English

العراق أرضٌ خصبة للمحفظة الرقمية

English

العراق أرضٌ خصبة للمحفظة الرقمية

يعاني العراق من نقصٍ كبير في خيارات التكنولوجيا المتطوّرة، كما أنّ نسبةً كبيرةً من السُكّان لم يسبق لهم التعامل مع البنوك. وبالتالي يمكن لخيارات مثل "محفظة الطيف الإلكترونية" Taif Ewallet، التي صُممت للأشخاص الأقلّ معرفةً بالتكنولوجيا، أن توفّر الكثير من الإمكانيات أمام الراغبين في الانضمام إلى الاقتصاد الرقمي.

ووفقاً لحسين قنبر آغا، فإنّ شركته قد أنتجت هذه الحفظة الرقمية سهلة الاستخدام للأجهزة المحمولة، لكي تسمح للعراقيين بإجراء المدفوعات باستخدام هواتفهم.

هذه ليست خدمة التكنولوجيا المتطورة الوحيدة في العراق. فبالإضافة إلى "محفظة الطيف  الإلكترونية"، أعلنت خدمة "زين كاش"Zaincash  عن وصولها إلى السوق العراقية في الشهر الماضي، كما بدأت شركة الاتصالات "آسياسيل" Asiacell أيضًا بتشغيل خدمة  "آسيا حوالة"Asia Hawala  للمحفظات الإلكترونية النقالة.

تعمل هذه المحفظات الرقمية النقالة عبر السماح للمستخدمين بدفع واستلام الأموال من خلال رصيد هواتفهم النقالة. وبناءً على الخدمة التي يشتركون فيها، يستطيعون دفع ثمن المشتريات أو الخدمات من خلال نظامٍ للرسائل القصيرة دون الحاجة إلى وجود هاتف ذكي أو حساب مصرفي لدى المُستخدم.

تطبيق "محفظة الطيف الإلكترونية"

أرضٌ خصبة

لا يمكن اعتبار العراق موقعًا مثاليًا للمؤسّسات المالية التي تحمل أفكاراً تقنية متطوّرة أو حتى للشركات الناشئة. وذلك لأنّ السكان الذين يتعاملون مع البنوك يشكّلون أقل من 10%، ونسبة مستخدمي أجهزة الصراف الآلي في العراق هي الأدنى بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، بعض البنوك لا تقدّم خدماتها للعملاء إلّا في فروعها الفعلية فقط، ونسبة استخدام الهاتف الذكي في البلاد هي الأدنى في المنطقة بنسبة 17%.

 لذلك، لا يجوز أن يُترَك العراق مُتأخراً عن جيرانه ونحن نرى العالم يتحرّك بشكل متزايد نحو الحياة الرقمية، كما يرى قنبر آغا، "فخدمة الدفع عند الاستلام تعيق الكثير من عمليات الشراء وتحصيل النقود. وما نحتاجه هو استيعاب تزايد استخدام التجارة الإلكترونية في البلاد".

يؤمن قنبر بأنّ الخدمات المالية قادمة إلى العراق بطريقة أو بأخرى، لأنّ "الاقتصاد الخاص بالأفراد أصبح يتنامى على الإنترنت على الصعيد العالمي، وإذا كنتَ تريد أن تفعل أشياء كثيرة اليوم، مثل دفع الفواتير، وشراء التذاكر، واستئجار غرفة في فندق، فبالتأكيد ستحتاج إلى أن تكون طرق الدفع رقمية".

وهنا يأتي دور المحفظات الرقمية النقّالة وسط تفاؤل بشأنها. ولكن في الوقت الحالي، يرى الرياديّ العراقي أنّ هذا المجال لا يزال الآن "في الموقف ذاته الذي كان فيه مشغّلو شبكات الهاتف النقال عندما باشروا بالعمل. نحن نعلم أن الناس يستخدمون المال النقدي وأنّ الخدمات المالية ضعيفة...  ولكن هناك حاجة للتوصل إلى حلّ".

خيار "آسياسيل"

أعلنت شركة "محفظة العراق" Iraq Wallet، في بيانٍ لها، أنّه من المتوقع أن ترتفع قيمة التجارة الإلكترونية في المنطقة إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2020. وكجزء من جهودها الرامية إلى التصدي للأزمات، يمكن من خلال الشراكة مع "زين كاش" إضافة زرّ "إدفع مع زين كاش" إلى مواقع التجارة الإلكترونية، بما يمكّن المستخدمين من دفع قيمة التعاملات على الإنترنت عبر رصيد هواتفهم.

المشهد العام

"محفظة الطيف الإلكترونية" لا تتطلّب خطّ هاتف معين، وهي متاحة للتحميل في متجر "جوجل بلاي" Google Play ومتجر "أبل" Apple Store، لكنها لم تحصل على الموافقة النهائية لترخيصها من البنك المركزي العراقي.

 وهذا يمكن أن يستغرق ستة أشهر بحسب قنبر آغا، الشريك في شركة "أيديال بايمنتس" Ideal Payment لحلول الدفع. لذلك عقدوا شراكة مع "شركة الطيف للتحويل المالي" (أكبر شركة لتحويل الأموال في العراق) وشركة "مونيز" Monniz  البلجيكية لتحويل الأموال عبر المحمول، لإنشاء "محفظة الطيف الإلكترونية".

من جهةٍ أخرى، فإنّ تطبيق "زين كاش" الذي يمكن استخدامه على الهواتف الذكية، متوفّرٌ للتحميل في الوقت الحاليّ غير أنّ استخدامه غير ممكنٍ قبل بضعة أسابيع أخرى. جاء ذلك في إطار شراكةٍ بين شركة "محفظة العراق" Iraq Wallet للتجارة الإلكترونية في العراق ومجموعة "زين" للاتصالات، وهذه المنتَجات متاحةٌ حاليًا لمن لديهم رقم هاتف من "زين" فقط.

أمّا "آسيا حوالة" فهي أيضًا نظام للدفع بواسطة الهاتف النقال، حاصلةٌ على ترخيص من البنك المركزي العراقي.  وقد صرّح المدير الإداري لشركة "محفظة العراق"، يزن التميمي، لـ"ومضة"، أنّ شركتي الاتصالات سوف تندمجان بعد فترةٍ وجيزة بحيث يمكن لمستخدم "آسياسيل" استخدام محفظة "زين كاش"، كما سيكون عملاء "زين" قادرين على استخدام "آسيا حوالة".

بدوره، كان كلير بينيكو شاروات من فريق تحويل الأموال عبر الهاتف النقال في "الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول" (GSMA)، قد أشار في تموز/يوليو 2015، إلى أنّ هناك زخماً يهدف إلى تسريع عملية تطوير الخدمات المالية المتنقلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالرغم من أنّ حسابات تحويل الأموال الفعالة عبر الأجهزة المحمولة لا تتجاوز نسبتها عن 10% من حسابات تحويل الأموال على الصعيد العالمي.

هل ترغب ببعض الدولارات؟ تعرف على مواقع مستخدِمي "زين كاش" في العراق.

نجاحاتٌ في أماكن أخرى

من السهل أن نرى أمثلة خارج المنطقة حيث نجحَت فكرة المحفظات النقالة مع الذين لا حسابات مصرفية لديهم ومع مستخدمي هواتف غير ذكية.

من هذه الأمثلة شركة "إم-بيسا" M-Pesa الكينية للدفع عبر الهواتف النقالة. منذ إطلاقها في عام 2007، انتشرت خدمات هذه الشركة في تنزانيا وأفغانستان وجنوب أفريقيا والهند ورومانيا وألبانيا، وكذلك العديد من الدول الأفريقية الأخرى، مع الإشارة إلى أنّ هذه الخدمة لا تحتاج إلى هاتف ذكي.

ويجدر بالذكر أنّه في غضون 16 شهرًا، كان لدى "إم-بيسا" ('م' تعني موبايل، في حين أن 'بيسا' هى كلمة باللغة السواحلية تعني المال) نحو 3.6 ملايين عميل، فيما كان النظام يسجّل إضافة 10 آلاف مستخدِمٍ جديدٍ كلّ يوم.

أما في منطقتنا، فإنّ المحفظات النقالة ليست منتشرة بشكلٍ كبير. ومن الشركات التي تغطّي الأجهزة المحمولة وليس فقط الهواتف الذكية، وتقدّم خدماتها لأولئك الذين لا يملكون حسابات مصرفية، هناك "تي باي" TPay و"دي سي بي إيجيبت" DCB Egypt في مصر، و"سناباي" Snapay لبنان،  و"محفظتي" Mahfazati التي أطلقتها شركة الاتصالات الأردنية "أمنية" Umniah في وقتٍ سابقٍ من هذا العام بالتنسيق مع البنك المركزي الأردني.

خدمات الدفع عبر الأجهزة المحمولة هذه التي ستزيد عدد المستهلكين في عالم التجارة، تشكّل فرصةً لتكون طريقة شفّافة تعامل يحتذى بها بالنسبة للملايين من الناس الذين يقعون أحيانًا ضحية لفسادٍ لا يرحم.

ففي عام 2009 افتتحت شركة "إم-بيسا" فرعًا لها في أفغانستان، وفجأة تلقى رجال الشرطة ما كانوا يعتقدون أنه زيادة في رواتبهم. ولكنهم في الواقع تمكّنوا من خلال هذه الخدمة أن يحصلوا على كامل رواتبهم الفعلية.

 لذلك، فإنّ محاربة الفساد والدخول في القرن 21، يجعل للمحفظة المتنقلة الكثير من الفوائد يستفيد منها المستخدم النهائي. 

الاقتصاد العالمي يتوجّه نحو إجراء التعاملات المالية على الإنترنت"، بحسب قنبر، "والشعب العراقي، كغيره من الشعوب، سوف يحتاج في نهاية المطاف للاندماج في هذا الواقع الجديد وهو بحاجة إلى وسيلة تُمكّنه من القيام بذلك."

 

الصورة الرئيسية من "ويكيميديا"Wikimedia .

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.