English

بعد منصتها العربية للأمن الرقمي هل تنجح مساحة عمل 'هاكزون'؟

English

بعد منصتها العربية للأمن الرقمي هل تنجح مساحة عمل 'هاكزون'؟

بينما تتواتر أنباءٌ عن اختراق حساباتٍ شخصيةً لمستخدِمي شركاتٍ عالمية، تتبارى كبرى الشركات التقنية لتوفير خصائص الأمان لمستخدِميها، آملةً في إحباط محاولات القرصنة المستمرّة. وفي عصرٍ باتَت فيه التكنولوجيا جزءًا فاعلًا وشريكًا أساسيًا في القطاع الريادي، قرّر رياديون مصريون إطلاق شركةٍ ناشئةٍ تهدف إلى إيجاد مجتمعٍ رقميٍّ عربيٍّ أكثر أمانًا.

المواقع التي تقدّم محتوى عربياً عن البرمجة لا تزال"غير متاحة" بكثرة.

يخطّط أحمد محمد وشركاؤه المؤسِّسون، من الباحثين في مجال الأمن المعلوماتي والحماية الرقمية، لإطلاق "هاكزون" Hackzone في أغسطس/آب المقبل، كمساحة عملٍ مشتركة مخصَّصةٍ للمهتمّين بالحماية الرقمية والأمن المعلوماتي. ولكن كما كلّ مشروعٍ رياديّ، لم يخلُ العمل على هذه الشركة الناشئة من الصعوبات والتحدّيات وحتّى من الإلهام والخطط المستقبلية.

هاجس المال

بطبيعة الحال، اصطدم فريق عمل "هاكزون" بعائق التمويل الذي غالبًا مايعرقل المشروعات الريادية ويتسبّب في تعثر البدايات.

وعن هذا الأمر، يقول محمد، الطالب في كلية العلوم وأحد الشركاء المؤسِّسين الثلاثة، لقد "عرضنا المشروع على ما يقرب من 14 مستثمراً، رفضوا جميعًا التمويل بدون استثناء. فأغلب المُستثمِرين يهتمّون بالربح أكثر من قيمة المشروع، وهي المُشكلة التي تواجه معظم الروّاد."

ولكن، في ظلّ تعدّد النجاحات المتتالية للمشروعات الريادية تحت مظلّة التمويل الجماعي، لجأ المؤسِّسون الثلاثة إلى إطلاق حملة تمويلٍ جماعيٍّ على منصّة "ذومال" Zoomal، في منتصف يناير/كانون الأوّل الماضي. وبالفعل، تمكّن فريق "هاكزون" من جمع المبلغ المطلوب (4 آلاف دولار) في 30 ساعة فقط، غير أنّ الحملة انتهَت في اليوم الأخير من شهر فبراير /شباط.

وقبل الشروع في إطلاق "هاكزون"، أطلق المؤسِّسون، في شهر فبراير/ شباط من عام 2013، صفحةً على "فيسبوك" باسم "هاكينج15" Hacking15، لاختبار حجم الطلب على الخدمة في السوق المصري.

من صفحةٍ على "فيسبوك" إلى مشروعٍ قائم

بدأ المؤسِّسون خطوتهم الأولى بنشر موضوعاتٍ حول الأمن التقنيّ عبر صفحتهم على الموقع الأزرق، مخاطبين مُستخدِمي الأجهزة الإلكترونية وخصوصاً شريحة الشباب، الذين يكونون في هذه المرحلة العُمرية الأكثر احتكاكاً بشبكات الإنترنت وبالتالي الأكثر عُرضةً لعمليات القرصنة.

واختار المؤسِّسون "فيسبوك" للانطلاقة منه تحديدًا، لأنّه أكبر شبكةٍ للتواصل الاجتماعيّ في مصر من حيث عدد المستخدِمين، كما تحتلّ المرتبةَ الأولى على مستوى العالم العربي بواقع 22,4 مليون مستخدِمٍ.

وبعد التجاوب مع صفحتهم تلك، دشّن الفريق مُدوّنةً له تضمّ مقالاتٍ معلوماتيةً أكثر احترافيةً وأكثر تفصيلاً عن الأمن التقنيّ. وهذا المشروع الذي يهتمّ بنشر الوعي التقني باللغة العربية، يخبرنا عنه محمد قائلاً، "حرصنا على أن يكون مجتمعنا الرقميّ التوعويّ بالعربية في الأساس، لتعريف المستخدِم العربي بخصائص المصادر المفتوحة. وأيضاً لضمان وصول المعلومة بوضوحٍ وبساطة من جهة، وضمان الإثراء المعرفيّ لكلّ مَن يسعى للغور في أسبار العالم التقنيّ من جهةٍ أخرى."

أمّا عن اختيار اللغة العربية، يقول محمد إنّهم بدأوا المشروع بعدما لمسوا ندرةً في المحتوى العربي والمعلومات التي يوفّرها عن الأمن التقني. كما يشير إلى أنّهم لاحظوا أنّ "الشباب يكتسبون مهارات التعامل مع التكنولوجيا بالتجربة والخطأ والاستعانة بخبرات من سبقوهم، وليس عن علمٍ أو وعيٍ أو دراسة."

الشباب الجامعي هم أساس الشريحة المستهدَفة.

ولذلك، قرّر فريق عمل "هاكينج 15" تفعيل المشروع بعدما لاقي تشجيعاً واستجابةً من مستخدِمي الإنترنت، "فاقت توقّعات الشركاء،" حسبما يقول محمد. فراح الفريق يقوم بحملات توعيةٍ داخل الجامعات، شملت ما يقرب من 14 جامعة مصرية من مختلف المحافظات. وهذا ما أسهم في نشر فكرة الأمن المعلوماتي والحماية الرقمية، بين الفئة التي يستهدفها المؤسِّسون.

بعد الانتقال من مجرّد صفحةٍ على "فيسبوك" إلى مدوّنةٍ للحماية الرقمية، قرّر الفريق إنشاء مساحة عمل مشتركة باسم "هاكزون"، في منطقة حدائق القبة في القاهرة.

ستشمل هذا المساحة 6 مساحات داخلية تضمّ المختبر التقني الذي يمَكِّن الباحث الأمني من التدريب باستخدام الأدوات المتاحة؛ ومنطقة الدراسة التي تشتمل على قاعة محاضرات (خاصة في مجال الحماية الرقمية) التي سيلقيها خبراء تقنيون؛ وقاعة المعرفة (المكتبة) التي ستحتوي على كتبٍ في مجالاتٍ متنوّعة، مع التركيز على مجالات الأمن والحماية الرقمية، والتكنولوجيا، وريادة الأعمال، والتسويق؛ ومنطقة الإشعاع الفكري التي ستكون منطقةً هادئة مفتوحةً للتفكير والإبداع؛ ومنطقة لإنتاج البرامج التي تمّ تطويرها في قاعة الإبداع.؛ وأخيراً منطقة المعارض للفعاليات وعرض الأفكار والمنتَجات الخاصّة بالبرمجيات والتكنولوجيا.

أمّا النموذج الربحيّ في "هاكزون"، فسيعتمد على طرح قاعات مساحة العمل هذه للإيجار أمام المشروعات الصغيرة والمتوسّطة، بهدف إنشاء مجتمعٍ متكاملٍ من الروّاد والخبراء المهتمّين بمجال الحماية الرقمية والأمن المعلوماتي.

خطط توسعية

عملًا بالنظرية القائلة إنّ اندماج الشركات الصغيرة قد يزيد من قوّتها على الأرض، يتطلّع مؤسِّسو "هاكزون" إلى الاندماج مع "آي سيكيورتي" iSecur1ty "المُنافس الوحيد إقليميًا،" على حدّ تعبير محمد.

كلّما تعلّقت حياتنا بالتكنولوجيا، ازدادت حاجتنا إلى الأمان الرقمي.

وبدوره، يُعرِّف فريق "آي سيكيورتي" أنفسهم بأنّهم مجتمعٌ عربيٌّ للهاكر (قراصنة الحاسوب) الأخلاقيّ ولخبراء الحماية، يركّز على مفهوم اختبار الاختراق وعلى جديد أخبار الحماية والثغرات، مع شروحاتٍ من الفيديو والمقالات عن الأمن الرقميّ.

"يعمل مؤسِّس ‘آي سيكيورتي‘ من الأردن، في حين يعمل فريقه من مصر. قد نعلن قريبًا عن دمج الشركتين، غير أنّه لا صفقة نهائيةً حتّى الآن. ولذلك لا اعتبرهم منافسين،" يقول محمد ضاحكاً، ثمّ يشير إلى أنّه وفريقه يأملون افتتاح فرعٍ لهم في دبي خلال 3 سنوات، ثم التوسّع إلى إحدى دول الاتّحاد الأوروبي، ولاسيما إنجلترا أو ألمانيا خلال عامَين آخرين.

هل تنجح محاولات "هاكزون" في إنشاء مجتمعٍ عربيٍّ رقمي، يُسهِم في نشر معايير الحماية الرقمية والأمن المعلوماتي في العالم العربي؟

الصور من مدوّنة "هاكينج15" ومن صفحتهم على "فيسبوك".

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.