English

كيف يمكن للمؤتمرات أن تساعد العالم العربي؟

English

كيف يمكن للمؤتمرات أن تساعد العالم العربي؟

في تشرين الأول من العام 2011 حضرت مؤتمر قمة مبادرة التنمية العربية  ADIالهادف إلى وضع تصورات حول مستقبل العالم العربي Envision Arabia Summit في مونتريال، كندا.

تهدف قمة Envision Arabia Summit  (EAS) إلى "جمع الشباب الطموح والموهوب معًا في عطلة أسبوعية مليئة بالإلهام والإندماج والعمل"، متمحورة حول تنمية منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وبحضور أكثر من 500 مشارك، من بينهم مائة مشارك من خارج كندا (بما في ذلك مصر وسائر البلدان العربية)، كان مؤتمر القمة منبرًا هاماً لتبادل الآراء حول التنمية.

لقد ألهمنا الدكتور نايف المطوع، مؤلف كتاب"الـ99"، الذي أخبرنا بأنه فقط عندما يصبح المستحيل ممكنًا، حينئذ يمكن أن يحدث التغيير.
كما أن خالد السبعاوي، مؤسس ورئيس شركة مينا جيوثرمال، نبّهنا إلى أهمية حدوث التغيير، وقد رسَّخ فينا الدكتور فاروق الباز، الذي يعمل في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، أهمية
مبادرة التنمية على الصعيد الفردي.


وكان هنالك الكثير من المداولات والحوارات والنقاشات. وقد ترك المندوبون في ورشة العمل حول "سياسة إصلاح المناهج التعليمية والتعليم" التي أشرفت عليها أثراً خاصاً لدي؛ حيث خاضوا جلسة عصف ذهني مليئة بالشغف لإيجاد حلول للعقبات على مدى أكثر من ثلاث ساعات.


ومنذ ذلك، فإن السؤال الذي أتلقاه دومًا من الآخرين وأوجهه لنفسي هو "وماذا بعد؟ كيف يكون هذا المؤتمر ذا فائدة؟"، وبالتالي, ما الذي يجعل اجتماعًا أو مؤتمرًا واسع الأهداف ذا فائدة فعلية؟


لدي إجاباتان:


أولًا، إن حضور أشخاص يتقاربون في الأفكار هو أحد أفضل السبل لتوليد أفكار جيدة. فعلى حد قول ستيفن جونسون، مؤلف كتاب "من أين تأتي الأفكار الجيدة؟"، فإن الأفكار الجيدة تأتي من تصادم هواجس صغرى. ووفقاً لجونسون، "من الضروري ابتكار نظم تسمح للهواجس بالتجمع وبأن تكون أكبر من مجموع أجزائها." وكان المؤتمر منبرًا ضخمًا لتلاقي مثل هذه "الهواجس". ويستمر هذا التلاقيحتى ما بعد المؤتمر، وتتشكل ضمنه أفكار مكتملة على الإنترنت من خلال فريق المشاركين في مؤتمر القمة.

ثانيًا، من المهم تشجيع الحوار البناء والعمل المشترك على حل مشاكل المنطقة. وعلى حد قول جاستين كان، مؤسس موقع Justin.tv الإلكتروني، "إن السلوك كالفيروس. ونحن ننشر سلوكنا لمن هم حولنا، سواء عمدًا أم من دون انتباه.... وإذا ما تم التعرض لسلوك ما بما فيه الكفاية، فسيصبح هذا السلوك سلوكًا قياسياً".


ويشجع مؤتمر القمة سلوك التفكير الفعال حول مشاكل المنطقة وابتكار حلول لها. إن نشر المزيد من الفعاليات المشابهة، وإن كانت على نطاق أضيق ضمن المنطقة، كفيل بالمساهمة في "اختراق" ثقافة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مما سيشكل مجتمعًا يكون فيه البحث عن الحلول للمشكلات اليومية هو المعيار.

لكن بالرغم من السبل التي ساهمت بها مبادرة التنمية العربية في بناء هذا النوع من المجتمع، فإن الطريق للوصول إلى هذا الهدف لا يزال طويلاً. وهي، بالإضافة إلى بناء الكثير من الحماس تجاه التنمية والطاقة الإيجابية لدى الشباب، فعليها تقديم وسيلة لترجمة هذه الأفكار عملياً من أجل تسخير هذه الطاقة بهدف التغيير المستدام.

وعلى مبادرة التنمية العربية ADI أن تستلهم من المبادرات التي تعمل بانحياز تجاه اتخاذ خطوات فعلية مثل "فعاليات ستارت أب ويك إند" و"مبادرة كلينتون العالمية"، وأن تتجنب البدء من الصفر قدر الإمكان. فينبغي عليها أن تتبع هذه المقاربة سواء اختارت تنفيذ مشاريع التنمية بنفسها أو تقديم نفسها كمنصة للمساهمة الجماعية هدفها تسهيل المشاريع.

ما أقترحه ليس بمهمة بسيطة، وقد يكون محبطاً ايضاً، ولكنني أعقد آمالاً كبيرة عليه. في نهاية الندوة التي حضرتها, طرح أحد المندوبين سؤالاً يقول: " كيف أثّر سقوط "فلان" في دينامية توليد الأفكار؟". تماماً, لقد جعلنا منزلة قادتنا تقتصر على تسمية "فلان". افسحوا المجال لشرق أوسط جديد.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.