English

أحد متصدري قائمة فوربس للرواد الاجتماعيين يشاركنا تجربته

English

أحد متصدري قائمة فوربس للرواد الاجتماعيين يشاركنا تجربته

يطلقون عليّ لقب "رائد أعمال اجتماعي" لكنّني أفضل أن أسمّي نفسي "رائد أعمال واعد". إنما بعيداً عن الألقاب، يجب أن يتمحور عملنا دائماً حول هدف معين وحول فكرة نجعلها حقيقة 

يبدو الأمر مشوقا جداً، إلا أن عالم ريادة الأعمال ليس مجرد حكاية جميلة عن تأسيس شركة قد تنجح أو تفشل. وأنا أحاول جاهداﹰ منذ خمس سنوات أن أشق طريقي في هذه المتاهة الريادية. بعد أن أطلقتُ شبكة التطوع والتنمية الأولى في المنطقة العربية، نخوة ، وشركة "آيديايشن بوكس" Ideation Box التي تعنى بإيجاد حلول تواصل فعالة في قطاع التنمية، لفتت الأنظار الإعلامية كثيرًا، لكنّ هذا أيضاً مضرّ أحياناً.

 كان عليّ الخروج من تأثير الضجة الإعلامية حولي وإدراك حقيقة وضعي. ففي شهر كانون الثاني/يناير من هذا العام، ذكر اسمي على لائحة مجلة "فوربس" لأكثر ثلاثين رائدًا اجتماعيًّا دون عمر الثلاثين  وقد حظيت بشهرة لا مثيل لها من الشهرة جعلتني أشعر بسعادة فائقة لبضعة أسابيع، إلى أن أدركت أثر حقيقة وضعي. ما على رواد الأعمال تذكره دائماً هو أن الضجة الإعلامية مفيدة ما داموا يدركون أنها مجرد وسيلة وليست مؤشراً لقياس النجاح أو أداةً لتعزيز الأنا.

كامل يتسلق الجدار الريادي  

خلال السنوات التي سبقت العام 2014، كنت فرداً ناشطاﹰ سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في البيئة الريادية الحاضنة في المنطقة، وبالأخص في الأردن. يمكنني القول بصراحة إنني أحد الرياديين المبتدئين الأوفر حظا لأني حظيت بفريق عمل رائع وبدعم من عائلتي ومرشِدِيَّ.  

إنما يجهل الناس أموراً كثيرة عن عالم الريادة وهي أمور لا يتطرق إليها كل من يروّج للريادة على أنّها الطريق الأفضل، وأود أن أشارككم البعض منها في ما يلي: 

  • بسبب الضجة الإعلامية التي لم تعكس حقيقية ريادة الأعمال في الأردن، تضخمت التوقعات كثيراﹰ. فقد حققت خدمة مكتوب نجاحاﹰ باهراﹰ، ولكن، ماذا حصل بعد ذلك؟ ما هي إمكانيات النجاح المتبقية في الأردن؟
  • لا يمكنك كمؤسس أن تقوم بكل ما يترتب عليك القيام به وحدك، لكنّه من الصعب إيجاد شركاء إن لم يكونوا حاضرين معك عندما تخطر لك فكرة الشركة وتبدأ بتنفيذها. ويكمن السر هنا في العمل مع أشخاص تنسجم وتتفق معهم على كيفية إنجاح الأمر.
  • يفسد المال رواد أعمال كثر في البداية، وبخاصة من لا يتمتعون بخبرة كبيرة. فالاضطرار إلى استخدام موارد محدودة هو ما يجعل من رواد الأعمال أشخاصاﹰ خلاقين.
  • إذا انطلقت في عالم الريادة مستعيناﹰ بأموال الآخرين، ستنفقها في كل اتجاه بطريقة غير مسؤولة. لا تبحث عن استثمار قبل أن تدرك فعلاﹰ أهمية المال بالنسبة إليك.
  • إن التعلّم من الفشل أمر جيد ولكن، لا يجب أن يكون اتجاهاً سائداً أو أمراً تتطلع إليه. فهو لا يجعل منك قصة نجاح وسيبقى دائماً يُعد فشلاً.
  • تحتاج المؤسسات والحكومات إلى عدم الوقوف عند العلاقات العامة والتغطيات الإعلامية، بل النظر إلى المبدعين والعمل معهم بدلاً من مزودي الخدمات. لم يدرك الكثيرون بعد أهمية ريادة الأعمال بالنسبة لهم وللمجتمع.
  • مهما بدا الأمر سهلاﹰ أو ميسرًا، لا يمكن تجنب القيود المفروضة على تأسيس الشركة أو بيروقراطية الحكومة التي تزداد سوءاً كلما تقدّمت إلى الأمام.
  • كونك رائد أعمال لا يعني أنك سيد كل شيء، فالتعلم رحلة لا تنتهي.
  • إن أموال المستثمرين التأسيسين ليست تأسيسية إلى هذا الحد. يعتقد بعض المستثمرين أنه يحق لهم التدخل حتى درجات مدمرة في أعمال الشركة بسبب الأموال التي يستثمرونها فيها، وذلك مضرّ بخاصة إن لم يكونوا على علمٍ بماهية مجال عمل الشركة تماماﹰ. كن متيقظًّا.
  • إن ريادة الأعمال أكثر من مجرد شهرة، إنها ابتكار يضيف قيمة ويخلق فرص عمل، ما يعني أن جني المال هو أمر أساسي فيها ويعد من أولوياتها.
  • لا يتعلق الإرشاد بخطة عمل أو بتدفق المال، إنما يتمحور حول الرائد نفسه وحول كل ما يترتب عليه ليدخل خضم ريادة الأعمال.
  • إنّ كسب المهارات وتشكيل فريق والمحافظة عليه من أصعب الأمور التي قد تقوم بها على الإطلاق.
  • لا تعني ريادة الأعمال المزيد من الحرية، بل المزيد من الانضباط.
  • يجب أن تبقى مركزاً على الهدف. لا يمكنك القيام بكل ما يخطر ببالك دفعة واحدة، عليك أن تتخلى عن أمور معينة وأن تحدد أولوياتك.
  • إذا كنت تعلم أن أمراً ما لن ينجح، توقف عن القيام به، لا تهدر وقتك بإنشاء شيء غير نافع.
  • فكّر بعقلانية، في حين قد تساعدك المشاعر على المثابرة، عليك أن تدع عقلك يتولى زمام الأمور في العمل.
  • إن الخطوة الأولى للتغلب على نقاط ضعفك هي أن تعترف بها لنفسك قبل أن يكتشفها أي شخص آخر.
  • تقبّل الأمر الواقع. لا يمكن لأحد العمل 24 ساعة في اليوم. لا تخدع نفسك. عليك أن تجد توازناﹰ في كل شيء.
  • إن مفهوم المنافسة الشريفة بالكاد موجود في الثقافة الأردنية وربما في الثقافة العربية كلها: لذلك يكمن جزءٌ من مهمتك كرائد أعمال في تغيير هذا الواقع.
  • إن القيام بوعود كبيرة يقود دائماﹰ إلى تقديم عمل أقل جودة من المتوقع، وهذا يلطخ سمعتك.
  • إنّ التعامل مع الزبائن الذين يعتقدون أنهم أعلى شأناﹰ منك يتطلب قدرةﹰ كبيرةﹰ على الصبر والدبلوماسية.
  • يعتبر التواصل من أهم الأمور التي عليك التركيز عليها. 

قائمة الحقائق هذه لا تنتهي لكنّ النقاط المذكورة أعلاه تكفي لوصف واقع ريادة الأعمال، انطلاقاﹰ من خبرتي في المجال ومن وجهة نظري الخاصة. ونظراﹰ إلى أنني اختبرت أغلبية تلك النقاط بالطريقة الصعبة وإلى كوني عشتُ في حالة نكران لمدة طويلة، أشكر "فوربس" على مساعدتي لأدرك حقيقة الأمور. 

 تمكنت لحسن حظي من الاستفادة من نصائح بعض الرياديين الذين كانوا قدوةً لي حول كيفية التصرّف متى أخبرتهم قصتي. وفي الوقت عينه، عرض عليّ صديقي العزيز حبيب حداد الذي هو عضو في المجلس الاستشاري في "نخوة" أن أكون ناشطاﹰ أكثر في "ومضة"، التي كنت أعمل معها منذ نشأتها بصفة تطوعية. لم يكن هذا العرض الذي تلقيته من حبيب ومن "ومضة" خياراﹰ لي من قبل ولكن، عندما نظرت إلى الأمر من وجهة نظر مختلفة، رأيت الفرصة المتاحة أمامي بغض النظر عن الارتباك والتوتر اللذان نجما عنها. 

واكتشفت في "ومضة" أنّ عملي فيها لا يناقض مع عملي في "نخوة" أو "آيديايشن بوكس" وأنني حظيت بفرصة للتعلم ولوضع النقاط على الحروف في بعض الأمور (مثل: الانضباط والخروج عن الروتين) ورأيت أن مهمة الشركة تتماشى مع شغفي لأكون مواطنا عربيا ناشطا. 

وإضافة إلى كل ذلك، سوف أحافظ على "النخوة"  #KeepTheNakhweh مستعينا بـ قوة "يلاّ"

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.