English

هل تنقذ برامج المكافآت مواقع الصفقات اليومية؟

English

هل تنقذ برامج المكافآت مواقع الصفقات اليومية؟

يبدو أن آخر ما تريده خدمات ولاء الزبون هذه الأيام هو أن يُطلق عليها اسم "برنامج الولاء". خير دليل على ذلك هو منصة "أدفانتاج" Advantag في دبي التي تصرُّ على استخدام مفردات جديدة، تمامًا مثل "أوربان باز" UrbanBuz، التي هي منصة مكافآت تلقت مؤخراً استثمارها الأول. ويقول ترويلز أندرسون، رئيس العمليات الجديد لشركة "أدفانتج"، "لم نعد نقول برنامج ولاء لا بل أداة ولاء وأداة تسويق. نقومل بكل بساطة  محرّك "أدفانتج" Advantag".

وبحسب ما يشرح أندرسون، تقّدم "أدفانتج" التي عُرفت سابقاً بـ "جيني تاج" GenieTag  في كندا، حملات تسويق مستهدفة مخصصة للمحافظة على الزبائن ومعالجة نقاط محددة تعاني منها الشركات خلال جذب الزبائن. تستطيع الشركات أن تختار من باقة ميزات لمكافآت زبائنها الأوفياء، سواء كان هدفها من ذلك هو زيادة نسبة الزيارات يوم الجمعة أو جمع البيانات لفهم سلوك متابعيها أكثر. 

يقول أندرسون إنّ الحملات الأكثر شعبية على شبكات التواصل الاجتماعي هي تلك التي تُقدّم لزبائنها مكافآت مثل المثلجات المجانية أو تجنّبها الانتظار في الصفّ. وتسمح "أدفانتج" لزبائنها بتسجيل دخولهم إلى المتجر عبر استخدام بطاقة مسح تقدّمها لهم أو عبر تطبيقها على الـ "آي أو أس" والـ "أندرويد"، من أجل أن يلعبوا بألعاب مثل حكّ بطاقة أو غزل عجلة على جهاز لوحي، للفوز بالجوائز.

وفقاً لأندرسون،  ففي هذه الأيام، تتلقى برامج  لمكافآت الفورية ردود فعل أفضل من البرامج التقليدية التي تسمح للزبون بجمع النقاط مع الوقت. وهذا أمر يوافق عليه أيضًا فريق "أوربان باز" الذي طوّر منصة إلكترونية تقدّم مكافآت شخصياً ويتمّ تتبّعها عبر عنوان البريد الالكتروني أو رقم الهاتف عوضاً عن بطاقات مسح.

منذ أن تلقت "أدفانتج" استثمارًا أوليًّا بقيمة 75 ألف دولار في نهاية عام ٢٠١٢ من "الأصدقاء والعائلة والمغفلين" ومن مستثمرَيْن مخاطريْن في دبي، أبرمت الشركة التي أسسها آدم الدادا ومو شاهين صفقات مع 10 متاجر في كندا حيث تابع الدادا دراسته الجامعية وحيث يعيش شاهين، بالاضافة الى ٢٠ الى ٣٠ متجراً في دبي حيث يعيش الدادا.

وتبقى شركة الاتصالات "دو" du في دبي أشهر زبون لها، إذ سجّلت 4 آلاف نقرة على معظم الإعلانات التي قامت بها على فايسبوك.

أما مطعم "أرابيسكا" Arabiska في دبي، وهو زبون آخر، فنجح في استقطاب ١٠٧ زبون جديد في ليلة واحدة وانتشرت منشورات له على فايسبوك بفضل حملة لبيع تذاكر. أما أكبر زبون كندي لـ "أدفانتج" فهو "واين كونتري أونتاريو" Wine Country Ontario الذي نال أكثر من ٤٣٠٠ زبون مُسجّل خلال فعاليتَين، واختار ١٤ ٪ منهم  خدمة تلقي رسائل إلكترونية.

وتعمل الشركة على الاستفادة من شعبيتها بعد أن فازت بتنويه شرفي في مسابقة الابتكار العالمي في العلوم والتكنولوجيا GIST خلال "قمة ريادة الأعمال العالمية" في ماليزيا هذا العام، وبعد أن شاركت في  قمة الويب  Web Summit في دبلن هذا العام. وفي حين  تُعتبر "أدفانتج" شركة خدمات للشركات، إلا أنها لا تستهدف جمهوراً معيّنًا لا بل أفراداً يزورون الموقع بشكل متكرر، على حدّ قوله. إلا أنه يقول إنّ زبائن الشركات التي تتعامل معها "أدفانتج" هم نفسهم زبائن موقع الصفقات اليومية "جروبون" Groupon: فهم شباب تتراوح أعمارهم بين ١٨ الى ٤٠ عاماً ويعيشون في دبي أو تورونتو.

وعندما يتعلّق الأمر بمواجهة الصفقات اليومية، التي قد يربطها الكثير من أصحاب الشركات الصغيرة في دبي ببرامج الولاء، أبرمت "أدفانتج" شراكة مع نظيرتها "جروبون الامارت" عوضاً عن النظر إليها كمنافسة لها.

بعد أن انهالت الانتقادات التي تفيد أن مواقع الصفقات اليومية فشلت في جذب زبائن منتظمين، تبدو هذه الشراكة مُربحة للطرفَين: تقوم جروبون الامارات بإحالة الشركات الى برامج ولاء تساعدها على جذب زبائن جدد، في حين تستفيد "أدفانتج" من نفاذ إلى قاعدة بيانات "جروبون الامارت" لاستهداف زبائنها القائمين واكتساب زبائن جدد.

في الولايات المتحدة، أطلقت "جروبون إنك" Groupon Inc برنامج ولاء خاصّ بها يُعرف ببساطة بـ "مكافآت" Rewards في أواخر عام ٢٠١٢، في محاولة لتوسيع نشاطاتها. إلا أنها علّقت هذا البرنامج في تموز/ يوليو الماضي من أجل دمجه بشكل أفضل مع نظام نقاط البيع القائم أصلاً والتابع للشركة، ومن أجل تطبيقه على كافة فروع "جروبون" في العالم. وما زال البرنامج مُعلّقاً حتى بعد مرور خمسة أشهر، مما قد يشير الى أن إبرام الشراكات مع برامج ولاء قد يكون أكثر فعالية بالنسبة لـ "جروبون" من تغيير نموذج أعمالها.

حالياً، تستمرّ "أدفانتج" في النموّ بوتيرة طبيعية يمكن التحكّم بها، مما قد يكون نهجاً حكيمًا نظراً إلى المصاعب التي تواجهها مواقع الصفقات اليومية خلال توسّعها إقليمياً.

ويشرح أندرسون "عندما يتعلّق الأمر بشركة ناشئة مماثلة، يعدّ النموّ بسرعة كبيرة أمرًا خطيرًا. نحتاج الى إدخال الكثير من التعديلات على منتجنا والاستمرار في تحسينه ليلائم حاجات زبائننا  قبل التوسّع. إذا حصلنا على ١٠٠ زبون غداً، فلن نعرف كيف نتلقى ردود أفعالهم جميعهم." 

ويقول أندرسون إنه بعد العمل عن كثب مع الزبائن القائمين، ستحظى "أدفانتج"،  مع حلول الفصل الأول من العام، على منتج تستطيع الشركة التوسّع من خلاله. وعندها سنبدأ البحث عن المزيد من التمويل. 

وقد تحاول الشركة عام ٢٠١٤ تبسيط عروضها مع مواصلة التجارب. وأجاب أندرسون على سؤال حول ما إذا كانت الشركة ستوحّد عروضها: "الفرضية الأصلية التي نقوم باختبارها هي هل نحتاج الى المزيد من المرونة؟ أو يمكننا ابتكار منتج موحّد؟" . ثمّ يضيف: " نحتاج الى جمع المزيد من ردود الفعل من زبائننا."

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.