English

كيف سعى ماراثون الأفكار هذا إلى تعزيز السياحة في بيت لحم؟‎

English

كيف سعى ماراثون الأفكار هذا إلى تعزيز السياحة في بيت لحم؟‎

في أوّل ماراثون أفكار يركّز على السياحة، اجتمع قرابة 100 شخصٍ في بيت لحم، في 22 أيلول/سبتمبر، حيث ضمّت الفعالية التي استمرّت على ثلاثة أيام طلّاباً من "جامعة بيت لحم" Bethlehem University و"جامعة فلسطين الأهلية"Palestine Ahliya University ذوي خلفيّاتٍ في إدارة الفنادق وإدارة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات.

وقد نظّمت هذه الفعالية "حاضنة بيت لحم للأعمال" Bethlehem Business Incubator (BBI)، كجزءٍ من مشروع الحكومة الأميركية الذي يحمل اسم "بناء ريادة أعمال متميزة وتطوير المؤسسات الاقتصادية"Building Entrepreneurship Excellence And Developing Economic Enterprises (BEEADEE).

بعدما بنت "إسرائيل" جدار الفصل العنصريّ في مطلع الألفية الثانية، انقطعَت مدينة بيت لحم عن محيطها والمناطق المجاورة مثل القدس لعقدٍ من الزمن، ما أدّى إلى تقييد الحركة وإعاقة القطاع السياحيّ المحلّيّ إلى حدٍّ كبير. واليوم، فإنّ قطاع السياحة في فلسطين، وتحديداً في بيت لحم التي يأتي إليها السياح من جميع أنحاء العالم كلّ عامٍ لزيارة مهد السيد المسيح، بات يشهد مجيء السيّاح لساعاتٍ محدودةٍ فقط.

كما أنّ القطاع السياحيّ "في فلسطين يعاني من العقبات الناتجة عن الاحتلال، بالإضافة إلى النقص في التكنولوجيا والإبداع"، حسبما ذكر صلاح عامله، مدير "بناء ريادة أعمال متميزة وتطوير المؤسسات الاقتصادية" في فلسطين، مضيفاً أنّه "مع ماراثون الأفكار في بيت لحم، نريد التوصّل إلى أفكار ومشاريع".

في هذا الإطار، تمّ تكليف 12 فريقاً بمهمّة التوصّل إلى أفكار تساعد القطاع السياحيّ في فلسطين الذي يعاني من الصعوبات، وإجراء بحوثٍ تتعلّق بالسوق لإثبات صحّة أفكارهم، والخروج بحلٍّ قابلٍ للتطبيق والاستمرار. وهذه الفرَق التي كان غالبية أعضائها من الإناث، توصّلت إلى أفكار يمكن أن توضع موضع التنفيذ على الفور.

يعتبر القطاع السياحيّ في فلسطين ذا أهمّيةٍ كبيرة، كونه يؤكّد على هوية البلاد ويُظهِر تاريخها الحقيقيّ وهويّتها الحقيقية، ويمكنه أيضاً أن ينعش الاقتصاد المتهالك. وفي هذه الفعالية التي تمحورَت حول السياحة، شارك عدّة روّاد أعمال وشركاتٍ ناشئة للمساهمة في سدّ هذه الفجوة.

من بين هذه الشركات، "يا مسافر" Yamsafer، الشركة الناشئة في رام الله التي تقدّم خدماتها للمسافرين بين دول المنطقة من خلال توفير موقعٍ إلكترونيٍّ يمكّن المستخدِمين من الحجز في الفنادق من دون بطاقات ائتمان، وذلك في ظلّ المعدّلات المتدنّية لانتشار هذا النوع من البطاقات واستخدامها في المنطقة. وقد سبق لهذه المنصّة أن أغلقَت جولتها التمويلية الثانية Series B على 3.5 ملايين دولار أميركيّ في عام 2015 بقيادة "جلوبال فاوندرز كابيتال" Global Founders Capital (GFC) وبمشاركة مستثمرين حاليين مثل "صدارة فينتشرز" Sadara Ventures وغيرها من المستثمرين الذين لم يُكشَف عن أسمائهم.

وكذلك حضرَت شركة "بطوطة" Batuta من رام الله والتي تقدّم موقعاً إلكترونياً لخدمات السفر للناطقين باللغة العربية، وقد سبق أن الحصول على استثمارٍ بقيمة 2.5 مليون دولار، في إطار جولتها التمويلية الأولى Series A، بقيادة صندوق "سراج فلسطين 1"  Siraj Palestine Fund I.

 المشاركون في ماراثون الأفكار أثناء التقاط صرة سيلفي. (الصورة من صلاح عامله)

 

  من جهته، صرّح منسّق الفعالية، ماهر صالح، بأنّه كان على المشاركين "إثبات صحّة أفكارهم لأنّ الناس كانوا يخبروننا عن المشاكل التي عادةً ما يواجهونها بشكلٍ يوميّ. لقد رأيتُ الكثير من الإمكانات في ماراثون الأفكار، إذ يمكن لأيٍّ من الأفكار أن تُطبَّق، وإذا ما طُبِّقَت بشكلٍ صحيحٍ فهي سوف تحلّ مشاكل حقيقيةً يواجهها قطاع السياحة في فلسطين".

أمّا بالنسبة إلى الفِرَق، فبعد أن عرضَت أفكارها في نهاية اليوم الثالث أمام لجنة تحكيم، فاز بالمركز الأوّل فريق "إيفنس شير" Events Share الذي يساعد في تجميع الفعاليات المحلّيّة لربط السيّاح بوكالات السياحة في فلسطين، وذلك باتّباع عمليةٍ مؤتمتة ترتبط بالواجهة البرمجية لموقع "فايسبوك" Facebook.

وقال ألكس منصور، خرّيج "جامعة بيت لحم" وأحد أعضاء الفريق الفائز، إنّ "هذه الفعالية كانت ممتازةً لبيت لحم، لأنّها توفّر لنا الفرص التي لم نكن نحظى بها من قبل كون معظم الفعاليات كانت تُقام في رام الله".

حلّ في المركز الثاني فريق "إنترنال توريزم" Internal Tourism الذي يربط بين السكّان المحلّيّين الذين يريدون القيام بأنشطةٍ سياحية، فيما جاء في المركز الثالث فريق "بال-فود" Pal-Food الذي قدّم فكرةً لتمكين السيّاح من الطهو مع العائلات الفلسطينية بدلاً من الذهاب إلى المطاعم.

بدورها، تخطّط "حاضنة بيت لحم للأعمال" لمتابعة الفرَق والاستمرار في تأمين التدريب وورش العمل والإرشاد للمشاركين، مع إمكانية المنافسة على تمويلٍ من الحاضنة في المستقبل.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.