English

هل يستمع العرب إلى البودكاست؟ [مقابلة]

English

هل يستمع العرب إلى البودكاست؟ [مقابلة]

بلغ عدد البالغين الذين يعرفون معنى مصطلح التسجيلات الصوتية (البودكاست) في العام 2006، 22% فقط. ولكن ارتفعت النسبة في العام 2017 لتصل إلى 60%، ما يُشير إلى زيادة شعبية التسجيلات الصوتية. في العام نفسه استمع 40% من السكان في الولايات المتحدة إلى البودكاست، في وقت يتوقع ارتفاع عائدات الإعلانات المنشورة على التسجيلات الصوتية في نهاية العام الحالي إلى220 مليون دولار أي بمعدل نمو سنوي يبلغ 85%.  

ولكن على عكس ازدهار القطاع في الولايات المُتحدة، لا يزال البودكاست في المنطقة العربية في مرحلة الحضانة، بحيث أنّ ملامح السوق وخصائص المُستمع العربي ونماذج جني الربح  لا تزال غير واضحة يصعب قراءتها أو تحليلها.

ولكن بالرغم من ذلك يبدو أن هنالك فرص كثيرة للمنتجين والناشرين المهتمين بالقطاع ونجد أن عدد التسجيلات الصوتية التي يتم إنتاجها في المنطقة العربية في تزايد من بينها "علم إف إم"، "كيرنينغ كالتشيرز" Kerning Cultures، "فيمينا" FeMENA، و"إحكي يا مصر".

للإجابة على الأسئلة الكثيرة المُتعلقة بمستقبل القطاع في المنطقة، أجرينا مُقابلة مع رمزي تيسديل، الشريك التنفيذي لمنصة "صوت".

تأسست "صوت" في العام 2013 كمنصة اجتماعية قائمة على مُشاركات صوتية ولكن قبل عام تقريباً أصبحت منصة للبودكاست تنتج وتجمع التسجيلات الصوتية التي تعنى بالمنطقة العربية وخاصة الناطقة باللغة العربية.

بالإضافة إلى "صوت" ساهم تيسدال في تأسيس مجلة "حبر" الإلكترونية الأردنية، وهو مُهتم بتوظيف المحتوى السمعي للسرد القصصي ويتطلع إلى العمل على مشروع لتوثيق التاريخ شفهيّاً.

"ومضة": لاقت التسجيلات الصوتية في البلدان الغربية إقبالا كبيراً ولكن يبدو أن المنطقة العربية لا تزال بعيدة عن الرادار في هذا المجال. ما هو السبب برأيك وما هو تقييمك لسوق "البودكاست" في العالم العربي؟

تيسديل: أعتقد أن المنطقة العربية خصبة لتلقي البودكاست، ولكن لا يزال الإقبال على هذا المحتوى منخفضاً نسبياً، إلا أننا نرى تزايداً في إنتاج المحتوى الموجّه إلى جمهور عربي. لذلك أعتقد أننا ما زلنا في بداية ترقب نمط جديد خاصة وأن الراديو لا يزال يصل إلى عدد كبير من سكان المنطقة [ما يعني أنه لا يزال جمهور الإعلام المسموع واسعاً]. يذكرني مشهد البودكاست اليوم بمشهد التدوين الذي ازدهر في العام 2005.

رمزي تيسديل (الصورة من رمزي تيسديل)

"ومضة": ما الأنماط التي تُلاحظها في التسجيلات الصوتية التي انتشرت مؤخراً في المنطقة؟

تيسديل: مُعظم التسجيلات الصوتية التي يتم إنتاجها حالياً هي عبارة عن برامج حوارية لا تتطلب الكثير من المونتاج وغالباً ما تناقش مواضيع مُعينة مثل ألعاب الفيديو على سبيل المثال. في المقابل يوجد بعض التسجيلات السردية التي تُرّكز على القصة كعنصر أساسي لتحديد كيفية سير الحلقة والمونتاج بطريقة منطقية ومثيرة. يجذب هذا النوع من التسجيلات جمهوراً أوسع ولكن إنتاجه أصعب من التسجيلات الحوارية بسبب الترتيب المُسبق لكتابة النص وإعداد الحلقات.

"ومضة": كيف تختلف التسجيلات الصوتية عن الوسائط الإعلامية الأخرى؟

تيسديل: أعتقد أن استهلاك التسجيلات الصوتية يتطلب انتباها وتركيزاً أكبر من قبل المُستمع مُقارنة بالقنوات الأخرى. ولكن بالنسبة إلينا هذا يعني أنّ المستمعين موجودون على منصتنا بكامل إدراكهم ووعيهم ما يجعلهم أكثر قيمة للإعلانات أو وسائل جني الربح الأخرى. فرغم قلّة عدد المستمعين إلّا أنّ قيمتهم كبيرة.

"ومضة": من برأيك يصلح لأن يكون ناشراً للتسجيلات الصوتية في المنطقة؟

تيسديل: الناشرون الذين يمكنهم الالتحاق بالمجال بسهولة هم الإذاعات. أعتقد أيضاً أنه من الجيد أن ينضم لاعب كبير إلى القطاع فذلك سيحفّز ناشرين آخرين. يبدو أن قناة "الجزيرة" مهتمة بذلك فهي تختبر بالتسجيلات الصوتية منذ مدة.  الحلقة الأولى من البودكاست الأردني "عيب" الذي تنتجه "صوت" والذي يعالج محرّمات اجتماعية في المجتمع العربي.

"ومضة": تتلقى "صوت" تمويلا من "المؤسسة الأوروبية من أجل الديموقراطية" ولكن هل فكرتم بخيارات أكثر استدامة؟

تيسديل: تعاني مُعظم الشركات من هذه المشكلة لا سيما المؤسسات الإعلامية في العالم العربي. بالنسبة إلى "صوت" نحن نطمح أن نوسع من جمهورنا عن طريق إنتاج برنامج يستقطب العديد من المستمعين إلى برامجنا الأخرى وموقعنا الإلكتروني. إضافة إلى ذلك نحن نعمل مع مؤسسات أخرى كمؤسسة "أطباء بلا حدود" على سبيل المثال لإنتاج تسجيلات عربية خاصة بها. كما ونطمح إلى العمل مع مؤسسات إعلامية أخرى لتطوير محتوى عربي عالي الجودة فعلى سبيل المثال يُمكننا أن نتعاقد مع "بي بي سي" العربية أو "الجزيرة" لبناء تسجيلات صوتية لهم.

 "ومضة": ما رأيك بجني الربح من الإعلانات؟

تيسديل: شخصياً لا أجد في الإعلانات نموذجاً ناجحاً لجني الربح خاصة في الوضع الراهن في المنطقة العربية لا سيما للمؤسسات الصغيرة. أعتقد أن التركيز على جمهور مُحدد مُستعد أن يشتري تسجيلات صوتية عالية الجودة سيعود علينا بربح أكثر استدامة.

"ومضة": ما هي التحديات التي تواجهونها؟
تيسديل: تعتبر التسجيلات الصوتية حديثة نسبيا ولذلك يتطلب استقطاب الجمهور جهدا كبيراً ولكن في الحقيقة نحن متفاجئون من تفاعل المستمعين معنا. أما العائق الآخر فهو إيجاد الصحافيين المهتمين في إنتاج محتوى لا يزال جديداً على الساحة.

توضيح: كاتبة هذه المقالة تعمل مع "صوت" كمنتجة للبودكاست.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.