كيف طوّر ريادي لبناني نسخة أولية لتطبيق أسئلة في أقل من أسبوع
يضمّ العالم العربي نسبة عالية من اللاعبين الناشطين مقارنة بدول أخرى، وأصبح يعتبر مقرًّا أساسيًّا لتطوير الألعاب. ففي العام 2011، قدّرت قيمة السوق الإقليمية بـ1.4 مليار دولار وتجاوزت عائدات عام 2013 الـ 100 مليون دولار في الشرق الأوسط. إلا أنّ هذه السوق لم تزدحم بالمنافسين بعد ولا زال بإمكان الرواد الطموحين الحصول على حصة منها.
من بين هؤلاء الرواد، نذكر الشاب اللبناني الروسي بيوتر يوردانوف، الذي أطلق تطبيقًا جديدًا للأسئلة يدعى "سوايب أوت" SwypeOut. ففي عمر الـ23، كان الريادي قد أطلق ثلاثة مشاريع، أوّلها شركة "بيت بيتك" الناشئة للعقارات (التي أغلقت الآن) وثانيها تطبيق "بيبل" Beepl. وخلال محادثتنا، بات واضحًا لي أن يوردانوف يطبّق الدروس التي تعلمها من تجاربه الريادية التي سبقت "سوايب أوت" في مطلع تموز/يوليو.
تطبيق التحدي والأسئلة
تعتبر "سوايب أوت" أحدث لعبة أسئلة في المنطقة لكن لها طابع مميز. فالتطبيق قد نسخ خاصية أساسية من تطبيق "تيندر" للمواعدة الذي حقق نجاحاً هائلاً والذي لديه 10 ملايين مستخدم ناشط. وذكر أحد مرشدي يوردانوف مرة أن الاستفادة من اسم تطبيقات أخرى للمحافظة على نسبة معينة من التنزيلات هي حيلة لا بأس بها. وقد نجحت بالفعل، وهو يصرّح في هذا الصدد: "إذا بحثت عن تطبيق Tinder على متجر بلاي ستور، فستجد SwypeOut".
بإمكان اللاعبين الاختيار من مجموعة من 10 مواضيع، ولكن بدلاً من انتقاء الجواب الصحيح من عدة خيارات، يقوم المستخدم بتمرير إصبعه على الشاشة فقط وهذه الحركة تسمى بـ Swipe بالانجليزية. تظهر الأسئلة على بطاقات "صح أو خطأ" فيمسح المستخدم إصبعه نحو اليمين للـ"صح" نحو اليسار للـ"خطأ". ويمكن الوصول إلى مستويات جديدة من الصعوبة كلما كانت نتيجتهم أعلى.
حركة السحب في التطبيق تزيد من جاذبيته وتبقي المستخدم مشجعًا على الإجابة على المزيد من الأسئلة. وعند نهاية كل جولة، سيتم تقييم أدائه ويمكنه التفاخر بالنتيجة ومشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي. كما يحصل أيضًا على شريط يوثّق تقدمّه في اللعبة وكم بقي له ليفتح موضوعًا جديدًا.
بهدف رفع النتيجة بسرعة، يمكن على اللاعب اختيار أسئلة عشوائية من مواضيع مختلفة وهي ليست بالسهلة أبدًا.
نظراً إلى عدد الأسئلة الهائل على التطبيق، أول سؤال قد يخطر في بالنا هو: من أين أتى بكلّ هذه الأسئلة؟ ويجيب: "من خلال توظيف فريق صغير من مزوّدي المحتوى في البداية"، بدلاً من شراء البيانات من طرف آخر قد لا يكون موثوقًا به من حيث النوعية.
ويسعى مؤسس التطبيق الآن إلى تحسين التصميم وسيوظف مصمّمًا قريبًا. كما يعمل على تصحيح بعض الأخطاء الإملائية في بعض الأسئلة. تتوفر اللعبة حتى الآن على أندرويد فقط مع خطط لتطوير نسخة للآيفون.
القصة
"خطرت لي فكرة التطبيق من باب الصدفة". حين كان يوردانوف يعمل على تطبيقه السابق "بيبل"، وهو نظام لإدارة العلاقات مع الزبائن، يسمح بإدارة المعارف على فيسبوك ولينكد إن مستعينا بتجربة مستخدم مشابهة لـ بينتيريست، أًصيب بالدهشة لدى اطلاعه على سلوكيات المستخدمين على المنصة. لذلك قام باختبار صغير وأضاف خاصية المسح بالإصبع التي جعلتها "تيندر" خاصية أساسية لها، إلا أنها لا تستخدم كثيراً في "بيبل". سمحت هذه الخاصية للمستخدمين باختيار وسم ومن ثم عرض بطاقتين شخصيتين كي يقوم المستخدمون بالمسح يميناً لدمجها (إذا كانتا تعودان للشخص ذاته) او إلى اليسار إذا كانتا مختلفتين. وأضاف "كانت هذه اكثر خاصيات المنصة استخداما وقد تجاوز ذلك التوقعات. إذ قام الناس بـ200 عملية دمج عبر المسح بالإصبع". وتابع "ومن ثم فكرت: ماذا لو استخدمت هذه الخاصية في إطار أسئلة وأجوبة؟ وهكذا ولدت فكرة "سوايب أوت". وقررت أن أطور التطبيق خلال أسبوع وأعدّ نموذجاً أولياً. لم أحتج إلى إقناع الناس بفكرته وهو أمر لم أفعله مع بيبل في البداية".
بيوتر ينفذ الأمور بسرعة بفضل مراقبته لسلوك المستخدم والاختبار وتعديل المنتج لجعله أفضل.
ما هي الخطوة التالية؟
كان جوابه "هناك خطوات كثيرة". ثمة العديد من الأفكار ويمكن تنفيذها بسرعة، وتابع: نصمّم هذا الأسبوع خاصية الإشعارات التي يرجح أن تؤثر إيجابيًّا على معدل عودة الزبائن.
ولدى سؤاله عمّا إذا كان ينوي جعل اللعبة أكثر محلية، أجاب يوردانوف أنه ثمة أمور أهم الآن، فهو يخطط لمنح اللاعبين القدرة على إضافة أسئلتهم الخاصة ويريد إضافة خاصية اللاعبين المتعددين. ومن الممكن أن يلي ذلك خاصية الشراء داخل التطبيق. ويبدو يوردانوف متحمساً جداً حيال إمكانيات هذا المشروع الذي نشأ من باب الصدفة.
لتنزيل "سوايب أوت"، اضغط هنا.