English

التواصل هو الأساس لتطوير العلاقة بين المستثمرين والشركات الناشئة

English

التواصل هو الأساس لتطوير العلاقة بين المستثمرين والشركات الناشئة

تطوير البيئة الريادية يحتاج إلى التضحية باستمرار. ولكن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تنمو الشركات الناشئة وتنمو معها شركات الاستثمار المخاطر، لم يصل الطرفان بعد إلى مرحلة التآزر فيما بينهما.

في هذا الإطار، أقامَت "إنديفور الأردن" Endeavor Jordan فعاليتها السنوية الرابعة "ديل ميكرز" Dealmakers، بهدف تحسين العلاقة وإطلاق الحوار بين الشركات الناشئة والمستثمرين المخاطرين حول كيفية تحسين البيئة الريادية في المنطقة بشكلٍ جماعيّ وتعاونيّ.

وبحسب رشا منّاع، مديرة "إنديفور الأردن"، فإنّ "التمويل لا يزال يشكّل تحدّياً كبيراً لروّاد الأعمال، وبالتالي أردنا أن يعالج البرنامج هذا العام مسألة التمويل هذه خلال ورش العمل والكلمات والندوات الحوارية. كما أنّ وجود روّاد أعمالٍ بارزين [في الفعالية] وعرضهم لمسيراتهم الريادية كان مفيداً جدّاً أيضاً"

بالإضافة إلى ذلك، شكّلت الفعالية هذا العام فرصةً لأصحاب الأموال وأصحاب الأعمال الجديدة في المنطقة كي يعرض كلٌّ منهم ما يريده من الطرف الآخر.

علاء السلّال مؤسّس "جملون"، وسيما نجّار مؤسّسة "إي كيف" ekeif.com، وليث زريقات مدير الاستثمار في صندوق "أرزان". (الصور من "إنديفور الأردن")

نجاح طرفٍ يعني نجاح الطرف الآخر

أشار ليث زريقات، مدير الاستثمار في صندوق "أرزان" Arzan VC، في حديثٍ مع "ومضة"، إلى أنّ "منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي منطقة قاسية على الصعد الاقتصادية والثقافية والجغرافية. لطالما كنّا نعتقد أنّه لا يوجد قصص نجاح في المنطقة، أو أنّ المكان لا يتّسع للجميع".

في بيئةٍ رياديةٍ صغيرة كما هي الحال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من الضروريّ أن يعمل المستثمرون المخاطرون معاً لتحسين مصداقية هذه البيئة الحاضنة وتعزيزها.

وقد شدّد على هذا الأمر إلياس إبراهيم، نائب رئيس صندوق الاستثمار المخاطر "آي مينا" iMENA، بالقول إنه "مع بيئةٍ رياديةٍ صغيرةٍ نسبياً إنّما تنمو بسرعةٍ مقارنةً بغيرها من المناطق، من المهمّ أن يُعمَل على تبادل المعرفة بين مختلف الأطراف كما وأن يتشاركوا في عمليات الاستثمار، مثلما فعلَت ’آي مينا‘ مع عدّة شركات استثمار مخاطر في المنطقة".

من جهةٍ أخرى، يمكن للمستثمرين أن يساعدوا بعضهم البعض عبر تبادل ومشاركة قصص النجاح مع نظرائهم على وسائل التواصل الاجتماعيّ الخاصّة بهم. وقال زريقات "إنّك لن تحقّق شيئاً ما لم يحقّق الجميع شيئاً أيضاً".

 
ندوة حوارية حول المخاوف بشأن التمويل شارك فيها مؤسّسو كلٍّ من "طماطم" و"طقس العرب" و"ريزيف أوت" و"جملون"، وأدارها ليث زيقات.

يجب أن تعرف على ماذا توقّع

لم تغِب المصطلحات الاستثمارية عن مختلف جلسات الحوار التي انعقدَت خلال الفعالية، وقد أعرب عددٌ كبيرٌ من روّاد الأعمال عن عدم معرفتهم بهذه المصطلحات.

هذا ما اكّد عليه خليل شديد، مؤسّس "ريزيرف أوت" Reserveout ورئيسها التنفيذي في حلقة نقاشٍ حول جمع التمويل في المنطقة، إذ لفت إلى أنّ "لا أحد منّا يعرف كيف تؤثّر هذه المصطلحات، مثل مصطلح drag along [الذي يعني بالعربية ’الإلزام بالبيع‘]. فلا أحد منّا قد فعل ذلك وكذلك الكثير من نظرائنا في المنطقة أيضاً".

من ناحيةٍ أخرى، كشفت بعض الشركات الناشئة عن اعتقادها بأنّ شركات الاستثمار المخاطر تستخدم هذه المصطلحات، وكذلك التأخير في التوقيع والتأخير في تحويل الأموال، كأداةٍ للتسلّط على الشركات الصغيرة.

وبحسب مدثر شيخة، الشريك المؤسّس لشركة "كريم" Careem، خلال إلقاء كلمته الرئيسية في الفعالية، فإنّ "الكثير من المصطلحات تعني بالنسبة للمستثمرين [في المنطقة] فرضَ مزيدٍ من السيطرة [على الشركات الناشئة]... هذا ما كنتُ أعرفه في بداية الأمر على الأقلّ".

وفي حين قد تصبح المصطلحات المعقّدة أو السيئة عائقاً أمام تسهيل إتمام جولات التمويل اللاحقة مع مستثمرين آخرين في المستقبل، نصح شيخة المستثمرين بألّا يركّزوا على الأمور الصغيرة. وذلك لأنّ المستثمرين المخاطرين سوف يحقّقون الكثير من الأموال أو قد لا يحقّقون شيئاً على الإطلاق، وبالتالي فإنّ الجدال والتأخير في دفع مبالغ صغيرة لا يستحقّ كلّ هذا العناء.

الصدق والانفتاح يسهّلان الأمور على الجميع

رأى حسام حمّو، الرئيس التنفيذي لشركة "طماطم" Tamatem أنّ الصدق والشفافية يمكن أن يساعدا في تجنّب جدالٍ لأشهر مع مستثمرين قد لا يفون بوعودهم في النهاية.

وقال إنّ "الاستثمار بشكلٍ عام يستغرق الكثير من الوقت ولا تعرف ما إذا كنتَ ستحصل على الموافقة أم لا. قد يستمرّ الأمر لأشهر فيما يقولون لك ’نعم سوف نستثمر 100%‘، وسوف تحصل على كامل المبلغ خلال شهرَين‘. ولكن بعد شهرَين، وثلاثة، وأربعة، وستّة، لا شيء يحصل".

من المشاكل الأخرى التي تواجهها هذه العلاقة بين الشركات الناشئة والمستثمرين في المنطقة هي غياب أيّ دعمٍ قانونيٍّ، حسبما أشار علاء السلال مؤسّس "جملون" Jamalon، الذي اقترحَ التعامل مع مستشارٍ قانونيٍّ من الخارج. وعلى سبيل المثال، فإنّ المحامين في وادي السيلكون يفهمون ثقافة الشركات الناشئة وبعضهم يقدّم خدماتٍ بالمجّان إلى حين حصول الشركة على تمويلٍ لها.

ووفقاً للسلال، "لا يوجد أيّ محامٍ في المنطقة قد يقبل العمل من دون مقابل إلى حين إغلاق جولة التمويل. هناك فجوةٌ كبيرةٌ بين أساسيات العمل القانونيّ في وادي السيلكون وتلك في المنطقة".

وليد فزع، الشريك في "ومضة كابيتال"، أثناء لقاء بعض روّاد الأعمال خلال جلسة تشبيك انعقدَت في الفعالية.

عمليات الدمج والاستحواذ

خلال لقاءٍ جمع قرابة 30 مستثمراً مخاطراً من المنطقة، رأى البعض أنّه ينبغي على روّاد الأعمال أن يتنازلوا قليلاً وأن يتعاونوا مع منافسيهم، بهدف تنمية وتعزيز البيئة الريادية وإحداث ثورةٍ في القطاعات التي يعملون فيها.

اعتبر زريقات أنّ "السوق صغيرة وهناك ما يكفي من العقبات فيها، وبالتالي لا أحد يريد أن يواجه منافسةُ غير ضرورية". وأضاف أنّه "مثلما يحتاج روّاد الأعمال إلى الإرشاد حيال أساسيات الشركات الناشئة وتأمين التمويل، يحتاجون الآن إلى إرشادٍ بشأن تنمية وتوسيع الشركات. فالأمر لا يتعلّق فقط بتكبير المكان الذي تعمل فيه ولا حتّى بزيادة عدد العملاء، بل أيضاً باكتساب مزيدٍ من أصحاب المهارات والشركات".

يجب على شركات الاستثمار المخاطر المؤثّرة في المنطقة أن تشجّع الشركات الناشئة المتنافسة على الاندماج كشرطٍ من شروط الاستثمار. ويمكن أن يتمّ ذلك مثلاً مع الشركات الناشئة العاملة في مجال إنشاء محتوى الفيديو العربي على الإنترنت، حيث يمكنها أن تقوم بعمليات اندماج، أو أن تستحوذ إحداها على الأخرى. وهذا ما يمكن أن يُحدِث ثورةً حقيقيةً في عالم التلفزيون ويكسر هيمنة شركات البثّ الكبرى في المنطقة.

الفرق بين وادي السيلكون ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

في وادي السيلكون "يوجد ثقافة لتبادل المعرفة لا نجدها في منطقتنا، والناس هناك يريدون المساعدة من دون أيّ مقابل"، على حدّ تعبير حمّو.

أمّا الأمر الإيجابيّ بحسب الأخير فهو أنّ الأميركيين والأوروبيين لا يدركون بعد أو لا يدركون تماماً الفرص الكامنة في المنطقة، ما يترك مجالاً للشركات الناشئة المحلّيّة لكي تستهدف هذه السوق وتجرّب منتَجاتها فيها ومن ثمّ تتوسّع.

التوسّع إلى بلدان أخرى بالنسبة إلى شركة "جملون" جعلها تعمد إلى توظيف أشخاص ذوي مهاراتٍ في الأردن، بدلاً من فتح مكاتب جديدة في الخليج حيث اليد العاملة أكثر تكلفة، إضافةً إلى أنّ هذا النوع "من خفض التكاليف يحبّه المستثمرون" كما ذكر السلّال.

"نحن ننتقد البيئة الريادية في المنطقة لأنّنا نريدها أن تصبح أفضل... ولأنّنا نريد أن تصبح الأمور أسهل على روّاد الأعمال المقبلين"، قال السلّال.

[الصورة الرئيسية من "بيكسيلز" Pexels.com.]

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.