English

إلى أيّ مدى أثّرت شبكات التواصل الاجتماعي على المنطقة؟

English

إلى أيّ مدى أثّرت شبكات التواصل الاجتماعي على المنطقة؟

باتَت شبكات التواصل الاجتماعيّ أكثر من مجرّد أداةٍ للتواصل، بل امتدَّت لتصبح قوّةً مؤثّرةً في مختلف شئون الحياة اليومية. أتاحَت تلك الشبكات قنوات التعبير الحرّ وتداولاً أسرع للأخبار، وأصبحَت محرّكًا للأحداث السياسية والاقتصادية على مستوى العالم.

ولقد أصبحَت ركنًا رئيسيًا في التسويق في قطاع الأعمال، حيث بات يُنظَر إليها على أنّها مسرّعٌ لوتيرة الأعمال ومحفّزٌ للمبيعات، ومنفَذًا لتوظيف الملايين حول العالم.

أدّت شبكات التواصل الاجتماعيّ إلى ظهور صحافة المواطن، كما دعمَت انتشار ما يُعرَف بالإعلام الرقميّ متمثّلًا بظهور راديو الإنترنت وبرامج "يوتيوب" YouTube.

من هذا المنطلق، تحرص شركاتٌ متخصّصةٌ على القيام بدراساتٍ وتقارير دورية تركّز على تحليل دور تلك الشبكات، ومدى تأثريها على حياة الأفراد والمجتمعات.

وفي هذا الصدد، أصدرت شركة "ديجيتال ميديا ساينس" DMS، المتخصّصة في مجال أبحاث السوق والرأي العام على الإنترنت والإعلام الرقميّ في منطقة الشرق الأوسط، تقريرَها السنويّ لعام 2014، الذي كشفَت فيه عن نتائج وإحصائيات جديدةٍ في توجّهات وعادات مُستخدِمي الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية.

وفيما تزامن نشر تقرير "ديجيتال ميديا ساينس" مع إصدار "قمّة روّاد التواصل الاجتماعي" ASMIS لتقرير وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي، اتّفق التقريران في بعض النتائج واختلفا في البعض الآخر، غير أنّ الحقيقة الوحيدة المؤكّدة تجلّت في ما آل إليه شكل الحياة في المنطقة في مختلف المجالات، بعد توغّل شبكات التواصل الاجتماعيّ في مختلف نواحيها.

نظرة تحليلية على تقرير "ديجيتال ميديا ساينس" DMS

التقرير الذي خرجت به "ديجيتال ميديا ساينس" كان قد ركّز على مصر والسعودية والكويت وقطر والأردن والامارات ولبنان وتونس، وسلّطَت الأبحاثُ الضوءَ على أنّ 42% من سكّان الشرق الأوسط يتصفّحون الإنترنت. كما كشفَت النتائج أنّ شبكات التواصل الاجتماعيّ تحتلّ المرتبة الأولى بين المواقع الأكثر استخداماً على الإنترنت، حيث أنّ أكثر من 88% من مستخدِمي الإنترنت يعتمدون على شبكات التواصل يوميًا.

أوضح التقرير أنّ "تويتر" Twitter يضمّ 6.5 مليون حساب من الشرق الأوسط، لكنّ واقع الأمر أنّهم 3.7 مليون مستخدِم نشطٍ فقط.
ويقول عن "يوتيوب"، إنّه يحقّق 258 مليون مشاهدةٍ يومياً من المنطقة، حيث يشمل 64% منها المحتوي الترفيهيّ. ولا ينسى أن يشير إلى أنّ 90 مليوناً من هذه المشاهدات اليومية تأتي من السعودية.

أمّا حصّة الأسد من مستخدِمي شبكات التواصل الاجتماعيّ، فقد آلت إلى "فيسبوك" Facebook، الذي يستخدمه 94% من مستخدِمي مواقع التواصل الاجتماعيّ في الشرق الأوسط.

وبتحليل بيانات مُستخدِمي الشبكات ديموغرافياً، أكدّت "ديجيتال ميديا ساينس" في تقريرها أنّ 65% من مستخدِمي مواقع التواصل الاجتماعي هم من الرجال. كما أوردت أنّ 36% من المُقبِلين على تلك الشبكات تتراوح أعمارهم مابين 18 إلى 25 سنة، فيما انضمّت شرائح عمرية أعلى إلى المقبِلين عليها، في محاولةٍ من ذوي الشريحة العمرية بين 30 و40 عامًا للانخراط في التطوّرات التكنولوجية.

ووفقاً للتقرير، لاتزال اللغة العربية تسيطر على تدوينات "تويتر" القادمة من الشرق الأوسط بنسبة 73%. وهذا في وقتٍ تتربّع 5 مواقع على عرش شبكات التواصل الاجتماعيّ في كلٍّ من مصر ولبنان وقطر وتونس والسعودية والإمارات، تتمثّل على التوالي في "فيسبوك" و"تويتر" و"جوجل بلس" Google Plus و"إنستجرام" Instagram و"لينكد إن" Linkedin.

وتستأثر مصر بالحصّة الأكبر من إجمالي مستخدِمي شبكات التواصل الاجتماعي في المنطقة، بواقع 40 مليون مستخدِم (من بينهم 22 مليون على "فيسبوك" فقط)، وذلك لكونها أعلى الدول العربية من حيث تعداد السكان.

وبالنسبة للموضوعات التي يزداد مُستخدِمي الشبكات إقبالاً عليها، تبيّن في تقرير "ديجيتال ميديا ساينس" أنّ أعلى فئات البحث تمثّلَت توالياً في الوظائف والرياضة والسفر والطعام والأخبار.

نتائج تقرير "قمّة روّاد التواصل الاجتماعيّ العرب" ASMIS

شملَت دراسة "قمّة روّاد التواصل الاجتماعي" ASMIS مقابلاتٍ هاتفيةً 7 آلاف مستخدِمٍ من 18 دولة عربية. وعُزِزَّت تلك الدراسة بمقابلاتٍ مفصّلةٍ مع خبـراء يعملـون فـي مجـالاتٍ متعلّقةٍ بشبكات التواصل الاجتماعي، تضمنَّت الإعلام والاتّصالات والاقتصاد والقطاع الحكومي.

وفي الوقت الذي قال فيه تقرير "ديجيتال ميديا ساينس" إنّ 46% من مستخدِمي شبكات التواصل الاجتماعي يتّصلون بحساباتهم الشخصية في مواعيد العمل، يقول تقرير "قمّة روّاد التواصل الاجتماعي" إنّ أكـثر من نصـف مستخدِمي وسائل التواصل الاجتماعي ينشطون فـي ساعات المسـاء.

هذا ويؤكّد تقرير "قمّة روّاد التواصل الاجتماعيّ" أنّ ثلث مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي يقضون أقـل من 30 دقيقـةً في المتوسّط في الجلسـة الواحـدة عنـد استخـدام وسائل التواصل الاجتماعي، في حين أنّ 5% يقضـون أكثـر من 4 ساعات في كـلّ جلسـة.

واعتبر التقرير أنّ "فيسبوك" هو وسيلة التواصل الاجتماعيّ الأكثر استخداماً في جميع أنحاء العالم العربي بنسبة 87%. ويليه "واتساب" WhatsApp، الذي تضمّنه التقرير ذاكرًا أنّ مُستخدِميه تبلغ نسبتهم 84% من مُستخدِمي الإنترنت في الشرق الأوسط، كما أنّ 96% من مستخدِميه يعتمدون عليه يوميًا.

أمّا معدّل تفضيل "تويتر" فقد جاء منخفضًا بالنسبة للمستخدِمين الذين شملتهم الدراسة الأخيرة، حيث ذكر أنّ 4% فقط من إجمالي المستخدِمين يعتمدون عليه. وأشار إلى أنّه يشهد أعلى معدلاتٍ لاستخدامه في كلٍّ من السعودية والإمارات بنسب 12% و9% على التوالي، فيما لا تتجاوز نسبة تفضيله في مصر 1%.

وذكر تقرير "قمة روّاد التواصل الاجتماعيّ العرب" أنّ أكثر من نصف مستخدِمي شبكات التواصل (55%) في العالم العربي يستخدِمونها للتواصل. وجاء الحصول على المعلومات، ومشاهدة مقاطع الفيديو، والاستماع إلى الموسيقى، ومشاركة الصور، ومتابعة الأخبار، كثاني أهمّ سبب لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعيّ، بواقع 12%.

أمّا عن نوع أنشطة مستخدِمي شبكات التواصل الاجتماعي، أبرز التقرير أنّ المحادثات هي النشاط الأكثر شيوعاً بين المستخدِمين في العالم العربي بنسبة 50%، تليها قراءة المدوّنات 18%.

ويشيرإلى أنّ حوالي 66% من مـسـتخدمي وسـائــل التواصل الاجتماعي في العالم العربيّ، يقومون باستخدام "يوتيوب" يوميًا.

استخدامات الهواتف الذكية على شبكات التواصل

كشف تقرير "ديجيتال ميديا ساينس" أنّ 72% من مستخدِمي الهواتف الذكية هم من الأشخاص تحت سنّ 35 عامًا. أمّا معدّل اختراق الهواتف الذكية في المنطقة العربية فيبلغ 47%، وهو ما يفوق المعدّل العالميّ البالغ 45%. وتذهب أعلى معدّلات اختراق الهواتف الذكية في المنطقة إلى السعودية، بواقع 73%.

وتوقّع هذا التقرير أن تنفق المنطقة 2.8 مليار دولار على إعلانات المحمول، بحلول عام 2016.

ووفقًا له، فإنّ 75% من إعلانات المحمول تذهب لأجهزة "آيفون" iPhone، في حين تأتي أعلى معدّلات النقرات على الإعلانات CTR في المنطقة بين الساعة السادسة والثامنة مساءً.

أما تقرير "قمّة روّاد التواصل الاجتماعيّ"، فيقول إنّ 83% من مستخدِمي الإنترنت يتصفّحون شبكات التواصل الاجتماعيّ عبر أجهزتهم الذكية، تليها أجهزة الكمبيوتر المحمول التي لا يتجاوز مستخدموها نسبة 11%.                                                                                                

سلبيات شبكات التواصل

لم يغفل التقريران عن الإشارة إلى سلبيّات شبكات التواصل الاجتماعي، التي تمثّلت (وفقًا للدراستَين) في كونها أصبحَت سببًا رئيسيًا في الكسل وتصفّح مواد غير لائقة، وفي التفكّك الأسريّ ضمن البيت العربي، بالإضافة إلى الحصول على معلوماتٍ مُضلّلةٍ وغير دقيقةٍ في بعض الأحيان.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.