English

سبع نصائح من فعالية التواصل والإرشاد في الدار البيضاء

English

سبع نصائح من فعالية التواصل والإرشاد في الدار البيضاء

انعقدت فعالية التواصل والإرشاد للمرة الأولى في المغرب منذ أسبوعين ولاقت ترحيباً حاراً. 

وعلى الرغم من أن المغرب تبدو أقرب إلى فرنسا من باقي العالم العربي، لاحظنا أن الرياديين الذين حضروا فعالية التواصل والإرشاد كانوا متعطشين إلى إقامة المزيد من الصلات مع العالم العربي وعقليته الدولية. ومعظمهم وافقوا على أن إقامة مشاريع أعمال في العالم العربي بدلاً من فرنسا يكتسب معنى أكبر، ثقافياً واقتصادياً، ورحبوا بجهود "ومضة" لربط الساحة المغربية بباقي الشرق الأوسط وشمال افريقيا.  

إحدى أفضل الأجزاء في الفعالية كان مكان تنظيمها، في برج محصّن يعود إلى القرن الثامن عشر مطل على الميناء حيث استمتع الناس بالطاجن في مطعم "لا سكالا". وبحسب بعض المشاركين، كانت هذه المرة الأولى التي شاركوا فيها بمثل هذه الفعالية المركزة دولياً التي تتمتع بطابع ودي ومباشر وتعاوني، والتي تخللها الكثير من ورش العمل باللغة الإنكليزية. حتى أن سيدة قالت إنها شعرت وكأنها غادرت البلاد ليوم واحد.   

لذكرى كريم      

بدأت فعالية الإرشاد بتحية تكريمية إلى كريم جزواني، مساهم راحل في "ومضة" وبطل في مجال الشركات الناشئة. أدى دوراً مركزياً في دعم البيئة الحاضنة لريادة الأعمال في المغرب وساعد أيضاً في تمكين وتنظيم فعالية التواصل والإرشاد في الدار البيضاء. وكان من المؤثر التواجد هناك مع هذا العدد الكبير من الرياديين المقربين منه بالإضافة إلى والده، وقد أطلقنا جائزة كريم جزواني لتكريم عمله في تعزيز البيئة الحاضنة المغربية وتنظيمها.

وكشفنا الستار أيضاً عن النسخة الفرنسية من "ومضة" على شرف هذا اليوم عبر fr.wamda.com، ما سيسمح لنا بالتركيز على فضاء الشركات الناشئة في شمال افريقيا مع محتواها الذي يحاكي النسختين العربية والإنكليزية، وذلك من أجل تعزيز التعاون مع العالم العربي والعالم.

سبع نصائح من الفعالية

بدأنا يومنا بجلسة حول عرض الأفكار أمام الإعلام والمستثمرين حيث قامت ناينا، رئيسة التحرير لدينا، وحبيب، رئيسنا التنفيذي، بدعوة الرياديين إلى اعتلاء المسرح وعرض أفكارهم والحصول على آراء الحضور فيها. وبعد تلك الجلسة الأولية، انطلقنا في جلسات التواصل والإرشاد الجانبية لمناقشة المواضيع التالية: بناء فريق عمل، التمويل والتسويق. وإليكم بعض النصائح التي استخلصناها من ذلك اليوم.

1)  ركز واعرف سوقك

بعض الرياديين الذين اعتلوا المسرح للعرض قدموا خيارات متعددة ومتنوعة للاستخدامات الممكنة لمنتجاتهم. حيث قال أحدهم إن منتجه يمكن أن يباع للزبائن أو أن يتحوّل إلى منصة خدمات بين الشركات، أو أن يستخدم من قبل أسواق مستهدفة مختلفة. قد يكون هذا مثيراً للالتباس للإعلام لأن أي وسيلة إخبارية تفضل أن تجعل المنتج واضحاً للقراء، فإذا كان متعدد الاستخدامات، قد لا يكون الإعلام والمستثمرون واثقين من قدرته على جذب الزبائن.

2)  أوضِح ميّزات المنتج من البداية

هذه النصيحة تتبع التي سبقتها، إلاّ أن بعض الرياديين بدأوا أيضاً عروضهم بمقدمة مطوّلة حول كيف يحلّ المنتج مشكلة لدى شريحة محددة من المستخدمين قبل أن يقولوا لنا ماهية المنصة بالتحديد. فإن كان منتجك مثل "لانيرد" Lanyrd للسوق المحلية، فمن الأفضل البدء بهذه النقطة، خصوصاً عند التعامل مع مستثمرين دوليين معتادين على نماذج الأعمال هذه. 

3)  أربط فكرتك بالاتجاهات المحلية 

عندما تعرض فكرتك أمام الإعلام بشكل خاص، يساعدك هذا على وضع قصتك ضمن سياق الأخبار المحلية أو الاتجاهات الشعبية التي تلقى شعبية في عالم المدونات الإلكترونية. وإن كنت قادراً على مناقشة كيف تبني شركتك الناشئة استنادًا على مشكلة يواجهها الناس مع العملة الافتراضية Bitcoin على سبيل المثال، أو إذا استنادًا على أحداث سياسية يشهدها البلد (وهو ما لا يفتقده العالم العربي الآن)، يمكن للشركات الناشئة أن تستخدم التوعية المكثفة من أجل لفت النظر إلى القصة حول منتجها.

4) ابدأ لوحدك أو اعثر على شريك من الخارج

خلال الجلسة التي ناقشنا فيها كيفية بناء فريق عمل، باح رياديون شباب بالمتاعب التي يواجهونها في العثور على مؤسسين شركاء بسبب صغر حجم البيئة الريادية الحاضنة في المغرب. وقد اقترح مرشدون ورياديون واجهوا المشاكل ذاتها، بأن يسافروا إلى الخارج لإيجاد مؤسس شريك وذكّروهم بأن الخارج لا يعني فقط فرنسا بل أيضاً العالم العربي وافريقيا وآسيا. وأوصى المرشدون بأن تذهب إلى مختلف الفعاليات وأن تستخدم الإنترنت بكثرة.

5) وظِّف المهارات الشابة وحافظ عليها عبر ثقافة فريدة

يناضل المزيد من الرياديين الناضجين للعثور على موظفين، لأن هذا البلد لا يتمتع بثقافة ريادية ولأن الكثير من المغاربة لن يقوموا بالقفزة للعمل في شركة ناشئة أو ليسوا مؤهلين. ومعظم الرياديين الراضين عن فريقهم بدأوا بتعيين متدربين ما زالون يافعين بما يكفي ليفهموا عقلية الشركات الناشئة. وتحتفظ هذه الشركات بالمتدربين لديها بعد تخرجهم. وحين يتعلق الأمر بالعثور على موظفين تقنيين، يبحث بعض الرياديين في "شبكات الضليعين في الكومبيوتر" لجذب موظفين جدد عبر إدراج بعض الألغاز التقنية والتحديات الخاصة بالشيفرات.

6) اجعل المستثمرين يأتون إليك

لا يتّجه المغاربة إلى المصارف لتمويل مشاريعهم، وثمة فقط بعض المستثمرين التأسيسيين. ومنذ أن توقف صندوق المغرب الرقمي للاستثمار المخاطر  ن تمويل الشركات الناشئة في مرحلة التأسيس، لم يعد هناك صندوق مغربي كبير للرأسمال المخاطر. 

ولكن ريادياً آخراً أخبر قصة حازت على الكثير من الاهتمام حول تلقي رأسمال مخاطر. وشرح كمال الركاد من "حمزيات" Hmziate، الذي تلقى لتوه جولة تمويل، كيف أنه لم يبحث في البداية عن مستثمرين لأن شركته كانت تجني المال وتعمل بشكل مستدام.

وأثناء سفره إلى فعالية الاحتفال بالريادة حول التجارة الإلكترونية، التي نظمناها في عمّان العام الماضي، جلس الركاد إلى جانب مشارك في الفعالية على متن الطائرة وبدأ حديثاً معه حول شركته الناشئة. وطرح المسافر عليه أسئلة ودردش معه عن شركته وكيف يتصوّر الريادة في العالم العربي. ولم يعلم إلاّ لاحقاً أن الشخص الذي كان إلى جانبه هو بامير جيلينبي، شريك في "هامينجبيرد فنتشرز" Hummingbird Ventures، وهو صندوق رأسمال مخاطر مقره بلجيكا. ومن خلال الحديث فقط، لا تقديم عرض للحصول على الاستثمار، استطاع جذب انتباه جيلينبي.

7) فكّر على نطاق عالمي

على الرغم من أن عدد سكان المغرب يبلغ 30 مليون، لا تزال المغرب سوقا صغيرة، وهي قد دفعت بحق الكثير من الرياديين إلى استهداف فرنسا من البداية أو التطلع إلى أسواق دولية. والرياديون الجدد ينطلقون في المغرب باعتبارها قاعدة للوصول إلى باقي المنطقة. لذلك فكّر ما هي سوقك عالمياً، كما ينصح كثر، واختر الاستراتيجية الأفضل للنيل منها. 

وفي نهاية المطاف، كان الهدف من ذلك اليوم هو الالتقاء بالناس وإقامة روابط وقد جئنا مع انطباع بأن الرياديين الناضجين كانوا متحمسين لرؤية وجوه جديدة مع منتجات مبتكرة، وكنا على حقّ. 

وقال أحد الرياديين القدامى: "المغرب تنمو بحقّ. فلم تشبه منذ ثلاث سنوات ما هي عليه الآن".  

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.