انخفاض قيمة البيتكوين بنسبة 20%، هل هي نهاية العملة الرقمية؟
في عالم الإنترنت، خطأ واحد قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. يوم الاثنين، أعلن أول موقع للتبادلات عبر البيتكوين "أم تي جوكس" MTGox في توكيو، عن وجود عطل في نظام البيتكوين لديه، ما أجبر الموقع على منع كافة المستخدمين من التعامل بالبيتكوين. وقد أدى هذا الحظر إلى انخفاض سعر العملة الرقمية بنسبة 20%.
سمح العطل لأي كان من استخدام شبكة البيتكوين والتلاعب بالتعاملات كي تبدو وكأنها لم تتمّ بعد، حتى ولو كان العكس صحيحًا. إلا أن الحظر لم يمنع المستخدمين من سحب قيمة البيتكوين لديهم نقدًا، بل منعهم فقط عن التعامل بالبيتكوين.
وقد حصلت الشركة على حصتها من الانتقادات لأنها جعلت من المسألة إعلانًا عامًّا، ما نشر رعبًا بين المتداولين. إلا أنّ البعض قد اعتبر أنّ الشركة قامت بالصواب من خلال توضيح المشكلة للناس.
لكنّ للضليعين في البيتكوين نظرة متفائلة. تحدثنا مع أعضاء في مجموعة بيتكوين الأردن، التي نظّمت الثلاثاء الماضي فعالية للتحدث عن العملة الرقمية وتعريفها للمجتمع المحلي. وكانت آراؤهم على الشكل التالي:
تقول شادن مرعي، وهي عضو في المجموعة ورائدة أعمال لدى "تيك ويمن" TechWomen، "ما زالت التكنولوجيا جديدة ويجب القيام بالكثير من الأمور للحرص على أن تكون مستقرة بما فيه الكفاية. أعتقد أنه سيظهر بعض الأخطاء التقنية مع الوقت لكنّ كلّ خطأ سيؤدي إلى استقرار العملة وسيعالج مشكلة تفاوت سعرها".
خلال رسالة إلكترونية، أوضح محمد صالح، المؤسس الشريك في المجموعة ومستشار لدى "إنفلوينسرز دبليو أس" Influencers WS، وهي جماعة دوليّة تنظّم فعالية للقادة الشباب، التالي: هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها البيتكوين "مشاكل كبيرة أو تحديات، وهذه ليست أخطرها". ففي آذار/ مارس من عام 2013، هبط سعر العملة الرقمية بنسبة 23% قبل أن يرتفع من جديد، بحسب ما أفادت.
علا دودين، مؤسسة شريك أيضًا توافق على ما يقوله صالح، معربة بدورها عن رأيها في المشكلة: ليست مشكلة التلاعب بالتعاملات من أخطر المشاكل التي تهدّد البيتكوين، وثمة الكثير من الوسائل لمعالجتها. "قال المطوّر الأساسي لبيتكوين، غريغ ماكسويل، إن هذه المشكلة ليست من بين المشاكل العشرة الأساسية التي تهدّد العملة".
وقد قام بالفعل رواد الأعمال في المنطقة بإطلاق شركات ترتكز حول البيتكوين. منهم، طوني غاليبي، مؤسّس "بيت باي" BitPay، وهي منصة تقبل التعاملات بالبيتكوين، الذي قال لومضة إنه فيما يزداد عدد المتعاملين بالعملة، ستصبح أكثر استقرارًا وأقل عرضة للتقلبات.
من خلال تعليقات الضليعين بالبيتكوين، لا يبدو أنّ هذه المشكلة جدية للغاية وهي ليست الأخطر. إلا أنّها أثرت سلبًا على بعض البلدان. ففي لبنان يعتبر التعامل بالبيتكوين خطرًا وقامت روسيا مؤخرًا بحظر التداول بهذه العملة.
وهذه المسألة لم تؤثر فقط على البلدان بل على بعض الشركات أيضًا. فقد أعلن عملاق التجارة الإلكترونية "علي بابا" الشهر الماضي أنه لن يقبل التعاملات بأي نوع من العملات الرقمية. أمّا "آبل" فقد أزالت تطبيق "بلوك تشاين" Blockchain من متجرها لأنها لا تزال مترددة إزاء التنظيمات الدولية حول البيتكوين.
فؤاد جريس، المؤسس الشريك الثالث متفائل أيضًا إزاء مستقبل العملة قائلاً إنه بسبب مصادرها المفتوحة، وقدرتها على تصحيح نفسها تلقائيًّا والتطور باستمرار، ستشكّل هذه العملة قوة لا يستهان بها. ويتابع قائلاً إنها ستكون أسرع وأكثر ديمقراطية ممّا هو متوفر لنا حاليًّا. ويختم مضيفًا أنه حين نُعطى فرصة لنكون جزءًا من أمر عظيم وأمر يعطي سلطة للجميع بشكل متوازٍ، ستحصل أمور رائعة.