الشباب الإماراتي يرفع راية التكنولوجيا لتحسين الحياة في دبي
تستقطب البيئة الريادية في الإمارات أعداد كبيرة من الوافدين.
ولا يخفى على أحد أنّ معظم سكان دولة الإمارات هم من الأجانب فحتى العام 2011ولد 88 بالمئة من مجمل السكان، خارج البلاد.
فأين الإماراتيون إذاً؟
عائشة سعيد حارب هي من بين المجيبين على هذا السؤال.
حارب مواطنة إماراتية من دبي أطلقت المؤسسة الاجتماعية "سوشل باندج" Social Bandage، كما اختيرت ضمن مبادرة "المواهب الواعدة" Rising Talent التي أطلقها منتدى المرأة للاقتصاد والمجتمع.
بدأت حارب تستخدم التكنولوجيا لمساعدة الآخرين عندما أطلقت مؤسسة "سوشل باندج". وكانت تبيع القمصان لتمويل مبادرتها الهادفة إلى التبرع بكراسي متحركة. وكانت تسعى من خلال حملتها "قدِّم كرسياً متحركاً" إلى تغيير طريقة التبرّع السائدة بين الشباب في الإمارات.
بعد نجاح حملتها التي قدمت أكثر من 800 كرسي متحرك للمحتاجين في الهند وكينيا والإمارات، وغيرها من المبادرات الخيرية مثل حملة توفير الطعام، قررت حارب التعمق في عالم التكنولوجيا والابتكار والتركيز أكثر على المسؤولية الاجتماعية للشركات.
التحقت حارب بجامعة حمدان بن محمد الذكية HBMSU لنيل درجة الماجستير، وكانت من بين الطلاب الذين عرضوا مشاريعهم في مؤتمر "إبداعات عربية" Innovation Arabia السنوي الذي نظّمته الجامعة في شهر مارس.
عرضت حارب مشروعها القائم على مساعدة الشركات على تتبّع ميزانيتها، بهدف تحديد الظروف المناسبة للاستثمار في مبادرات تفيد المجتمع.
غذاء الفكر
حارب واحدة من بين الكثير من المواطنين الإماراتيين الشباب الذين يستعينون بالتكنولوجيا لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع.
في وقت باتت السمنة مشكلة متفاقمة في الإمارات وأصبحت فورة المطاعم الجديدة إحدى مشاهد التدهور الأكثر شيوعاً في دبي، قد يبعث تطبيق الجوال المجاني "فيتشون" Fittion بصيص أمل، علماً أنه لم ينطلق رسمياً بعد.
يشجِّع التطبيق، الذي صمّمه علي المرزوقي المهتم بالشؤون الصحية، على انتقاء خيارات طعام صحية من خلال إطلاع المستخدمين على عدد السعرات الحرارية التي تحتويها الوجبات في مختلف المطاعم في دبي.
استطلع المرزوقي على آراء الأشخاص الذين جرَّبوا التطبيق في دبي وعلّق قائلاً: "كانت المقابلات مع مستخدمي التطبيق مثمرة؛ فقد أحبوا فكرته لأنهم دائماً ما يرون إعلانات الوجبات السريعة في الشارع ويتمنّون طلب بدائل صحية أكثر، لا سيما خلال أيام العمل".
يتوقع المرزوقي انضمام المزيد من المواطنين الإماراتيين من جيله (دون سن الثلاثين) الساعين إلى إحداث فرق في هذا المجال. "يتعاون عدد كبير من الإماراتيين مع مؤسّسين دوليين لتصميم التطبيقات، وأتوقع أن إرى المزيد من هذا الجيل الجديد"، مستشهداً بأمثلة مثل تطبيق توصيل البقالة "إنستاشوب" Instashop، والشركة الناشئة "طيار" Tayar لأجهزة الاستشعار الذكية.
إماراتيون في خدمة رواد الأعمال
يؤدي كلّ من هشام القرق، الرئيس التنفيذي لمجموعة "سييد جروب" Seed Group، وماجد السويدي، المدير العام لقطاع الإعلام في مجموعة "تيكوم" TECOM، دوراً مهمّاً اًفي تعزيز البيئة الريادية، من خلال الإرشاد والتمويل وإنشاء البنية التحتية المناسبة.
السويدي، الذي يرأس أيضاً مدينة دبي للإنتاج، لمّح إلى انطلاق حاضنتي أعمال جديدتين مثل "إن5" In5 في ربيع 2017. سيخصّص مركزان للشركات الناشئة في "إن5" لرعاية رواد الأعمال الذين ينصبّ تركيزهم على التصميم والإعلام.
وفي تصريح لـ "ومضة"، قال السويدي "إننا ندعم رؤية الحكومة في بناء اقتصاد معرفي قوي. إذا كنت ترغب في تأسيس شركة، فإنّ مركز التصميم في الحاضنة 'إن٥' يمنحك فرصة الحضور والتعرف على أفضل الممارسات لتحقيق هدفك. كما سيمكّنك من إنشاء محتوى صوتي وبصري من خلال الاستعانة بالمنشآت الإعلامية لدينا".
أشار القرق بدوره إلى ضرورة وجود نظام توجيهيّ أقوى في بلده. فقال عن ذلك: لماذا برامج التوجيه غير مستدامة في هذه المنطقة؟ لقد تحدثنا إلى 80 مرشد وقالوا إنهم يريدون الإرشاد لفترة زمنية قصيرة، لبضعة أسابيع أو شهر! فهم مشغولون ولا يريدون الاستثمار بشيء لا مردود مادي له. كما طالبوا بعشرات الآلاف من الدراهم في الساعة مقابل خدماتهم".
ومع ظهور منظّمات مثل "جمعية رواد الأعمال الإماراتيين" في دبي بقيادة رجل الأعمال الإماراتي جاسم البستكي، ومجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل في أبوظبي، قد يكشف المستقبل عن المزيد من قصص النجاح المحلية المتواصلة في الإمارات.
الصورة الرئيسية من جامعة حمدان بن محمد الذكية.