English

الفرص السانحة للشركات الناشئة في قطاع الطاقة

English

الفرص السانحة للشركات الناشئة في قطاع الطاقة
Image courtesy of Shutterstock

تتجلى بوضوح الحاجة إلى شبكات طاقة مستقرة في منقطة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويمثل الطلب المتزايد ضرورة وفرصة في السوق. ووفقًا لتقرير مؤسسة فريدريش إيبرت، فمن المتوقع أن تشهد المنطقة زيادة في معدلات استهلاكها الحالي للكهرباء بواقع 70% بحلول 2035. وعلى التوازي، تلعب ريادة الأعمال دورًا ملحوظًا في الاستفادة من القيود البيئية وتحويلها إلى فرص مواتية للحصول على مصادر للطاقة المتجددة والنظيفة وذلك في ظل توفير الشركات الناشئة فرصًا لاختبار الأفكار الجديدة في هذا المجال.

وخلال مؤتمر الطاقة العالمي المنعقد الأسبوع الماضي، تصدرت الشركات الناشئة المنصة لفوزهم في مسابقة الشركات الناشئة لتحويل الطاقة المنعقدة لمناقشة سبل التغلب على أهم التحديات العالمية التي تواجه مجال الطاقة وذلك من خلال ريادة الأعمال والابتكار وكذلك العقبات التي تواجههم خلال مسيرتهم.

وشهدت منطقة دول التعاون الخليجي انعقاد مؤتمر الطاقة العالمي لأول مرة الذي نجح في استقطاب كبرى الشركات في مجال الطاقة إضافة إلى المستثمرين وصناع القرار وقادة الفكر والأهم من ذلك الشركات الناشئة. وفي ضوء التفكر في مستقبل الطاقة، استعرضت الفعالية الأفكار المبتكرة عن الاستدامة ومصادر الطاقة المتجددة والمركبات التي تعمل بالطاقة النووية والكهرباء.

وتناولت إحدى حلقات النقاش الدور الذي يلعبه رواد الأعمال في تخطي العقبات في قطاع الطاقة والتغلب على تحديات الأعمال التي عادة ما تواجه شركات الطاقة على صعيد العالم أسره وذلك من منطلق رؤية جديدة.

وشكل قصور الوعي بالإمكانيات السوقية الضخمة لمجال الطاقة والحاجة إلى البدء في تطبيق المعرفة الفنية للشركات الناشئة في الأسواق المتقدمة بعض التحديات التي واجهت ديفين ناباويسي المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة ديفين بامبو ومقرها أوغندا خلال رحلتها في إقامة مشروعها الذي يستهدف الزراعة المستدامة لنبات البامبو السريع النمو لبيع وإنتاج الفحم النظيف وقوالب الفحم الحجري.

وعلقت ناباويسي قائلة "أسهم الاعتراف الدولي بجهودنا في إكسابنا المصداقية واجتذاب الشركاء المناسبين كما ساعدنا الانتشار عبر وسائل التسويق والتواصل الاجتماعي في التواصل مع الجهات المعنية وخلق الإمكانيات".

وتتمثل أهم التحديات بالنسبة لتوماس تشروميتسكا رئيس إدارة الإستراتيجيات في شركة إينابتر ومقرها ألمانيا التي تعمل على تصميم وتصنيع مولدات الهيدروجين العالية الكفاءة في التوسع في حجم الأعمال وضمان غزارة الإنتاج في وقت قياسي لمواكبة الإمكانيات المتزايدة التي تظهر.

ويذكر أندريا كولمان الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الألمانية (دينا) قائلًا "هناك سوق ضخم للشركات الناشئة (في قطاع الطاقة) ونشهد طرح العديد من المبادرات الجديدة. وتواجه الشركات الناشئة الصغيرة تحديات أكبر للدخول في هذا المجال". وأكد قائلًا وعلى المؤسسات الحرص على عدم إهدار وقت الشركات الناشئة في كثير من الإجراءات وعليهم الاعتراف بأن هذه الشركات الناشئة شركات واعدة وبضرورة توافر أسباب معقولة وراء هذه المناقشات المطولة وسرعة اتخاذ الإجراءات".

ومن وجهة النظر الريادية، يطرح قطاع الطاقة العديد من الفرص لخلق قيم جديدة. وعلاوة على ذلك، يزداد الاحتفاء بريادة الأعمال بوصفها أحد سبل التغلب على المشكلات البيئية من خلال طرح حلولًا مبتكرة للطاقة.

وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، أسهمت السياسات الحكومية وحماسة المؤسسات الخاصة في خلق بيئة مواتية للابتكار وريادة الأعمال. وخصصت حكومات دول التعاون الخليجي صناديق بميزانيات ضخمة ومؤسسات لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وذلك في سبيل تعزيز النظام البيئي لريادة الأعمال إضافة إلى توعية القوى العاملة بالتقنيات الجديدة المبتكرة والكاسحة.

ولطالما كان يُنظر للطلب المتزايد على كفاءة الطاقة في دول التعاون الخليجي على أنه استجابة للطلب المتزايد على الطاقة وبأنه قوة اقتصادية تتوافق مع الأهداف الاستراتيجية للخطط الحكومية المستقبلية مثل رؤية الإمارات 2021 ورؤية المملكة العربية السعودية 2030.

وبرغم الاعتراف بالنظام البيئي لريادة الأعمال والدعم الذي يتلقاه، فإنه ما زال في طور نموه وتواجه الشركات الناشئة القليلة التي خاضت هذا المجال عددًا من التحديات مثل كبر حجم شركات الطاقة الأمر الذي يفرض عليها التعامل مع الكثير والكثير من صناع القرار.

ومع ذلك، تساعد الرقمنة الشركات الأصغر في التغلب على تحديات دخول السوق، وأسهم المنهج الرقمي للتفكير في المستقبل الذي تبنته بعض شركات الطاقة في تحسين فرص الوصول لهذه الشركات حيث يبدأ الطرفان في الاعتراف بمزايا تطبيق تقنيات بعينها على عملياتهم.

وخطت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خطوات أكبر نحو تضمين الابتكار وريادة الأعمال في عملياتها. وعلق معالي الدكتور سلطان الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومجموعة شركاتها خلال آخر دورات معرض ومؤتمر أبو ظبي الدولي للبترول بقوله "على الشركات الاستفادة من أحدث التقنيات".

هذا وقد وقعت الشركة مذكرة تفاهم مع صندوق خليفة لتطوير المشروعات في مطلع هذا العام وذلك في سبيل تعزيز ريادة الأعمال بين موظفيها الراغبين في تعزيز مهاراتهم وتوسيع معارفهم في قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة. كما ساندت أدنوك قبلًا كل من شركة "باند.إيه إي" الناشئة التي تعمل في بناء روبوتات التحاور الذكية لمساعدة الشركات على تحسين معدلات تحويل زوار الموقع إلى عملاء وكذلك شركة "إيه آي إم ليدج" التي تعمل على تمكين العملاء من تطوير ونشر حلول التعلم المتعمقة والمصممة خصيصاً بسهولة. وفازت كلتا الشركتين بجائزة "ستارت أيه دي" منصة الابتكار وريادة الأعمال في مجال الذكاء الصناعي ضمن برنامجها مُسرع الأعمال لإطلاق المشروعات الذي أطلقته العام الماضي.

وحسب المهندس مروان بن حيدر النائب التنفيذي للرئيس – قطاع الابتكار والمستقبل في هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا)، نستهدف توفير 75% من إجمالي الطاقة في دبي من مصادر الطاقة النظيفة وبأن تصبح دبي المدينة الأقل في البصمة الكربونية على مستوى العالم وذلك بحلول عام 2050.

وعلق حيدر بقوله "بعد إطلاق مبادرة "دبي×10" الأمر الذي حدا بالهيئات الحكومية إلى إحداث تغيير شامل في الصناعات والسياسات والتشريعات، فأطلقنا المنصة الرقمية لهيئة كهرباء ومياه دبي التي تتمحور حول خدمات تخزين الطاقة الشمسية والذكاء الصناعي والخدمات الرقمية. كما أدركنا حاجتنا إلى التعاون مع الشركات الناشئة. وفي إطار ذلك واجهنا العديد من الصعاب على الصعيدين الداخلي والخارجي، وبرغم هذا كان علينا القيام ببعض الاستثناءات لوضع هذه الشراكات موضع التنفيذ.

وأضاف قائلًا "علينا احتواء الشركات الناشئة والتأكد من إقامة المشروعات التجريبية على نحو لا يؤثر على سير الأعمال. ومن جهة أخرى، يتعين على الشركات الناشئة التركيز على سبل تذليل العقبات وتحويلها إلى فرص مواتية فالحماسة وحدها لا تحقق زيادة في الأرباح.

وأكد المهندس حيدر على أن الثورة الصناعية الرابعة هي الوسيلة وليست الغاية مع تأكيده على أهمية العمل سعيًا لتحقيق هدف.

"يتبنى بعض رواد الأعمال الذكاء الصناعي بغية عرض التقنيات دون طرح منتجات جديدة. ويكمن جوهر الأمر في ما إذا أسهموا في توفير مصادر مستدامة للجيل التالي من عدمه."

ويرى هورنباك أنه وبرغم أهمية الابتكار والأفكار الكاسحة، فإنه "يتعين علينا الخروج من هذه الفقاعة ومناقشة التحديات ذات الصلة والمشكلات الأكبر لإرساء مزيد من التعاون بين المبتكرين من جانب والمستثمرين القادرين على خوض المخاطر وتكييف التقنيات لتحويل التحديات التي تواجه مجال الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى فرص مواتية وبأن التأثير الذي قد تحدثه الشركات الناشئة في هذا المجال هو السبيل للمضي قدمًا.

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.