English

كيف تبدأ عملاً بكلّ طاقتك؟

English

كيف تبدأ عملاً بكلّ طاقتك؟

أحمد الخطيب، مؤسس "ماركا في آي بي"، يحاوره الريادي مارك دفوني في بداية الفعالية. (مصدر الصورة)

"ريادة الأعمال تكمن في تغيير الواقع وليس فقط جني المال، والتحدّي يكمن في كيفية صنع التغيير وتحقيق الربح في الوقت عينه لكي تستطيع أن تستمرّ،" هذا ما قاله زياد أبي شاكر، مؤسِّس "سيدار إنفايرونمتال" Cedar Environmental، خلال قمّة "أنتربرينرجي" Entreprenergy Summit.

أقيمَت الفعالية الأولى لـ"أنتربربنرجي" في 31 من تشرين الأول/أكتوبر، "احتفالاً بمرور عامٍ على إطلاق منصّة الصوتيات ولربط روّاد الأعمال والذين يريدون أن يكونوا روّاد أعمال بروّاد أعمال عرب ناجحين وملهمين،" بحسب موقعها الإلكتروني.

هذه الفعالية التي أظهرَت حماسة اللبنانيين لريادة الأعمال، خصوصاً التقنية منها، أبرزَت أيضاً بعض العقبات المحلّية في بعض النواحي، بالرغم من تقدّم البيئة الحاضنة بشكلٍ كبيرٍ في الآونة الأخيرة. كما تخلّلها أيضاً إعلان مسرّعة الأعمال اللبنانية "بيريتك" Berytech عن إطلاق "تحدّي ثورة الطاقة الرقمية" The Digital Energy Revolution Challenge، بالتعاون مع "شمس" SHAAMS، وهو يستهدف "المهندسين (من الطلّاب والمتمرّسين) ويسعى لتشجيع الابتكارات والتقنيات والمشاريع الريادية الصديقة للبيئة، في مجال الطاقة المتجدّدة مع التركيز على الطاقة الشمسية."

وقد حضر فيها أشخاصٌ ملهمون مثل أحمد الخطيب، مؤسّس "ماركا في آي بي" Marka VIP؛ ومقدّم البرامج ريكاردو كرم، مؤسّس "تكريم" TAKREEM؛ وأسمهان زين، رئيسة "الرابطة اللبنانية لسيدات الأعمال" LLWB؛ وإلياس غانم، الشريك المؤسّس في "تلر" Telr، ورئيس مجلس إدارة "ذومال" Zoomal؛ وجورج عبود مؤسّس "إيرث تكنولوجيز" Earth Technologies؛ وغيرهم الكثير، بالإضافة إلى ممثّلين عن مؤسّسات الدعم مثل "المركز البريطاني اللبناني للتبادل التقني" UK Leb Tech Hub، و"آلت سيتي" AltCity، و"ومضة"، وسواها.

وبالفعل، شهد يوم السبت الماضي ندواتٍ وحواراتٍ وجلسات، تناولت مواضيع مثل الفشل، والتكنولوجيا المالية، والتدريب، والإرشاد، والنجاح، مروراً بالمرأة في عالم الأعمال، وصولاً إلى ريادة الأعمال التي توفر الخدمات للمدن. وبحسب المؤسّس أندريه أبي عواد الذي افتتح اليوم بقوله المعهود "صباح الطاقة"، فإنّ عدد الحاضرين في "قصر المؤتمرات" Palais de Congrès، في ضبية شمالي بيروت، قد وصل إلى "816 شخصاً".

وفي حديثٍ مع "ومضة"، قال أبي عواد إنّ هذه القمّة ستستمرّ وستصبح "فعاليةً سنوية، لكنّها ستشهد مزيداً من التحسينات. إنّها القمّة الأولى لنا في 'أنتربرنرجي'، ويسرّنا أن يشارك هذا العدد الكبير فيها." 

يد مصنوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد،  أحد المشاريع التي شاركت في "مزاد الدعم". (الصورة من "تويتر")

وعن هذه القمّة التي تخلّلها "مزاد" Auction لدعم بعض المشاريع الريادية، قالت ألين كامكيان، مؤسسة "مايريج" Mayrig، إنّها "تضمّنت أشخاصاً حيويين، كما انّ الأسئلة كانت ذكية؛ ينبغي لهذه الفعالية أن تستمرّ." أمّا أبي شاكر فلفت إلى أنّها كانت "ممتازة، ليس من ناحية التنظيم وحسب بل أيضاً من ناحية الحضور."

هل تفكّر في تأسيس عملٍ؟ إليك هذه النصائح

كان لا بدّ أن يبدأ النهار مع حوارٍ تحدّث فيه الخطيب عن تجربته ومسيرته الريادية، ناصحاً من يريد البدء بعملٍ على الإنترنت أن يركّز على فكرةٍ واحدةٍ أوّلاً، ثمّ يمكنه تطبيقها بثلاث طرق: 1) ابتكار شيءٍ جديد؛ 2) تحسين خدمة موجودة؛ 3) تقليد خدمةٍ أخرى أجنبية وتطبيقها في المنطقة، "وهذا ما فعلته ‘ماركا في آي بي‘."

شدّد الخطيب أيضاً على أهمّية دراسة السوق التي تستهدفها، مشيراً إلى ضرورة الاستفادة من شبكة العلاقات التي تمتلكها واقعياً وافتراضياً (مثل "فايسبوك" و"تويتر")، مؤكّداً على أهمّية الانتباه إلى عدم الوقوع في الأخطاء لأنّ مستخدِمي الإنترنت سريعو اللوم والتوبيخ.

من جهةٍ أخرى، وفي ندوةٍ عن الطاقة الرقمية، قالت كريستيل خليل من "بيريتك" إنّ "إنترنت الأشياء سيوجِد فرصاً لا تُعدّ ولا تحصى للجميع." أمّا عبّود، فقد أشار إلى أنّه يجب أن تفكّر أوّلاً، ومن ثمّ تعتمد على التحليلات والخطط، مروراً بالتجربة، وصولاً إلى المحاولة مراراً وتكراراً. "لا تطارد المال فهو ليس كلّ شيء، بل ضحِّ وركّز وثابر."

إمكانات التكنولوجيا المالية

في حين أوضح غانم أنّ الإمارات هي رائدة التكنولوجيا المالية fintech في المنطقة، شرح إيلي أبو جودة، مؤسّس "بنوكة" Bnooki، أنّ العقبات في لبنان تتمثّل في غياب المسائل التالية: التوقيع الإلكتروني، ومسح المستندات وإرسالها عبر البريد الإلكتروني، وقبول التعاملات عبر الإنترنت، والشفافية المصرفية، والحوسبة السحابية، والتشريعات الملائمة.

هذه التكنولوجيا المالية يمكن أن تفيدنا في تنفيذ المدفوعات المباشرة من الندّ للندّ peer-to-peer وإجراء التعاملات المالية عبر الأجهزة المحمولة أينما كان، بحسب أنطوان خديجة، مؤسّس "لويا" Louya.

 لا بدّ من استراحةٍ مع بعض الموسيقى. (الصورة من "ومضة")

وماذا عن التمويل؟

"التمويل الجماعيّ هو الأفضل من أجل أعمال التكنولوجيا المالية،" وفقاً لكريم خوري، الرئيس التنفيذي لـ"فيا موبايل" Viamobile، الذي لفت إلى أنّ الناس سيتحوّلون إلى التمويل الجماعيّ حتّى من أجل شؤونهم الخاصّة. فهذا النوع من التمويل يعتبَر أسهل بكثير من التمويل الذي يمكن أن تحصل عليه من البنوك، إذ يمكنك طرح مشروعك على منصّات التمويل الجماعي والحصول على المال من مختلف أنحاء العالم.

وبدوره، أكّد غانم على أهمّية دور منصّات التمويل الجماعي، خصوصاً لناحية تسهيل القيام بالأعمال والفعاليات، ضارباً المثل بمنصّة "ذومال".

ولكن إذا فشلت كيف تتصرّف؟

"إذا لم تسقط فلن تعرف كيف تنهض من جديد،" كما قال الخطيب، مشيراً إلى أنّه أطلق 37 شركةً ناشئةً ولكن لم ينجَح منها إلاّ شركتان، ومع "ماركا" فشل في السوق السعودية الكبيرة في بداية الأمر التي حاول ولوجها دون أن يعرف التحدّيات الكامنة فيها.

إذاً، نصح الخطيب بأنّه "لا بدّ لك أن تدرس السوق وتفهمها قبل الانتقال إليها، لذلك خذ وقتك وكُن صبوراً."

وبدوره، خلال ندوةٍ شاركت في إدارتها "ومضة"، عرّج أبي شاكر على فشله، فدلّ الحاضرين على عدّة محطّات فشل فيها، خصوصاً أنّ عمله في تدوير النفايات والهندسة البيئية يتطلّب جهداً ومصاريف كبيرة.

ستيفاني نور من "ومضة" تدير ندوة عن دور ريادة الأعمال في الخدمات اللازمة في المدن شارك فيها (من اليمين) زياد أبي شاكر، رامي خوندي الشريك المؤسس في "طريقك"، وجوني افرام.  (الصورة من "ومضة")

التوظيف أيضاً صنّفه الخبراء في قائمة الفشل.

مؤسّس "أسّت بيك بيرفورمانس" Asset Peak Performance، جوني افرام، لفت إلى أنّه عانى كثيراً من هذا الجانب. وفي إطار الإجابة عن سؤال عن التوظيف، لامَ افرام نفسه لأنّه لجأ بدايةً إلى الاعتماد على أشخاصٍ قليلي الخبرة بهدف التوفير، ولكن عندما نمت شركته الهندسية قليلاً وظّف مواهب من ذوي الخبرة، وهذا "ما يريح كثيراً" على حدّ قوله.

وفي مقابلته الافتتاحية، أشار الخطيب إلى أنّ "الفشل الأكبر في حياتي كان في عدم توظيف الأشخاص المناسبين."

ما الحلّ إذاً؟

يجب على الرئيس التنفيذي أن يتخلّى عن ذهنية الرئيس والمرؤوس، "ويجب أن يستمع إلى كلّ موظّفيه ويغمس معهم في الأعمال،" بحسب الخطيب. ووفقاً لعبود، ينبغي توظيف أشخاصٍ يتمتّعون بروح الفريق.

أمّا أبي شاكر فقال إنّ شركته للهندسة البيئية تعتمد كثيراً على الموارد الخارجية لشؤون المحاسبة وسواها، حتّى أنّهم يبحثون عن سبيلٍ لإناطة المهام الإدارية بأشخاصٍ من خارج الشركة.

من جهةٍ أخرى، وفي إطار الحديث عن هذه الفعالية ككلّ، يشير أبي عواد إلى أنّها شهدت بعض الأخطاء، لكنّ هذا علّمه الكثير. ويقول إنّه "بالإضافة إلى الدرس الذي تلقّنه بعدم ترك الأمور إلى اللحظة الأخيرة، يوجد دروسٌ عملية أخرى من بينها أهمّية إشراك اللاعبين في البيئة الحاضنة وتفاعلهم مع المشاركين في الفعالية وعدم الاكتفاء بالخطابات التقليدية."

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.