جوبز، الرئيس التنفيذي السابق لشركة آبل، والذي أصبح
اسمه، في أذهان الناس، الرمز لشركة آبل، بحيث بدا وكأنّه العقل
المدبّر وراء نجاح شركة آبل. ومع ذلك، أودّ هنا أن أدحض تلك الأسطورة
بعض الشيء بهدف تشجيع روّاد الأعمال على تشكيل فريق عمل متمكّن. لقد
أحاط ستيف جوبز نفسه بفريق عمل متمكّن ومتخصّص من النوّاب الكبار
لمساعدته على تطوير المنتجات التي اشتهرت بها آبل. إنّ فهم أدوار
هؤلاء المساعدين من شأنه أن يؤكّد لروّاد الأعمال الحقيقة في أنّ
المشاريع لا يمكن أن تتطوّر بجهد رجلٍ واحد.
الطاقم الإداري في آبل الذي لم يعرفه الكثير
(الصور وبعض المعلومات مأخوذة من ملفّات السيرة
الذاتيّة لفريق العمل في آبل)
تيم كوك، الرئيس التنفيذي
وعضو مجلس الإدارة
قبل أن يتولّى منصب رئيس مجلس الإدارة في أغسطس/آب من العام ٢٠١١، كان
تيم كوك يشغل منصب مدير العمليّات في شركة آبل، والمسؤول عن المبيعات
والعمليّات حول العالم. يعتبر كوك صاحب الفضل في إلغاء عمليّة تصنيع
القطع الداخليّة للمنتجات من قبل آبل نفسها، وقام بإغلاق المصانع
والمخازن في جميع أنحاء العالم، حيث ساعدت هذه الخطوة الشركة على
التقليل من مستويات المخزون والتخفيف من سلسلة التوريد الخاصّة بها،
مع زيادة هامش الربح بشكل كبير. وكان كوك قد شغل منصب الرئيس التنفيذي
في الشركة مرّتين في السابق، الأولى في العام ٢٠٠٤ والثانية في العام
٢٠٠٩ عندما كان ستيف جوبز يعاني من مشاكل صحيّة. والآن يحل كوك محل
ستيف جوبز ليشغل المنصب بشكل دائم، ما يعتبر بأنّ كوك يخوض مهمّة صعبة
في الوقت الأكثر حساسيّة في حياة الشركة.
إيدي كيو، نائب رئيس قسم
خدمات الإنترنت
إيدي, مسؤول عن المنتجات ومخزون المحتوى، مثل مخزون آي تيونز، ومخزون
التطبيقات، وآي بوك، بالإضافة إلى خدمات آي آد، وآي كلاود. لعب إيدي
دورا كبيرا في إنشاء مخزون آبل على شبكة الإنترنت في العام ١٩٩٨،
ومخزون موسيقى آي تيونز في العام ٢٠٠٣، ومخزون التطبيقات في العام
٢٠٠٨، بالإضافة إلى طاقم منتجات آي لايف.
سكوت فورستول، نائب الرئيس
الأوّل لشؤون نظام التشغيل آي أوس (iOS)
يقود سكوت فورستول الفريق المسؤول عن تصميم برامج التشغيل المبتكرة لـ
آيفون الذي يُشهَد له بالنجاح، بما فيها واجهة المستخدم، والتطبيقات،
والإطارات, وحتى الحزمة النهائيّة من المنتج. كان فورستول واحدا من
المهندسين الرئيسيّين لنظام التشغيل "ماك أوس ١٠" (Mc OS X)، وكان
مسؤولا عن عدّة إصدارات من نظام التشغيل، أبرزها ماك أوس 10 ليوبارد.
وخلال الحدث الأخير، قدّم فورستول نسخة آيفون 5، والنسخة التجريبيّة
من برنامج "سيري" (Siri)، للتعرّف على الصوت.
جوناثان إيف، نائب رئيس
التصميم الصناعي
جوناثان إيف، المولود في لندن، يرأس الفريق المسؤول عن تصميم الغلاف
الخارجي لمنتجات آبل. إيف معروف كواحد من أفضل الأشخاص في مجاله، بفضل
جهود إيف وفريقه شهد العالم ميلاد العديد من المنتجات المتطوّرة مثل
جهاز ماك بوك إير (Macbook Air)، آيفون 4، وآي بود نانو، وغيرها
الكثير. ربح إيف العديد من الجوائز لتميّزه في مجال التصميم، بالإضافة
إلى أنّ العديد من منتجات آبل تمّ عرضها في المتاحف مثل متحف الفن
الحديث في نيويورك، ومركز بومبيدو في باريس. بالفعل، يُعدّ إيف ثروة
كبرى لـ آبل في الوقت الحالي.
بوب مانسفيلد، نائب الرئيس
الأوّل لأجهزة الـ ماك
يشرف مانسفيلد على الفريق المسؤول عن خط إنتاج أجهزة الـ ماك، والذي
طوّر العشرات من منتجات ماك، بما فيها ماك بوك إير، وخط آي ماك متعدّد
الوظائف. وقد مثلت زيادة شهرة خط إنتاج أجهزة ماك مؤخّرا دليلاً على
قيادة مانسفيلد لفريقه في الاتجاه الصحيح.
فيل شيلر، نائب الرئيس
الأوّل للتسويق العالمي
شيلر مسؤول عن تسويق منتجات الشركة، وتطوير العلاقات، وبرامج تسويق
الأعمال. ساعد شيلر الشركة على العودة إلى دورها كمبتكر في مجال
التكنولوجيا وذلك بتقديم العديد من المنتجات المتطوّرة مثل آي ماك،
ماك بوك، إيربورت، ماك أوس ١٠، سفاري، تلفزيون آبل، أيبود، وآيفون.
وكثيرا ما يشارك شيلر في عرض المنتجات الجديدة.
نجاح شركة آبل: ليس مجهود رجل واحد
حقيقة أنّ ستيف جوبز كان يمثّل جزءا كبيرا من قلب وروح آبل، لكن بحسب
شهادة آخرين، من الخطأ أن نعزو نجاح الشركة إلى مجهود رجل واحد.
فالأشخاص الذين تمّ ذكرهم أعلاه، هم بعض من الحاشية المقرّبة لستيف
جوبز، والذين وثق بهم ليكونوا مسؤولين عن المجالات الأكثر أهميّة في
الشركة. قد يكون من المستحيل لجوبز أن يطوّر المنتجات التي تصوّرها،
أو أن يدير شركة متعدّدة الجنسيّات تقدّر بمليارات الدولارات وحده.
لقد ضمن جوبز بقاء آبل وقدرتها على الاستمرار مهما كانت الظروف، وذلك
بتجنيد فريق عمل يتكوّن من مجموعة من المبتكرين لإدارة العناصر
الأساسيّة للإنتاج والتطوّر في الشركة.
نموذج آبل كمثال يحتذي به روّاد الأعمال
الطموحون
غالبا ما تنشأ الشركات الناجحة من فكرة شخص واحد، أو من فكرة تأتي في
الوقت المناسب وتصبح مربحة للغاية. لكن مع نمو الشركة، من الضروري
الاستعانة بأشخاص موثوقين بهدف توسيع نطاق عمل الشركة. خلق الثقة بين
المؤسّس والجيل الأوّل من الفريق الإداري مهم جدا، بحيث أنّه يتيح
الفرصة للشركة للازدهار والتطوّر. التواصل الحسن يفتح المجال أمام
تبادل المعرفة وتدفّق الأفكار، بحيث يمكن الحفاظ على رؤية المؤسّس مع
استمرار تطوّر الشركة.
في البداية، يبدو من السهل والممكن أن تدير مشروعك بنفسك، إلاّ أنّ
الاستعانة بفريق عمل جدير حولك، لا بدّ وأن يأتي بنتائج أفضل. أمّا إن
شعرت بأنّك لا تستطيع الوثوق بأحد آخر للتعامل مع منتجك، فكّر فقط
بالليالي الطويلة التي لن تقضيها وحدك في العمل بعد الآن، إن كنت رائد
أعمال في مجال التكنولوجيا. أو فكّر في الأخطاء التي يمكن أن تتجنّبها
لأنّ هناك شخصا آخر يمكن أن يلفت نظره السطر الضئيل الذي أخطأت في
كتابته. فكّر في المناقشات التي ستتطوّر بينكما والأفكار الجديدة التي
ستتولّد عن هذه المناقشات. والأهمّ من ذلك كله، فكّر فقط في الشعور
بالارتياح بأنّك لست وحدك في مشروعك هذا. يمكنك التعلّم من نموذج شركة
آبل. يمكن أن يبدأ أي مشروع ريادي بأفكار ورؤية شخص واحد، لكن لا
ينبغي أن يبقى المشروع حبيس مجهود شخص واحد.
[الصورة الرئيسية للاعب النجم واين روني من مانشستر يونايتد، من
WhoAteAllthePies]