كيف نحسّن ظروف الرواد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟
على الرغم من تطوّر فضاء الاستثمار لرواد الأعمال في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، إلاّ أنه لا يزال يعاني فجوات كبيرة. ففي تقرير التنافسية العالمية الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي، اعتبر رؤساء تنفيذيون من تونس والمغرب ومصر والأردن والإمارات والسعودية وقطر والكويت جرى استطلاع آرائهم، أنّ تلقي التمويل هو من أبرز المشاكل التي تواجه قطاع ريادة الأعمال. وكان البنك الدولي أشار في تقرير له صادر عام 2011، إلى أن التمويل المصرفي للشركات الصغيرة والمتوسطة، يعتبر مشكلة كبرى للمنطقة، فـ8% من مجمل الإقراض فقط يذهب إلى هذه الشركات.
غير أن النقاش حول تحسين ظروف التمويل لرواد الأعمال في الشرق الأوسط وشمال افريقيا لا يرتكز ببساطة على زيادة تلقي التمويل فحسب، بل أيضاً على تلقي مبالغ معينة من التمويل وإنشاء علاقات قوية مع المستثمرين.
يقترح التقرير الأخير لمختبر "ومضة" للأبحاث، "الخطوة التالية: كسر الحواجز أمام رواد الأعمال في الشرق الأوسط وشمال افريقيا"، أنه من الضروري التفكير في جوانب أخرى من المعادلة لتحسين ظروف تمويل المشاريع الريادية بشكل فعال في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
يستند تقرير مختبر ومضة إلى مسح لحوالي 900 رائد أعمال وخبير في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وتمت هيكلته حول سلسلة من الأسئلة المرتبطة بأكثر العوائق أهمية أمام توسّع الشركات في المنطقة. وطلب من المستطلعين أن يجيبوا عما إذا كان الحصول على استثمار أو جمع عائدات أو بناء فريق أو التوسع جغرافيا، هو أكبر عقبة أمام التوسّع. وكان جواب 24% من الرواد و28% من الخبراء، الحصول على استثمار. وأظهر المسح أن 30% من شركات المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات، و26% من الشركات في طور التوسع (التي يعرّف عنها بأنها تلك التي تأسست قبل أكثر من ثلاث سنوات مع نمو في التوظيف بنسبة 20% أو أكثر) أيضاً اختارت التمويل.
وفي ما يختص بتحديات معينة للحصول على استثمار، قال 36% من الرواد و43% من الخبراء إن غياب تمويل المشاريع في بلادهم هو العبء الأكبر. وقالت 32% من الشركات في طور التوسّع إن تمويل المشاريع في بلدانها قليل جداً بينما قالت31% منها إن عدم تقدير المستثمرين للمشاريع بما فيه الكفاية هو المشكلة الأساسية.
وبالنسبة لكل دولة على حدة، أشار رواد الأعمال الأردنيون والمصريون في عيّنتنا أيضاً إلى التمويل القليل للمشاريع حيث اختار 39% من الرواد في الأردن هذا الخيار مقابل 41% في مصر. غير أن الرواد في لبنان والإمارات قلقون لأنّ المستثمرين لا يقدّمون الإرشاد إضافة إلى التمويل، وهو خيار اختاره 26% منهم في كل بلد.
وفي حين أشار المستطلعون إلى التمويل المتوفّر للمشاريع كعقبة أساسية أمام الحصول على استثمار، إلا أن المقابلات التي أجريناها لاحقاً أظهرت أن المشكلة الحقيقية كانت العثور على المبالغ المناسبة من التمويل. ورغم أن صنادق التمويل الجديدة تسعى إلى ردم الفجوة في التمويل، إلاّ أن الرواد والخبراء المستطلعين قالوا إنّه ما من جولة تمويل أولي في الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وقدمت نتائج مسحنا المزيد من الوضوح إلى هذه النقطة، إذ تلقى 21% فقط استثماراً بقيمة 500 ألف دولار أو أكثر في العام 2012.
غير أن غياب التمويل هو تشخيص سطحي لسلسلة من المشاكل الأصغر. فعلى الرغم من أن نسباً عالية من رواد الأعمال والخبراء المستطلعين وافقوا على أن توفّر كمية قليلة من التمويل الخاص بالمشاريع هو العقبة الرئيسية أمام الحصول على استثمار، اختلفت إجاباتهم بخصوص مسائل ثانوية. وقال 31% من الخبراء إن عدم فهم الرواد لما يبحث عنه المستثمرون هو العقبة الرئيسية أمام تلقّي تمويل إلاّ أن 8% فقط من الرواد هم من هذا الرأي. كذلك، قال 30% من الخبراء إن الرواد غير قادرين على عرض فكرتهم بشكل فعّال، و6% فقط من الرواد وافقوا على ذلك. وفي حين أن المزيد من التمويل هو حاجة واضحة، إلاّ أنه يجب أن يتم التركيز أكثر على أنواع وأحجام محددة من الاستثمار المطلوبة لتحسين الوضع. بالإضافة إلى ذلك، يجب تشجيع مشاركة المعلومات بين الخبراء ورواد الأعمال. وحتى إن توفّر المزيد من التمويل، فإن اعتراف كل جانب بمخاوف الجانب الآخر هو أمر ضروري في هذه العملية.
سيعالج مختبر ومضة للأبحاث موضوع التمويل لرواد الأعمال في الشرق الاوسط وشمال افريقيا في نشراته المقبلة ولكن في غضون ذلك، ما رأيكم أنتم؟ أخبرونا بما تفكرون به بخصوص الحاجة إلى المزيد من الاستثمار لرواد الأعمال في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وما هي الموارد الضرورية، غير التمويل. وكيف يمكننا أن نعالج بشكل أفضل الفجوات في الاستثمار الإقليمي؟
شاركونا أفكاركم على تويتر عبر وسم #WamdaResarch أو على فيسبوك.