English

كيف سنربط المليار شخص الآخرين بالإنترنت؟ [إنفوجرافيك]

English

كيف سنربط المليار شخص الآخرين بالإنترنت؟ [إنفوجرافيك]

نُشر هذا المقال سابقاً على"تك إن آسيا" Techinasia.

وجدت الدراسات أنّ شبكة الإنترنت تفيد النموّ الاقتصادي، فهي فضلاً عن أنّها تؤدّي إلى نموّ الشركات الكبرى، يفيد استخدامها الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.

بالإضافة إلى ذلك، يصبّ توفير إنترنت جيّدة بأسعارٍ مقبولة في مصلحة الدولة، طبعاً مع تأمين البنى التحتيّة الأساسيّة مثل الكهرباء والصرف الصحّي والطرقات.

في المقابل، تُظهِر بيانات "لجنة النطاق العريض في الأمم المتّحدة" أنّ انتشار الإنترنت حول العالم يخفّ شيئاً فشيئاً وأنّنا لا نزال نواجه انقساماً رقمياً كبيراً.

أكثر من نصف العالم

تشير الأمم المتّحدة إلى أنّ الأفراد الذين لا يمكنهم الوصول إلى الإنترنت يتخطّى عددهم نصف سكّان العالم. وبالرغم من السهولة التي نتجَت عن وصول تكنولوجيا النطاق العريض المتنقّلة mobile broadband technology فيما يتعلّق بإيصال الإنترنت إلى المناطق النائية، لا تزال هذه العمليّة مكلفة إذ إنّها تتطلّب تطوير البنى التحتيّة والمحافظة عليها. وبما أنّ المجتمعات الريفيّة لا تعِد عائداتٍ كبيرةٍ على الاستثمار، فإنّ دافع شركات الاتصالات لإيصال الأنترنت إليها ضعيف جدّاً.

تشكّل إندونيسيا، حيث أعيش، دليلاً على ذلك، حيث يعاني هذا الأرخبيل من تنميةٍ غير متوازنة. ولمعالجة هذا الأمر، وضعَت الحكومة خطة وطنيّة للنطاق العريض تهدف إلى تحسين الاتصال بالإنترنت في كلّ أرجاء إندونيسيا بحلول عام 2019؛ لكّن ثلاث سنوات في عصر الإنترنت تشكّل وقتاً طويلاً.

ما الذي يعوّق اتصال الناس بالإنترنت؟

يقول قادة المجال التكنولوجي، مارك زوكربيرج وسيرج برين إايلون ماسك، إنّه قد تتوفّر أساليب أخرى أقلّ كلفة لإيصال الإنترنت إلى المناطق النائية.  كما أنّهم قدّموا عروضاً خياليّة في هذا المجال، منها مشروع "لون"  Loon من "جوجل" Google الذي يريد أن يستخدِم البالونات عوضاً عن أبراج البثّ والذي اختار إندونيسيا بلداً من البلدان التي ستقام فيها اختبارات "لون" هذا العام. بالإضافة إلى مشروع "فايسبوك" Facebook الذي يُطلَق عليه اسم "أكيلا" Aquila، والذي يعتمد على طائرة من دون طيّار تعمل على الطاقة الشمسيّة وتبثّ الإنترنت باستخدام الليزر. كذلك، تعمل بدورها شركة ماسك"سبايس أكس" SpaceX على أسطولٍ من الأقمار الصناعيّة الصغيرة.

لكن هل يمكن تحقيق مخطّطات هؤلاء الرياديين الأغنياء العاملين في المجال التكنولوجي؟ وهل سيتوجّب علينا أموراً بالمقابل إذا بنينا الإنترنت اعتماداً على بناهم التحتيّة؟ هل هناك بدائل؟ يقدّم الـمخطط البياني [إنفوجرافيك] أدناه مقارنةً بين هذه الخطط واقتراحات للبدائل، أمّا الآن لنضع الأمور في إطارها الصحيح.

يرى العديد من الناس أنّ عدم وصول الإنترنت إلى كثيرين لا يعود إلى النقص في البنى التحتية. فماذا لو لم يكن لديك طاقة كهربائية بشكلٍ دائم؟ وماذا لو لم يتوفّر مضمونٌ على الإنترنت بلغتك؟

تعتقد مارينا أزكارات من الشركة الناشئة "فاير شات" FIreChat أنّ ربط الناس ببعضهم البعض يجب أن يسبق التفكير بالوصول المكلف إلى شبكة الإنترنت العالميّة. وهي في المقابل تفكّر بما يسمّى الشبكة السلكيّة  Mesh network التي تعمل من دون إنترنت وكلفتها الزهيدة، والتي بسبب هذه العوامل تُظهِر عن إمكانياتٍ كبيرة بخاصّة فيحالات الكوارث الطبيعيّة.

من جهةٍ أخرى، تشكّل كلفة البيانات مشكلةً إضافيّة. فماذا لو كان هناك بث إنترنت بالقرب منك لكنلا يمكنك تحمّل كلفة الاشتراك به؟  عرض زوكربيرج تقديم بعض خدمات الإنترنت مجّاناً، لكّنه تلقّى بالمقابلردّة فعل عنيفة من الهند. ففي حين سمحَت خطّة "فري بايسيكس" Free Basics أن يطلّع الناس على موقع "فايسبوك" ومواقع أخرى قليلة دون الحاجة إلى الاتّصال بالإنترنت، كان عليهم أن يبتاعوا باقة بياناتٍ للولوج إلى الإنترنت بأكملها. ورغممنعها بالكامل في الهند، لا يزال "فايسبوك" يقدّم هذه الخدمة المثيرة للجدل في بلدان أخرى.

تقديم الدعم للوقت على الإنترنت يبدو فكرة مقبولة إذا كانت تكليف البيانات تمنع الناس من الوصول إلى الإنترنت. من جهته، اختبر متصفّح الإنترنت "أوبرا" Opera  بطاقات الولوج إلى الإنترنت المدعومة من العلامات التجاريّة. ومن الممكن أن تقوم الحكومات بأمر مشابه لمساعدة المجتمعات المحرومة من الإنترنت إلى الولوج إليها.

من يحق له بث الإنترنت؟

من البدائل التي تعتبَر الواعدة أيضاَ، "أوبن بي تي أس" OpenBTS، وهي تكنولوجيا مفتوحة المصدر زهيدة الثمن تقدِّم الخدمات نفسها التي تقدّمها شركات الاتصالات. يقدّر لهذه التكنولوجيا أن تُحدِث ثورةً كبيرةً في هذا المجال لكّن مشكلة كبيرة تواجهها. تدفع شركات الاتصالات مبالغ كبيرة مقابل حقّ البثّ على بعض موجات النطاق العريض bandwidths، و"أوبن بي تي أس" تستخدِم الموجات نفسها من دون أن تدفع ثمنها، وبالتالي تعتبَر هذه التكنولوجيا غير قانونيّة.

في إندونيسيا، حقّق مجتمع "أوبن بي تي أس" خطوةً مهمّةً له في محادثاته مع وزارة التكنولوجيا، إذ تمكّن من إقناع الوزير بأن يسمح لشبكات "أوبن بي تي أس" بالعمل طالما هي خارج نطاق المناطق التي تحظى بتغطية شركات الاتصالات، وطالما لا تعمل من أجل هدفٍ تجاري.

من جهتي، أتّفق مع ستيف سونج من"فيلاج تلكو" Village Telco (وهي مقاربة تعتمد على شبكة سلكيّة لربط المجتمعات) الذي يقول إنّه من المرجّح أن تعتمد شركات الاتصالات الصغيرة التي تركّز على المناطق الريفية هذه التكنولوجيا وتجد طريقةً لجعلها مدرّةً للربح.   

أخيراً، يبدو أنّ استخدام الأقمار الصناعية الصغيرة لتأمين الإنترنت عالميّاً أمرٌ أكيد الحدوث عاجلاً أم آجلاً، رغم أنّ ّاقتراح إيلون ماسك لم يأخذ منحى جدّياً بعد. يمكن أن تكون الشركة المنافسة له"وان وب" OneWeb اقرب إلى هذا الهدف، ولكن مع ذلك، لا يزال تحقيق هذا المشروع يتطلب سنوات عدّة.

اطّلِع على الإنفوجرافيك التالي للحصول على تقييمٍ لتجارب عمالقة التكنولوجيا وبعض البدائل الأخرى. 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.