English

كيف بدأ أحمد المصري شركة للرسوم المتحركة مع ألف دولار ودفتر شيكات فارغ؟‎‎ [صوتيات]

كيف بدأ أحمد المصري شركة للرسوم المتحركة مع ألف دولار ودفتر شيكات فارغ؟‎‎ [صوتيات]

لم يكن قد أنهى دراسته الجامعية بعد، وبدأ مع ألف دولار ودفر شيكات فارغ، بدأ ففشل وعاد إلى الصفر، لكنّه استمرّ وهو الآن يدير شركةً عربيةً متنامية لإنتاج أفلام الصور المتحرّكة. في مقابلةٍ سريعةٍ مع "أنتربرينرجي" Entreprenergy، سوف نتعرّف إلى أحمد المصري وكيف أصبح رائد أعمالٍ ناجحاً من الأردن.

بالتعاون مع زميله في الجامعة فراس الكسواني، أطلق المصري الشركة عام 2006 قبل أن ينهيا دراستهما الجامعية. فالمصري يمتلك خلفيّةً فنّيةً خصوصاً في الرسم الذي يُعَدّ موهبةً منتشرةً في العائلة، والكسواني يمتلك حسّاً فنّيّاً في مجال الرسوم وخصوصاً الثلاثية الأبعاد.

وهكذا انطلقَت شركة "الجيل الإيجابي" Progressive Generation، التي باتت الآن "شركة بثّ وإنتاج متخصّصة في صنع الرسوم المتحرّكة والأعمال الفنية الإبداعية في كلٍّ من الأبعاد الثنائية والثلاثية." ولكنّ مسيرتها لم تكن بهذه السهولة، فما الفكرة وراء إنشائها وما هي أبرز مراحلها؟

يقول المصري إنّ أفلام الكرتون التي كنّا نشاهدها في طفولتنا كانت باللغة العربية الفصحى، وكانت تحكي قصصاً دراميةً ذات مغزىً وعبَر. أمّا الإنتاج الحاليّ، فهو لا يحترم عقول الطفال وأدّى إلى تغيير سلوكهم. وبالتالي، نتيجةً لما سبق، بالإضافة لجمع الشريكَين لخلفيّتَيهما الفنّية، أطلقا الشركة مع ألف دولارٍ أميركيٍّ فقط ودفتر شيكات فارغ!

كان هذا قراراً غيّر مسار حياتهما، فهذان الطالبان اللذان كانا السنة الثالثة للجامعة، قرّرا شركةٍ لهما بالرغم من بطء الإنترنت وافتقادهما للخبرة. ولذلك، اعتمدا على التعليم الذاتيّ، ويضيف المصري أنّه اتّخذ قراراً بالتغيّر والتعوّد على القراءة والكتابة. أمّا القرار اليوميّ الأكثر أهمّية لحسب هذا الرياديّ، فهو هو القرار بالاستمرار الذي شكّل عاملاً مهمّاً.

وبعد محاولاتٍ بسيطةٍ وخدماتٍ عدّة، وبعد تجارب ناجحة وأخرى فاشلة، وصلَت الشركة الآن إلى إنتاج 5 آلاف دقيقةٍ من الرسوم المتحرّكة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، وقريباً بالتركية، حسبما يقول المصريّ.

يشير المصري الذي درس الهندسة ولم يعمل بها، إلى أنّ التفكير الهندسي يعلّمك مزايا تحليلية. ويشاركنا مقولة النجاح التي يعتمدها بنفسه، وهي تضمّ خمس جملٍ صغيرة: "فكّر بالأمور الكبيرة، ابدأ من الصفر، اسرِع في العمل، توسّع ببطء، واحصل على نصيبك في النهاية."

قد تكون الفرصة الكبرى فشلاً ذريعاً، فلا تستعجل وانظر ما حدث مع مؤسّس شركة "الجيل الإيجابي". بعد عامَين من افتتاح الشركة، في أواخر 2008، كانت الأزمة الاقتصادية العالمية تعصف بكافّة البلدان ولم تكن المبيعات جيّدة. "وما إن عرضَت علينا شركةٌ خليجية الشراكة معنا حتّى ظننّا أنّ هذه الفرصة التي لا يجب أن نفوّتها،" يقولها المصري معترفاً بأنّهما استعجلا في الذهاب إلى الخليج.

"ولكن شعرنا أنّه يوجد شيءٌ غير مناسب، فالأمور لم تكن تسير على ما يرام. سألنا عن هذا الشخص الذي شاركَنا فتبيّن أنّه محتال،" يقول المصري.

فريق "الجيل الإيجابي" Progressive Generation. الصورة من "فايسبوك".

بعد ذلك، عاد المؤسِّسان إلى الصفر ومع ديون أيضاً. وعن هذه المرحلة يخبرنا المصري إلى اضطرارهما للبقاء في المنزل لسبعة أيّام في "إجازةٍ إلزامية"، ولكن فيما بعد "ذهبنا إلى المقهى، طلبنا فنجان قهوةٍ واحد [لم يمتلكا تقوداً لدفع ثمن فنجانٍ ثانٍ حتّى!]، وقرّرنا إكمال الطريق." وما هي إلّا بضعة أيّام، حتّى جاءت إليهما صفقةٌ بـ200 دولار فقط، ولكنّها كانت "جيّدة ومهمّة،" بحسب المصري الذي يضيف أنّه "بعد 7 أشهر على ذلك، عوّضنا معظم الخسارة. أخذ الأمر وقتاً أطول ولكنّنا استمرّينا."

وبالتالي، ينصح المصري الروّاد بعدم إهمال الصفقات الصغيرة، فيقول إنّه "يوجد الكثير من الشباب الذين يأخذهم الغرور والكبرياء، فلا يهتمّون للصفقات الصغيرة. ينبغي أن يعلموا أنّ الشراكات مهمّةٌ ولكنّ المبيعات لا يمكن إهمالها، فالأمور الصغيرة هي التي تأتي بالكبيرة."

من جهةٍ ثانية، وفي إطار الحديث عن عمل الشركة، يشير المصري إلى أنّ قصص الأطفال ليست سهلةً أبداً وهي مؤثّرة. فالعمر من 3 إلى 6 سنوات هو "العمر الأخطر الذي يتعلّم فيه الطفل من 4 آلاف إلى 50 ألف كلمة ترسخ في ذهنه، وبحسب هذه المعلومات سوف يبني شخصيّته." وبالتالي يجب عدم تسطيح المواد التي يشاهدها الأطفال في هذا العمر. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ المصري يكشف أنّهم يتواصلون مع الكثير من الأطفال قبل إنشاء أيّ فيلم أو مادّة، "وذلك لمعرفة آرائهم ونظرتهم إليها."

 تلجأ شركة الجيل الإيجابي" إلى القصص العربية المحلّية، ومنها مسلسل "كابتن خالد" الذي يُعدّ أشهر ما تنتجه الشركة وما تتميّز به حالياً. وعن فكرة المشروع يقول المصري، في هذه المقابلة، إنّها جاءته عندما كان في السعودية وكان يوجد كأسٌ محلّيٌّ لكرة القدم. ويتابع قائلاً: "قرّرتُ مع شريكي تأليف قصّةٍ دراميّةٍ تحكي عن شابٍّ عاد من الخارج وأراد تدريب فريقٍ محلّيّ؛ وجعلنا المسلسل تفاعلياً، مثلاً قد يبعث لنا أحد المشاهدين صورته فنضعها ضمن جمهور الفريق الذي يشجّعه ونذكر اسمه. كما يمكن تحويل القصّة حسبما يريد الجمهور."

فيديو عن مسلسل "الكابتن خالد" بالرسوم الثلاثية الأبعاد.

إنّها لفكرةٌ مذهلةٌ حقّاً! ولكن كيف يبحثون عن مثل هذه الأفكار؟
يشير المصري إلى أهمّية الأبحاث والتطوير، ويقول "انظر في محيطك وليس إلى الخارج؛ انطلق من الأفكار المحلّيّة." كما يلفت إلى أنّ هذه النصيحة تلقّاها أيضاً من شركاتٍ أميركيةٍ ضخمة، حيث قال له شخصٌ أميركيٌّ مطّلع: "ابقَ في بلدك ومحيطك العربي، وإذا أردت الخروج كُنْ قويّاً."

في هذا الإطار، يشير المصري إلى أهمّية الشركات الناشئة المحلّية وخصوصاً في الأردن ولبنان حيث يقول إنّها "بمثابة النفط الذي يغذّي هذه البلدان."

قبل الانتهاء من حديثه، يعرّج هذا الرائد الأردنيّ على معضلةٍ تطال معظم الشباب العربيّ وهو تتمثّل في ثقافة تفضيل الوظيفة الثابتة من قبل الأهل. ولكن في المقابل، "يجب أن يتحلّى الإنسان بالشغف وقوّة الإقناع فهي الأهمّ في الحياة والعمل، والتحفيز الداخليّ هو الدافع المطلَق."

من العادات الناجحة التي يعتمدها المصريّ هي الاطّلاع على كافّة الأخبار، والاستماع، والتحفيز الذاتيّ. ومن الموارد الإلكترونية التي يستفيد منها يدلّ على "جوجل" Google للبحث عن المعلومات وخصوصاً الرسوم البيانية التوضيحية [إنفوجرافيك] وعلى الفيديوهات التعليمية في "يوتيوب" YouTube.

أمّا الكتاب الذي يقرأه كثيراً وينصحنا به، فهو يمتلك منه نسختَين بالعربية والإنجليزية، "فقد أثّر فيّ كثيراً" وهو كتاب The Other 90% لمؤلّفه روبرت كوبر.

استمع إلى المقابلة من هنا:
 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.