English

ماذا يعني هبوط العملة التركية للشركات الناشئة المحلية؟

English

ماذا يعني هبوط العملة التركية للشركات الناشئة المحلية؟
الصورة عبر بيكسيلز Pexels

كما طالعتنا الأخبار مؤخراً، فقد شهدت الليرة التركية هبوطاً قياسياً. ففي وقت كتابة هذا المقال، انخفضت قيمة الليرة التركية إلى 4.57 ليرة مقابل الدولار الأميركي، لتخسر بذلك أكثر من خمس قيمتها هذا العام، بحسب وكالة بي سي سي للأنباء.

لا توجد أي بيانات اقتصادية تبرر بوضوح انخفاض قيمة الليرة، ولكن، أحد مصادر صحيفة «بيزنس تايمز Business Times» ذكر أن هذا التدني يعود إلى أساليب التخمين والمضاربة قبل فترة الانتخابات في شهر يونيو والتي تسعى إلى إعطاء صورة سلبية عن الاقتصاد.

ويحمل هذا الهبوط في العملة دلالات مختلفة إلى مختلف الكيانات؛ فيما يتعلق بالشركات التي يمتد نشاط عملياتها إلى خارج البلد المعني، قد يكون لتعثر الليرة آثار إيجابية عليها. على سبيل المثال، تحقق «إنسايدر Insider»، وهي منصة لإدارة النمو يقع مقرها في تركيا، معظم أرباحها من دول أخرى في آسيا والمحيط الهادئ، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأوروبا. تقول هاندي تشيلينجير، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة إنسايدر: «إن قاعدة إيراداتنا بالدولار لكن قاعدة التكلفة لدينا بالليرة التركية. فتأثرت إنسايدر بصورة إيجابية، لكننا نأمل أن يتوقف انخفاض قيمة العملة قريباً».

استفادت أيضاً من هبوط الليرة شركة «مودانيسا Modanisa» (موضة النساء باللغة التركية)، وهي منصة لبيع الملابس النسائية بالتجزئة على الإنترنت. هذا المتجر الإلكتروني لديه مستخدمين نشطين يصل متوسط عددهم إلى 1.5 مليون مستخدم من 75 دولة في أوروبا والشرق الأوسط، أغلبهم من السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة. معظم إيرادات الشركة بالدولار واليورو بينما قاعدة التكلفة بالليرة التركية، وفقاً لمؤسس الشركة كريم توري.

يوضح توري قائلاً «إذا كنت تُصنِّع وتنتج محلياً بعملة منخفضة وتبيع على المستوى العالمي، عندها يمكنك الاستفادة من هبوط العملة. أعتقد، أن العملة المنخفضة وهوامش السوق المحلية الأقل ستدفع الشركات الناشئة في التفكير للانطلاق عالمياً وستساعدهم في الخروج من منطقة الراحة». ويختتم باختصار: «نحن قطعياً مستفيدون من هبوط العملة».

قد تكون هذه فترة حرجة للبلد وروّاد الأعمال المحليين، ولكننا نراها بالتأكيد إشارة للبدء بالتفكير في الانطلاقة العالمية. والفرصة متاحة أيضاً للمستثمرين الذين يبحثون عن فرصٍ استثمارية في تركيا. ينصحهم توري بالتحلي بالصبر والتفكير حالياً في مؤسسات وشركات التصدير الناشئة التي لا تُدار عملياتها في البلد بشكل حصري.

يقول توري مطمئناً: «في هذه الفترة، يمكن أن تتذبذب المبيعات ارتفاعاً وانخفاضاً، وما عليكم سوى التحلي بالصبر والانتظار. عاجلا أو آجلا سينتهي هذا التذبذب وسيعود السوق إلى وضعه الطبيعي». كما أضاف قائلاً إن فقدان العملة لقيمتها ليس بالأمر الجديد عليهم. «سبق أن عانينا من هبوط العملة، ونحن معتادون على الأمر. لا تُعتبر هذه صدمة كبيرة لروّاد الأعمال. فقد حدث ذلك في عام 2001، وعام 2004، وهو ليس أمراً عادياً لكنه أصبح نمط وطبيعة الحياة. فأحياناً تتلقى الهزائم وأحياناً أخرى تنعم بالانتصارات».

إفصاح: استثمرت ومضة كابيتال في كل من إنسايدر ومودانيسا.

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.