English

لماذا أطلقت جوجل مسرعة أعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

English

لماذا أطلقت جوجل مسرعة أعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
Salim Abid

أعلنت Google خلال شهر أكتوبر الماضي عن إطلاق مسرّعة مدتها ثلاثة أشهر للشركات الناشئة في المنطقة كجزء هام من ضمن برنامجها الإقليمي الذي يهدف إلى تسريع عجلة الانتعاش الاقتصادي عبر توفير التدريبات والأدوات الرقمية والمنح المالية. ومع اختيار الشركة مؤخرًا للمشاركين في الإصدار الأول من «مسرّعة Google للأعمال الناشئة»، يوضح سليم عبيد، المسؤول الإقليمي لعلاقات المطوّرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في Google في هذا المقال الأسباب التي دفعت الشركة لإطلاق المسرعة في المنطقة وما الذي تأمل بإحرازه من خلالها.

ليس هناك خلاف على أن أحداث العام الماضي قد سرّعت من التحول إلى اعتماد التقنيات الرقمية. وخلال فترة الإغلاق، تحوّلت الأدوات الرقمية إلى شريان حياة للشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على اختلاف أحجامها، فقد أتاحت لها مواصلة العمل والتواصل مع عملائها في فترة إغلاق مكاتبها ومرافقها.

ومع تسارع وتيرة تعافي الاقتصادات المحلية ومواصلة رحلتها نحو التحول الرقمي، برزت فرص كثيرة للاستفادة من الابتكارات التقنية التي سوف تساهم في نهاية المطاف بتوليد مزيد من الوظائف على المدى الطويل وفي الحفاظ على بيئة عمل مستدامة. ووفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي، يساهم قطاعا الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة مجتمعان بنسبة تصل إلى 40% من الناتج المحلي الإجمالي، ويوفّران ما يصل إلى 50% من وظائف القطاع الخاص في المنطقة.

تحتضن منطقتنا العديد من أصحاب الأعمال المحليين الذين نجحوا في تقديم حلول مبتكرة للمشكلات الاجتماعية غير المتوقعة التي فرضها الوباء. وامتدت هذه الحلول لتشمل مجالات التعليم والرعاية الصحية والتجارة الإلكترونية والتكنولوجيا المالية وغير ذلك. ومن هنا، نحن سعداء بإطلاق المجموعة الأولى من برنامج «مسرّعة Google للأعمال الناشئة» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث نأمل بالمساهمة في ربط أصحاب الأعمال بمجتمع صناعة التكنولوجيا الأوسع ودعمهم بالمهارات والموارد الإضافية اللازمة للمضي قدمًا في تنفيذ أفكارهم وتوسيع نطاق حلولهم عبر توظيف التقنيات المتقدمة مثل تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي.

نأمل بأن نكون شريكًا رئيسيًا للشركات الناشئة في كل مرحلة من مراحل العمل، سواء كانت شركة جديدة لديها فكرة ترغب بإنجازها أو شركة قائمة بالفعل وترغب بتوسيع نطاق عملها. فمن خلال مشاركة أفضل الممارسات في مجال الابتكار، وتقديم فرص للشركات الجديدة للتعلم، والحصول على الإرشاد والتوجيه، وكذلك على التمويل، يمكننا فتح الباب أمام منظومة الشركات الناشئة المحلية على مزيد من الفرص. ونسعى إلى تحقيق ذلك بثلاثة طرق:

تقديم الإرشاد في المجالين التجاري والتقني

أعلنّا الأسبوع الماضي عن الشركات التقنية الناشئة التي استفادت من برنامج «مسرّعة Google للأعمال الناشئة» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي حصلت تمويل أولي لمشاريعها، وهذه الشركات هي أبواب وCarers  وViaVii من الأردن وشفاء من مصر، وDabchy من تونس، وDesignhubz ولمسة و360VUZ من الإمارات، وليندو من المملكة العربية السعودية، ونَفس من سلطنة عمان.

ستنظم Google جلسات إرشادية في التسويق الرقمي وتصميم المنتجات وتجربة المستخدم (UX) وتعلّم الآلة ومنصة Firebase، فضلًا عن مهارات اكتساب العملاء وتطوير المهارات القيادية. كما يهدف البرنامج إلى دعم الشركات الناشئة في حلّ تحدياتها التقنية باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. من خلال الجلسات الافتراضية، سيحصل أصحاب الأعمال على تدريب خاص مصمم لتجهيز المشاركين لتقديم العروض للمستثمرين في غضون بضعة أشهر.

دعم التنويع في منظومة أعمال الشركات الناشئة

حين يشارك الجميع في صنع الابتكارات التقنية، تصبح بلا شك مناسبة للجميع. على الرغم من أن 14% فقط من استثمارات الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تذهب إلى الشركات التي تقودها النساء، وفقًا لأحدث استطلاع أجرته "عرب نت" ومؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بدأت العديد من الدول العربية في إدراك التأثير المستدام الذي يمكن أن يجلبه التنوع في المواهب على الاقتصاد المحلي.

ونحن أيضًا مسؤولون عن المساهمة في هذا التغيير. فمن خلال برامجنا، نهدف إلى دعم المؤسسين على اختلاف خلفياتهم وخبراتهم. حيث تنحدر الشركات العشر الناشئة التي حصلت على التمويل الأولي من ست دول عربية من شمال أفريقيا إلى الخليج والمشرق العربي، أربعة منها تقودها نساء، وتمثل قطاعات الرعاية الصحية والسفر والتعليم والتكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية. كما يدير البرنامج أكثر من 100 مشرف، 50% منهم من Google، والنصف الآخر يشمل خبراء مطورين من Google وروّاد أعمال من مجتمع الشركات الناشئة.

مساعدة الشركات الناشئة في الحصول على التمويل

في نهاية البرنامج، ستنضم الشركات العشر الناشئة إلى "Google Demo Day" حيث ستقدم عروضها مباشرةً وتتواصل مع المستثمرين النشطين لتنمية أعمالها وتسريعها. وقد تمكّنت العديد من الشركات الناشئة التي قدمت عروضها خلال السنوات السابقة حول العالم من الحصول على التمويل، وتمّ الاستحواذ على بعض منها من قبل شركات عالمية.

نحن سعداء بإطلاق المجموعة الأولى من البرنامج. لقد تم تقديم أكثر من 500 طلب من جميع دول المنطقة، واستجابة لهذا الإقبال الكبير، نأمل أن نطلق مجموعتنا الثانية في وقت لاحق من هذا العام. نحن ملتزمون بمواصلة دعم مجتمع الشركات الناشئة المحلي، التي تعتبر القوة الدافعة للتحول الرقمي، من خلال تزويدهم بأحدث المهارات الرقمية لمواجهة التحديات الكبيرة.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.