English

كيف تضع هذه الخدمة المصرية التجّار في متناول يديك؟

English

كيف تضع هذه الخدمة المصرية التجّار في متناول يديك؟

FilKhedma

عمر رمضان في مكتبه الذي ما زال يتّسم بالبساطة في القاهرة الجديدة. (الصورة من "في الخدمة")

انتقلت خدمة الصيانة المنزلية، "في الخدمة" Filkhedma، إلى مكتبٍ جديدٍ في القاهرة الجديدة: ما زال يوجد الكثير من المساحات الفارغة، ولكن هذا إن دلّ على شيءٍ فهو يدل على مدى النموّ الذي يتوقّعه عمر رمضان للشركة.

أطلق رمضان "في الخدمة" في أيلول/سبتمبر عام 2014، ليس لأنّ صيانة المنزل تشكّل شغفاً له وحسب، بل لأنّ عمله في بنكٍ استثماريّ وشهادة الماجستير التي أنجز نصفها تقريباً أخرجاه من حياة الشركات الكبرى. لذلك، أراد إطلاق عملٍ خاصٍّ به مهما كان المجال الذي سيعمل فيه.

تمثّلت الفكرة الأساسية في إنشاء سوقٍ تربط بين العملاء ومقدّمي الخدمات، ولكن بما أنّ الصيانة المنزلية أكثر تنوّعاً وتعقيداً من خدمة طلب سيارات الأجرة، أدرك مضان أنّ عليه إنشاء الخدمة بنفسه قبل أن يصبح قادراً على تنمية سوقٍ حقيقيةٍ للخدمات المنزلية.

أمّا بالنسبة إلى المنافسة في السوق المصرية، فلا يوجد في الوقت الحاليّ من منافسٍ حقيقيٍّ سوى "تاسكي" Taskty التي تقدّم خدمة الصيانة المنزلية وغيرها من الخدمات مثل التنظيف والتصوير.

وعن خياره هذا، يقول رمضان إنّه يعتقد أنّ "الصيانة المنزلية كانت المجال الذي يمكنك فيه ترك الأثر الأكبر". وبالتالي، قام بدراسة السوق قبل الانطلاق في هذا القطاع، مقدِّراً أنّ حجم السوق في القاهرة يتراوح بين بقيمة 225 مليون دولار أميركيّ و228 مليون دولار.

تحدّيات الحصول على استثمار

يبدو أنّ المستثمرين يتّفوقن مع هذا التقييم ومع توقّعات النموّ التي يحملها رمضان. وبينما في هذا الشأن يقول الأخير إنّه بصدد وضع اللمسات النهائية على صفقةٍ مع المستثمر المصريّ "كي آي إينجلز" KI Angels، فهو لا يريد الكشف عن قيمة الصفقة.

وبالإضافة إلى ذلك، يذكر أنّه في الوقت الأخير كان يُجري محادثاتٍ مع "صندوق المشاريع المصري الأمريكي" Egyptian-American Enterprise Fund للحصول على مبلغٍ أكبر بأربع مرّاتٍ من المبلغ الذي سيحصل عليه من "كي آي إينجلز"، ثمّ بعد 10 أشهر من المفاوضات أعلنت المنظّمة عن إيقاف كلّ نشاطاتها الاستثمارية تقريباً.

غير أنّ الصندوق قال إنّ شروط الاستثمار تغيّرَت لكنّه مستمرٌّ في الاستثمار في الشركات المصرية. وبالتالي ستتوجّه الأموال نحو التسويق، بما في ذلك سلسلةً من الأكشاك المتنقّلة حيث يتمّ طلب بعض المنتَجات البسيطة مثل المصابيح. "العميل هو هنا، والأساس هو رفع مستوى الوعي عبر محاولة إقناعه بتجربة شيءٍ جديد."

FilKhedma

خمسة أشخاص من فريق "في الخدمة" في زيّ الشركة.

الانتهاء من نظام ’الاتصال بصديق‘

يشير رمضان إلى أنّ الصيانة المنزلية في القاهرة تعمل في العادة وفق المثال التالي: إذا كان يوجد شيءٌ يحتاج إلى التصليح فإنّ البواب سيحاول إصلاحه بنفسه، وإذا لم يستطِع فسوف يتّصل بصديقٍ له. وهذا يعني أنّ الناس ينتهي بهم الأمر مع وجود شخصٍ في منزلهم غير معروف وغير مؤهّلٍ يقدّم خدماتٍ غير لائقةٍ وبأسعارٍ متفاوتة.

في المقابل، توظّف "في الخدمة" 10 أشخاصٍ مؤهّلين للعمل في السباكة والأعمال الكهربائية والنجارة وصيانة أجهزة تكييف الهواء، وهم متوفّرون يومياً بين الساعة التاسعة صباحاً والخامسة عصراً، ولكن في ضواحي القاهرة الجديدة والمعادي ومصر الجديدة فقط، حتى الآن؛ ويمكن طلبهم عبر الإنترنت أو الهاتف.

بعد الطلب، يصل الفنّيون إلى المنزل ضمن ساعةٍ من الوقت المتّفق عليه، حليقي الذقن ويرتدون قميص "في الخدمة". وإذا تأخروا عن الموعد، يتمّ خصم 30 جنيهاً مصرياً (3.38 دولارات أميركية) كما يتمّ الاتّصال بالعميل للتأكّد من مستوى رضاه عن الخدمات.

ومن جهته، يفرض رمضان على العاملين معه أن يشتروا درّاجةً ناريةً يستأجرها منهم بمبلغٍ يقارب دفعة التقسيط الشهرية، بحيث يحصل العاملون على الدرّاجة النارية بالمجّان تقريبا فيما يضمن المدير سرعة وسهولة تحرّك الفريق.

مشاكل البدء من الصفر

شكّل العثور على فنّيين مؤهّلين أمراً صعباً بالنسبة إلى المؤسّس، غير أنّه يتفهّم هذا ويلفت إلى أنّ "الأمر سيكون مختلفاً عندما يصبح لدينا 100 عاملٍ فنّيّ".

ولناحية التوظيف، فإنّ العاملين يحصلون على تدريبٍ في "في الخدمة" وراتبٍ شهريٍّ بالإضافة إلى مكافأةٍ شهريةٍ بناءً على ملاحظات العملاء.

من جهةٍ أخرى، يمثّل التسعير مشكلةٍ أخرى للشركة.

ووفقاً لرمضان، فإنّ تسعير خدمات الصيانة المنزلية "أمرٌ عشوائيٌّ تماماً. عندما أجريتُ البحوث المتعلّقة بالتسعير لم يكن لدى أحدٍ أيّ فكرةٍ عن أسعار السوق؛ فكيف يمكنني تحديد سعرٍ لخدمتنا في حين لا أحد يعرف ما الذي ينبغي دفعه؟"

طموحٌ على مستوى الإقليم

اعتمد رمضان حتّى الآن على أمواله الشخصية متبّعاً سياسة الحدّ من النفقات والاستفادة القصوى من الموارد، صارفاً ما بين 56 ألفاً و68 ألف دولار على الشركة. ومع ذلك فهو يمتلك خططاً طموحةً دفعته إلى نقل الفريق الذي يتألّف من 16 شخصاً إلى مكتبٍ جديد (فإلى جانب مركز تلقّي الاتّصالات والتقنيّين ورمضان نفسه، يوجد ضمن الفريق أيضاً مديرٌ للصيانة وسائق شاحنة الشركة والمحاسب).

يريد الشاب المصريّ أن ينمّي الطلبات التي تتلقّاها شركته من 400 طلبٍ في الشهر، أو من طلبٍ واحدٍ يومياً لكلّ فنّيٍّ لدى الشركة، إلى 1500 طلبٍ شهرياً بحلول نهاية العام، ما يعني زيادةً بنسبة 275%. وفي هذا الإطار، يعمل رمضان على إطلاق خدماته في الساحل الشماليّ حيث يمضي الكثير من المصريين الأثرياء فصل الصيف، متوقّعاً أن يصل إلى معدّات نموٍّ مرتفعة بسبب الحاجة إلى خدمات تكييف الهواء.

من الفرص الأخرى التي يراها هذا الرياديّ هي تقديم الخدمات للشركات B2B، حيث يُجري محادثاتٍ مع شركة "إيكيا" IKEA ومجمّع "هانيمكس" Hanimex التجاري لتزويدهما بخدمات لصيانة. وفي هذا الصدد، وقّع اتفّاقيةً مع شركة "ديورافيت" Duravit للأدوات الصحّية لتكون المزوّد الرسميّ لشركته بالمنتَجات.

وعلى المدى الطويل، يسعى رمضان لأن تشمل عمليات شركته مدن القاهرة والإسكندرية ومدينةٍ ثالثةٍ في مصر، في الوقت الذي يُجري فيه محادثاتٍ لتقديم الخدمة في السعودية.

ملاحظة من المحرِّر: تمّ تعديل هذه المادةّ لتتوافق مع تعليقٍ أفادنا به "صندوق المشاريع المصري الأمريكي".

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.