رائدات الأعمال هنّ أكثر إبداعًا من الرجال
حاليًّا، نسمع الكثير من الأخبار عن رائدات الأعمال في المنطقة العربية. واستنادًا إلى مدونة "هارفرد بيزنس ريفيو" Harvard Business Review ازداد ذكر النساء في الإعلام العالمي من 200 مرة إلى 1200 مرة عام 2012. هل هذا مجرد توجه مؤقت؟
كتبت الشهر الماضي أنّ ما يجري في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ليس مجرد توجه مؤقت. فريادة الأعمال بين النساء تتحوّل اكثر فأكثر إلى منحى هام وضروري، وقد نال هذا الموضوع الكثير من الاهتمام مؤخرًا. لكن هذا الاهتمام لا زال يخفي شقًّا مهمًا عن رائدات الأعمال الناجحات في المنطقة العربية، ألا وهو الأعمال البارزة التي قمنا بها (وهذا أمر نعمل على تسليط الضوء عليه أكثر من خلال سلسلتنا حول المرأة).
غير أنّ عدد المؤسِّسات ما زال متدنيًّا. ومع أنّ امرأة من أصل ثلاثة ترأس شركات في الشرق الأوسط، وحتى ولو أظهر إحصاء أنّ هذا المعدل يقارب الـ 37% عالميًّا، غير أنه هذه بيانات قدِّمت من "أويسيس500" في الأردن ولا تمثّل إلا شريحة من العالم العربي.
لكنّ المزيد من النساء سيخضن عالم ريادة الأعمال خلال العقد التالي. ومقارنة مع الرجال، الكثير منهنّ في الشرق الأوسط ينوين بدء شركة أكثر من أي منطقة في العالم، استنادًا إلى تقرير مراقبة ريادة الأعمال العالمي.
ويظهر التقرير أيضًا (الذي لم نتوقف عنده كثيرًا) أنّ النساء لسن بالضرورة أكثر إبداعًا من الرجال في العالم، لكنهنّ كذلك في الشرق الأوسط. 23% من رائدات الأعمال في المنطقة يملكن منتجات أو خدمات مبتكرة مقارنة مع 18% عند الرجال.
في العالم العربي، إنّ النساء أكثر قابلية لإطلاق منتجات مبتكرة.
قد تكون لهذه الإحصاءات نتائج عكسية لأسباب ناقشتها مسبقًا، وما من شيء يثبت صحتها، هي تغطي مناطق معينة من العالم العربي، ناهيك عن أنّ الابتكار ليس أمرًا يولد معك على الإطلاق. لكن التوجهات تدلّ على واقع يؤكده الكثير من أصحاب الاستثمار المخاطر: تمويل مشاريع للنساء قد يكون أقلّ خطورة لأن النساء يعملن بجهد أكبر. فنحن نبذل جهدًا كبيرًا إذ علينا أن نثبت قدراتنا.
وجد أيضًا استطلاع رأي أجرِي على شركات أميركية أنّ الشركات الناجحة لديها ضعف عدد النساء في فريقها المؤسِّس.
وبالطبع، لا زالت تعاني النساء في الشرق الأوسط من القوالب النمطية السلبية، وهذا امر ناقشَته بوضوح النساء خلال فعاليات الطاولة المستديرة لنساء "ومضة" التي انعقدت في كلّ من القاهرة، الدوحة، عَمان، والرياض.
إذًا، إن كانت تحاول رائدات الأعمال تلقي استثمار جماعي تبلغ قيمته بين 63 و77 مليار دولار اميركي في الشرق الأوسط، فقد يكون من المفيد مشاركة الإحصاءات المذكورة أعلاه أمام مستثمر غير مقتنع (أو مستثمرة غير مقتنعة) لإثبات أنه يمكن الوثوق بمؤسِّسة. لكن لا يجب ذكر هذه الإحصاءات قبل التحدث عن المنتج أولاً.
الصورة من mid-east.info