شركة 'قيود' السعودية تريد تسهيل حسابات الشركات الناشئة
يمكن أن تشكلّ الأعمال المحاسبية تحدّياً آخر يضاف إلى التحديات التي تواجه رواد الأعمال أثناء العمل على تطوير شركتهم الناشئة. ولذلك أرادت شركة سعودية ناشئة أخرى المساهمة في تقديم حلّ لهذه المهمة، فكان عليها أن تتخطى تحدّياتٍ خاصّة بها.
تقدّم شركة "قيود" Qoyod (في إشارة إلى "القيود المالية") التي تتّخذ من الرياض مقرّاً لها، برنامجاً محاسبياً مصمّماً لاستخدام رواد الأعمال غير الملمّين بالمحاسبة، ويستهدف الشركات الناشئة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
يعتمد برنامج "قيود" على تكنولوجيا السحابة الإلكترونية، ويعمل على مختلف أنظمة التشغيل متيحاً عدّة خدماتٍ أبرزها إدارة العملاء والمورّدين، وإصدار الفواتير، وتقديم عروض الأسعار.
واجه تحدّياتك أولاً
أطلق عبد الله الدايل شركة "قيود" في أوائل العام 2014، عندما لاحظ أنّ برامج المحاسبة المتوفّرة صعبة على رائد الأعمال الذي يريد إطلاق عملٍ جديد وقد لا يكون ملمّاً بالمحاسبة وإدارة الأعمال.
قرّر الدايل التعاقد مع محاسبين من أجل الاستفادة من خبراتهم في تطوير خدمات "قيود" المحاسبية. غير أنّ بعضهم تمنّعوا عن مساعدته، لأنّهم كانوا قلقين من أنّ تأخذ مثل هذه البرمجيات مكانهم في السوق.
إلاّ أن المؤسّس يؤكّد أنّ "قيود" تنظّم الأعمال المحاسبية البسيطة للشركات الناشئة، و"لا تستبدل أحداً". فهو يرى أنّ منصّته تسهّل عمل المحاسبين وتوفّر سوقاً جديدةً لهم. ويقول إنّها "تُمكنِن حسابات وقيود الشركات الناشئة، وعندما تحتاج هذه الأخيرة إلى محاسب للتدقيق وتحليل الجداول المالية سيكون كلّ شيءٍ مدوّناً رقمياً".
بالإضافة إلى ذلك، تخطّط "قيود" لإطلاق منصّةٍ للربط بين الشركات والمحاسبين في الشهر المقبل، حيث يمكن لهذه الشركات طلب محاسبين مؤهّلين لمساعدتها بدوام كاملٍ أو جزئيّ.
كان الإرشاد أيضاً ضرورياً للفريق الحديث النشأة، فبعدما أنشأ الدايل المنصّة مستعيناً بمطوّرين من خارج السعودية، واجه خطوةً أكثر تعقيداً، إذ لم يكن يعرف مثلاً الوقت الأنسب لتنفيذ بعض القرارات، أو الصيغة الأفضل لتقديم المنتَج: "هل الأنسب لي أن أقدّم منتجي بالمجان ومن ثمّ أبيع بعض المزايا، أو أجعله باشتراك مدفوع؟"
الحلّ كان بالمشاركة في حاضنة أعمال، حيث ساعدته ورش العمل والتدريبات، إضافةً إلى التعرّف إلى روّاد أعمال آخرين وتجاربهم، على توجيه دفّة الشركة وتطوير نموذج عملٍ ملائمٍ، كما يقول.
في انتظار الاستثمار
بعدما بدأ الدايل مسيرته مع "قيود" بتمويل من العائلة، وصل عدد أفراد الفريق داخل الشركة إلى 11 موظفاً حالياً يهتمون بعمليات البرمجة وخدمة العملاء وغيرها من المهام الإدارية، ويعمل 9 منهم بدوام كامل.
لدى "قيود" حالياً 700 مستخدم مسجّل، منهم 200 مستخدم نشط يستفيدون من خدمات الشركة عن طريق ثلاث باقات مقابل اشتراك شهريّ أو سنويّ.
وهذه الباقات هي: باقة مجانية للأعمال المنشأة حديثاً تسمح بإنشاء ما يصل إلى 100 فاتورة مبيعات بمستخدمٍ واحد؛ وباقة للأعمال القائمة تتضمّن عدداً غير محدود من المستخدمين أو الفواتير؛ وباقة للشركات الناشئة التي تعمل في تجارة المنتجات، تتضمّن خدمةً للمحاسبة وتطبيقاً لنقاط البيع يعمل على "ويندوز" Windows ومختلف أنظمة الهواتف المحمولة لتتمكن الشركات من مزامنة جميع العمليات بطريقة فورية.
تنتظر "قيود" منافسة قوية، فالبرامج المحاسبية في السعودية ليست جديدة، وهناك شركات تنشط في هذا المجال منذ زمن وصولاً إلى الحوسبة السحابية، مثل "بحر العرب" Arabsea التي تنتج برنامج "سماك" SMACC، و"دفاتر" Dafater.
ولكن ما يميّز "قيود" بحسب مؤسّسها، هو أنّها تستهدف الشركات الصغيرة التي تحتاج إلى برامج محاسبية سهلة لإدارة نفقاتها وإيراداتها، والعلاقة مع العملاء، إضافة إلى الرواتب والأجور. ويشرح الدايل أنّ "ميزة السهولة تتجلّى مثلاً في أنّه يمكن لرائد أعمال يشارك في معرضٍ ما أن ينزل تطبيق ’قيود‘ على الهاتف ليسجّل مبيعاته ويصدر الفواتير عبر ربط الهاتف بطابعة إلكترونية".
بالإضافة إلى الخدمات الأساسية، تقدّم منصّة "قيود" خدماتٍ مثل إصدار أوامر الشراء، وإدارة المخزون، وخدمة نقاط البيع، وخدمة الربط عن طريق الواجهة البرمجية API. كما تمكّن المستخدم من إصدار التقارير المالية للعمليات المحاسبية، ومعرفة الوضع المالي للشركة في أيّ وقت عن طريق لوحة المتابعة، والتحكّم في مستوى الوصول إلى البيانات والمعلومات.
وفي اللقاء الاستثماري الذي نظّمه برنامج "بادر" Badir لجمع رواد أعمال مع مستثمرين أفراد بهدف مساعدتهم ودعمهم لإيجاد تمويل لمشاريعهم، كانت "قيود" من بين المشاريع التي برزت في الفعالية. ولكن هل ستتمكّن من منافسة اللاعبين الكبار من خلال تخصّصها في سوق محدّدة؟
الصورة الرئيسية من "بيكسيلز".