English

مبادرة فرنسية عربية لمعالجة تحديات النموّ لدى المشاريع الإقليمية

English

مبادرة فرنسية عربية لمعالجة تحديات النموّ لدى المشاريع الإقليمية

رواد الأعمال والمفكرون والفاعلون ناقشوا التطور والابتكار في متحف باردو مؤخراً. (الصورة من "ثينكرز أند دوورز")

فيما تزداد الساحة الريادية نموّاً في المنطقة العربية، ترى جهاتٌ كثيرةٌ جديدةٌ النورَ بمفاهيم وتخصّصات لا تنفكّ تزداد تنوّعاً. إحدى هذه الشركات الجديدة هي "ثينكرز أند دوورز" Thinkers & Doers، وهي برنامج إرشادٍ للشركات في مرحلة النموّ تسعى إلى جمع الشركات الناشئة الفرنسية بنظيراتها العربية.

ولكن، لا تتوقّع من "تي أند دي" T&D أن تخصّص يوماً لعروض الشركات Demo Day، فإنّ ذروة البرنامج تكمن في يوم الافتتاح لكلّ دفعةٍ جديدةٍ من الشركات. ولا تتوقّع أن ترى هذه المؤسَّسة وهي تشارك في فعالياتٍ تقنية أيضاً. فهي، لإطلاق دفعتها الثالثة، اختارت فعالية "مهرجان جوّ للثقافة والفن" في تونس العاصمة JAOU Culture and Art Festival in Tunis.

جمع المفكّرين والفاعلين

خلف هذا البرنامج ستجد "ثينكرز أند دوورز" Thinkers & Doers (أي المفكرين والفاعلين)، وهي مؤسَّسة فرنسية تمّ إطلاقها منذ عامَين لوصل المفكّرين بالجهات الفاعلة التي ترعى وتدعم مشاريع ملموسة تتصدّى للتحدّيات التي تواجه النموّ في المجتمعات العربية.

تسعى هذه المؤسَّسة إلى إطلاق نقاشٍ وتحسين التعاون بين الباحثين والسياسيين وروّاد الأعمال عبر تنظيم الفعاليات. وكانت فعاليتها الأكبر حتى اليوم، "المنتدى العالمي السنوي" Global Annual Forum الأوّل لها، قد برهنَت أنّ "ثينكرز أند دوورز" تطلب العُلى. فقد جمعَت الفعالية 1600 مشاركٍ ومتحدّثٍ في باريس، في كانون الثاني/يناير، وكان من بين الحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والوزراء الفرنسيون السابقون لوران فابيوس وجاك لانج، والكاتب الصحفي وعاشق الفن الإماراتي سلطان سعود القاسمي، والمهندس الفرنسي جان نوفيل، والرائدة الاجتماعية التونسية أسماء منصور، والمستثمِرة اللبنانية هلا فاضل، وغيرهم.

وإدراكاً من المؤسَّسة أنّ تنظيم الفعاليات غير كافٍ لإحداث تحرّكاتٍ إيجابية فعلية، أنشأ الفريق منصّةً لتسريع النموّ، في كانون الثاني/يناير، لدعم المشاريع المبتكَرة المساهمة في التجدّد العربي. 

Amandine Lepoutre, fondatrice Jaou

مؤسِّس "ثينكرز أند دوورز"، أماندين لوبوتر.

تدريب الناس ووصلهم ببعضهم

يبدو لنا هذا البرنامج أشبه ببرنامج إرشادٍ عن بعد يمتدّ على سنةٍ من الزمن، أكثر ممّا هو مسرّعة نموّ. غير أنّ مديرة "تي أند دي"، كاميي جورد قد لا توافقنا الرأي. فضمن هذا البرنامج، ينشر الفريق عدّة دعواتٍ في السنة لتتقدّم المشاريع المعنيّة بموضوعٍ معيّن وفي بلدٍ معيّن، ثمّ يختار منها ثلاثة إلى خمسة مشاريع من هذا البلد ومن الخارج، لديها القدرة على إحداث التغيير في المجتمعات العربية والنموّ بسرعةٍ وضمان ديمومتها.

وفي الدفعة الأولى التي تمّ إطلاقها خلال "المنتدى العالمي السنوي" الأول للمؤسَّسة، أصدر الفريق دعوةً لمشاريع معنيّة بمواضيع متنوّعة، منها الطاقة والنقل والتعليم والديناميات الرقمية والصحّة والبحوث والاقتصاد الإيجابي والعمران والفنون والثقافة.

أمّا الدفعة الثانية، فتمّ إطلاقها خلال "أسبوع الفنّ" Art Week في دبي، وركّزَت على الفنّ والثقافة، في حين أنّ هذه الدفعة التونسية الثالثة ترتكز إلى موضوع "روّاد أعمال لمستقبلٍ أكثر إيجابية".

بحسب جورد، تمتلك هذه الشركات الناشئة خلفيّاتٍ متنوّعة؛ فبعضها فرنسيةٌ تسعى إلى التوسّع في المنطقة العربية، وبعضها عربية تسعى إلى النموّ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و/أو فرنسا؛ وهي تُعنى إمّا بالتكنولوجيا أو الثقافة أو التربية.

بعد فعالية الإطلاق، تبدأ الشركات الناشئة المنضمّة إلى "تي أند دي" ومرشدوها رحلةً تمتدّ لنحو شهرٍ من تبادل الأفكار، تساعد في خلالها "اللجنةُ الممكّنة" Empowering Committee الشركاتِ الناشئة على تحديد النقاط التي ينبغي العمل عليها وخطّة العمل التي عليها وضعها.

وعلى مرّ الأشهر الثلاث التالية، تحصل الشركات الناشئة على متابعةٍ من مرشديها مرّتَين في الشهر، ثمّ يتولّى فريق "تي أند دي" زمام الأمور بعد ذلك. ويقوم هذا الأخير بتدريب الفِرَق ووضعها على اتّصالٍ مع الجهات الملائمة، سواء كانت هذه الأخيرة مكتب محاماة أو وسيلة إعلام أو عميلٍ محتمل. 

في المقابل، إنّ النفاذ إلى شبكة معارف "تي أند دي" ليس مجّانياً، فالبرنامج يحصّل مبلغاً - لم يُفصح عنه - من جولة التمويل الأولى التي تحصدها الشركات الناشئة.

خمس شركات ناشئة

Bobby Demri, Co-fondateur de GOV

بوبي دمري، الشريك المؤسِّس في "چوڤ"

خلال الفعالية التي أقيمَت ضمن "مهرجان جوّ للثقافة والفنّ"، أطلقت "تي أند دي" دفعةً جديدةً مؤلفةً من خمس شركاتٍ ناشئةٍ تتناسب مع الموضوع الذي حدّدَته:

  • "بلو فيش" Bluefish، مؤسَّسة اجتماعية تعمل في تونس العاصمة وأبوظبي، تدفع عجلة المبادرات التي تسعى إلى إحداث أثرٍ اجتماعي، عبر مساعدتها على وضع نموذج أعمالٍ مستدام. وهي تسعى إلى تنظيم خدماتها الآن، وإطلاق مشاريع جديدة. اقرأ المزيد عنها من هنا.
  • "بافيليون 33" Pavilion 33، منصّة عرضٍ إلكترونية فرنسية تجمع الفنانين المحلّيّين بمشترِي القطع الفنّية من أنحاء العالم، وهي تسعى إلى الترويج للفنّ الشرقي.
  • "شيفكو" Chifco، شركةٌ ناشئةٌ تونسية متخصّصة في "إنترنت الأشياء" IoT، وقد أعدّت بنيةً تحتيةً تكنولوجيةً شاملةً توصل الأجهزة المستخدَمة يومياً بشبكة إلكترونية. اقرأ مقالة "ومضة" من هنا.
  • "جست فيوز" Guestviews، تطبيقٌ هاتفيٌّ ينشر الزوّار تعليقاتهم عليه بشأن المؤسَّسات والشركات الثقافية العاملة في المجال المترف، وهو يسعى لدخول السوق العربية.
  • "چوڤ" Gov، تطبيقٌ يسمح للشباب بالتجاوب مع المرشّحين للانتخابات، ويتضمّن نظام المكافأة والجزاء bonus-malus، كما ويسمح للمستخدِمين بالمشاركة في البرنامج الانتخابي لكلٍّ من هؤلاء المرشحين.

ويُشار إلى أنّ "تي أند دي" في صدد التحضّر الآن لمؤتمرها الإقليمي التالي ودعوة مشاريع جديدة، وسيكون ذلك في قطر، في تشرين الثاني/نوفمبر الآتي، للتحدّث عن التربية؛ وفي لندن، في كانون الأول/ديسمبر، للتحدّث عن التنمية الاقتصادية.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.