English

'سربٌ' من الشركات الناشئة يستعدّ للظهور في سماء السعودية

English

'سربٌ' من الشركات الناشئة يستعدّ للظهور في سماء السعودية

لا شكّ أنّك سمعتَ عن استحواذ شركة "كريم" Careem على خدمة "عنواني" Enwani السعودية لتحديد العناوين وتوصيل المنتَجات، وقرأت كيف كانت انطلاقتها. ولكن هل عرفت أين بدأَتْ ومَن ساعدها؟

بعد عامٍ على انضمام "عنواني" إلى حاضنة "بادر" Badir لحلّ مشكلة العناوين البريدية في السعودية، شاركت في 2012 في أول نشاطات شبكة "سرب" Sirb، حيث عقدت لقاءاتٍ استثمارية وحصلت على أولى استثماراتها.

"لقد تقابلوا مع عددٍ من المستثمرين وعرّفناهم إلى مستثمر عندما كانوا في بدايتهم"، يوضح خالد سليماني، رئيس شبكة "سرب" للمستثمرين الأفراد angel investors، في حديثه مع "ومضة".

خالد سليماني، رئيس شبكة "سرب" للمستثمرين الأفراد. (الصورة من حسابه على "تويتر")

و"سرب" هي شبكة للمستثمرين الأفراد، تأسّست في عام 2012 تحت إشراف "مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية" KACST الموكل إليها "الاستراتيجية للخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار"، وذلك بهدف "تنمية الشركات الناشئة وتحويلها إلى فرص استثمارية تساهم في دعم الاقتصاد المعرفي ودعم مشاريع الشباب، وتوفير فرص استثمارية للمستثمرين في هذا المجال"، بحسب سليماني.

ففي الوقت الذي يشكّل فيه قطاع النفط ما يقرب من 80% من إيرادات الموازنة، و45% من الناتج المحلي الإجمالي، و90% من عائدات التصدير، تسعى السعودية إلى إعادة هيكلة اقتصادها من مثل هذه المبادرات التي تتماشى حالياً مع "رؤية 2030" الهادفة إلى زيادة الإيرادات غير النفطية، والحدّ من الإنفاق، وتنويع مصادر الثروة الوطنية.

وبالتالي تنشط "سرب" في إطار التوجّه نحو الاعتماد على اقتصاد المعرفة وتوفير فرص العمل للشباب السعودي الذي يشكّل نسبةً كبيرة من السكّان، بحيث تبلغ الفئة العمرية من 25 إلى 54 عاماً ما يقارب 46%، وتصل نسبة بطالة السعوديين الذين تفوق أعمارهم 15 عاماً إلى 11.6% في عام 2016.

تمارس هذه الشبكة دوراً لبناء التواصل بين المستثمرين الأفراد وروّاد الأعمال عبر توفير منصّة إلكترونية، وتمكين المستثمرين وروّاد الأعمال من الاطّلاع على قاعدة البيانات، وإقامة الدورات التدريبية وتنظيم اللقاءات الدورية لعرض الأفكار على المستثمرين. كما تستقدم الصفقات بالشراكة مع مسرّعات وحاضنات أعمال ومراكز ريادة الأعمال في الجامعات.

ويشرح سليماني أنّهم يستثمرون ويشجّعون الشركات في مجالات التكنولوجيا من خلال "إنشاء قناٍة يمكن لأي شاب يمتلك فكرة أو شركة تكنولوجية أن يستفيد منها للحصول على الدعم."

أبرز ما تشهده هذه القناة هي الفعاليات التي تنظّمها "سرب" حيث تعرض الشركات الناشئة أفكارها أمام مجموعةٍ من المستثمرين الأفراد. وفي سياق التأكيد على أهمّية هذه اللقاءات، يشير سليماني إلى أنّ "كريم" تعرّفت على "عنواني" في إحدى هذه الفعاليات، واستحوذت عليها فيما بعد. كما تعرفت شركة "مانجو جازان" Mango Jazan لبيع ثمار المانجا على مستثمرٍ يشتري كلّ ما تنتجه ومهما كانت كميّته.

واليوم، تنعقد أحدث لقاءات "سرب"، بمشاركة 7 شركاتٍ تطلب استثمارات بحدود 10 ملايين ريال سعودي (2.66 مليون دولار أميركي). ويكشف سليماني أنّ مجموع المبيعات الأولية لأغلب هذه الشركات يصل إلى 11 مليون ريال سعودي (حوالي 2.93 مليون دولار أميركي) ولديها ما مجموعه 40 وظيفة. وبعد حصولها على استثمار، يتوقّع وصول فرص العمل التي توفّرها إلى أكثر من 100 وظيفة.

في إحدى لقاءات "سرب" الاستثمارية. (الصورة من "سرب")

ويؤكّد رئيس الشبكة أنّ هذا اللقاء "سيكون من أكبر لقاءات ’سرب‘، حيث سيتم توقيع صفقات جيدة"، لافتاً إلى أنّه سيشارك فيها لأوّل مرّة شركات ناشئة من تركيا ودبي.

لماذا الاستثمار الفردي؟

يرى سليماني أنّ الاستثمار الفردي مهمّ للشركات الناشئة، فهو يتمّ في شركةٍ "من دون تاريخٍ يمكنها أن تنمو بعد سنةٍ أو سنتين. وهذا يؤهّلها للحصول على تمويل إضافيّ من شركات استثمار مخاطر، فتتوسّع وتنمو وتوفّر المزيد من فرص عمل."

كان الاستثمار الفرديّ موضوعاً جديداً في المملكة وجديداً على المستثمرين، ولكنّ هذا تغيّر في السنوات الخمس الماضية، حيث شهدَت تلك الفترة تحسناً ملحوظاً في هذا المجال. وعليه، أخذت "سرب" على عاتقها عملية تثقيف السوق من ناحيتين: المستثمرون، والرياديون.

فيما خصّ المستثمرين، تعقد الشبكة دوراتٍ (أكثر من 4 دورات حتى الآن) ليشرح الخبراء عملية "الاستثمار الفردي وأدواته مثل الأسهم الممتازة والسندات القابلة للتحويل، وطرق مختلفة للتقييم"، على حدّ قول سليماني.

ومن جهةٍ أخرى، تقدّم "سرب" للرياديين دوراتٍ تثقيفية تشرح لهم فيها مبدأ المستثمر الفردي،  وشروط استثماره، والدعم أو العروضات التي يوفرها.

يستفيد من هذه الخدمات ما لا يقلّ عن 20 إلى 30 رائد أعمالٍ في السنة الواحدة، وذلك بعد دراسة الطلبات ومن ثمّ تحويلها على مسارين: الحصول على تدريبٍ للتأهيل للاستثمار مباشرةً، أو التوجّه إلى حاضنة "بادر" لصقل نموذج العمل ومن ثمّ التدريب على الاستثمار.

أمّا الأشخاص الآخرون غير الجاهزين لكلٍّ من المسارين، فيذكر رئيس الشبكة أنّها تقدّم لهم ملاحظات وتوجههم إلى جهاتٍ أخرى مناسبة.

بعد نجاح هذا النوع من اللقاءات، تخطّط "سرب" لتنظيم لقاءَين أو ثلاثة سنوياً، كما ستساعد الشركات التي حصلت على استثمارٍ تأسيسيّ في الحصول على استثمارات لاحقة في مراحل تمويلية متقدّمة عن طريق الشراكات مع شركات رأس المال المخاطر مثل "واعد" و"إتقان" Itqan.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.