الفرص المتساوية أولوية لدى أكثر 100 امرأة عربية نفوذاً في العالم
لم يكن مفاجئاً أن تتصدر وللسنة الرابعة على التوالي أول وزيرة في الإمارات الشيخة لبنى القاسمي، لائحة أكثر 100 امرأة عربية نفوذاً في العالم التي تعدها مجلة "سي إي أو ـ الشرق الأوسط".
ما هو غير المفاجىء هو عدد رائدات الأعمال المحدود على اللائحة. فمن أصل 100 امرأة، صُنّفت 15 منها رائدات أعمال أو مؤسِّسات لشركات ناشئة أو مؤسِّسات شريكات. و25 مديرات تنفيذيات أو تترأسن مجالس إدارة أو رئيسات لشركات والباقي ينقسم بين فنانات وصحافيات ومحررات وكاتبات وناشطات ومخرجات ومديرات.
هيمنت الإماراتيات والسعوديات على اللائحة، بـ24 و16 اسماً على التوالي. فتلت المخرجة السعودية هيفاء منصور الشيخة لبنى، والتي فاز فيلمها "وجدة" الذي يحكي قصة فتاة متمردة تحلم بدراجة في المملكة الوهابية، بجائزتين في مهرجان دبي السينمائي.
في المركز الثالث، حلّت ريم هاشمي وزيرة الدولة في الإمارات والمديرة الإدارية للجنة الخاصة بملف الترشيح لمعرض "اكسبو دبي" العالمي 2020. وأتت بعدها في المركز الخامس، لبنى عليان، المديرة التنفيذية السعودية لشركة عليان للتمويل ومقرها الرياض.
وتضمنت اللائحة أيضاً بعض كبار الفنانات مثل فيروز التي حلّت في المرتبة الـ58.
بالنسبة لبعض هؤلاء النساء يتمثل النفوذ لديهن في المراكز الحكومية الرفيعة والمراسلة الصحافية والبث التلفزيوني وإخراج الأفلام والأداء الفني وأي نوع من النشاط. وبعضهن الآخر استعملن شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا لإحداث فرق في المجتمع.
كما وأٌدرجت العديد من النساء القياديات في الشركات الناشئة التقنية في اللائحة للمرة الأولى مثل منى عطايا، مؤسسة منصة التجارة الإلكترونية "ممز وورلد" Mummzworld ومديرتها التنفيذية، التي جاءت في المرتبة 39، وآية بدير، مبتكرة "ليتل بتس" LittleBits، ومؤسسة "كاراج" أول مختبر غير ربحي في بيروت للفنون التجريبية والهندسة المعمارية والتكنولوجيا. وفي المرتبة الـ53، عبير أبو غيث مؤسسة "ستاي لينكد" StayLinked، منصة تربط المستقلين الفلسطينيين بالشركات حول العالم.
تعتبر هند حبيقة، الريادية اللبنانية ومؤسسة "إنستابيت" Instabeat جهاز يتتبع بسهولة دقات قلب السباح وحرق السعرات الحرارية وعدد الدورات التي يسبحها، والتي حلت في المرتبة 76، أن النفوذ هو إدارة شركة لديها تأثير على وسط اجتماعي ما، مشيرة إلى أنها "كمؤسسة لـ"إنستابيت"، نفوذي يكمن في إحداث فرق في أوساط السباحين".
وحلّت الريادية اللبنانية رين عباس من "ويكسل ستوديو" Wixel Studios بالمرتبة 63، التي كانت قد أُدرجت بين النساء الخمسة الأكثر نفوذاً عالمياً في عالم الألعاب على لائحة "إنك كوم" Inc.com العام الماضي. وبالنسبة لها "أن تكوني قادرة على الولوج في قطاع ألعاب الفيديو والنجاح فيه كامرأة هو دليل نفوذ".
تخطط عباس الآن لاستخدام مهاراتها لجعل حياة الجيل التالي من المطورات، أسهل، بالإضافة إلى إحداث تغيير في الأوضاع الاجتماعية الصعبة. وتقول "أريد أن أنتج ألعاب فيديو يكون لديها تأثير اجتماعي على الأطفال المحرومين والأطفال المصابين بالسرطان".
ومن الأهداف الأخرى التي تريد أن تحققها من خلال نفوذها في تطوير الألعاب هو نشر الوعي حول أهمية تربية الصبيان والفتيات بشكل متساو.
أما الكاتبة المصرية لدى "ومضة" حنان سليمان فحلّت في المرتبة 37 كمؤسسة لمدوّنة "المندرة" الإخبارية التي تقول سليمان إنها تريدها "صوتاً لمن لا صوت لهم" في مصر. وبرأيها ان "الإعلام المحلي أساسي لتحريك التغيير في مصر بدءاً من أصغر الأوساط الاجتماعية المحلية، كما وان الإعلام المستقل والقوي الذي يحافظ على الحياد، سيساعد في تشكيل مصر التي نحلم بها جميعاً".
وعلى رغم الوضع غير المستقر في مصر، تحرص سليمان على أن تتضمن عملية توسيع "المندرة" جهداً لإنهاء الوضع القائم الذي لا يسمع فيه صوت المصريين في جنوب البلاد. وتقول إن النفوذ يتعلق أيضاً بإعطاء الأشخاص المقموعين مثل الصحافيين الشباب المحليين والذين لديهم إمكانيات هائلة، فرصة للدراسة والتدريب والعمل".
ومن أجل تحقيق الهدف ذاته، تؤمن منى أبو سليمان وهي عضو مجلس إدارة في "جلوورك" Glowork، منصة التوظيف للنساء السعوديات، ومقدمة أحد أشهر البرامج التلفزيونية السعودية، بقوة الإعلام الاجتماعي.
وتقول أبو سليمان "أنشر أي شيء أجده مثيراً للاهتمام على قنواتي (الاجتماعية) لأني أريد أن يكون لدى الناس المعرفة التي أملكها وأعتبر الردود التي أحصل عليها بمثابة مكافأة".
وتختم بالقول إن "الإعلام الاجتماعي مهم جداً من
حيث إعطائه فرصة متساوية لأي شخص ليكون لديه متابعين ويصبح
مؤثراً".