لماذا تعتبر Mumzworld قصة نجاح ملهمة في المنطقة العربية؟
تعتبر قصة Mumzworld انتصارا لشركات التجارة الإلكترونية الناشئة في قطاع ريادة الأعمال في المنطقة العربية. كانت رحلة المؤسستين - منى عطايا ولينا خليل، فريدة من نوعها. فكلتاهما رائدة أعمال استثنائية، وأما تبني مشروعًا تجاريًا ملهماً.
تأسست Mumzworld منذ أكثر من 10 سنوات، وبالطبع واجهت مؤسساتها كل التحديات التي يمكن أن تواجهها شركة ناشئة في وقت لم يكن قطاع ريادة الأعمال مزدهرا كما هو الحال الآن، وكان في مقدمة تلك التحديات الحصول على التمويل، وخسارة المؤسسين الأوائل، فضلا عن المنافسة الشديدة من شركات التجارية الإلكترونية الكبرى مثل امازون ونون، وكذلك القدرة على بناء منصة للتجارة الالكترونية عابرة للحدود رغم المعوقات التنظيمية والبيروقراطية.
كان إعلان الشركة دمجها مع مجموعة تمر في المملكة العربية السعودية بمثابة إيذان ببداية مرحلة جديدة لقطاع التكنولوجيا وريادة الأعمال في منطقتنا العربية، حيث ستمكن هذه الخطوة الشركات العائلية من دخول معترك التكنولوجيا الرقمية من خلال الاستحواذ على الشركات الناشئة سعياً منهم لتنمية شركاتهم رقيماً والتوسع في سوق التجارة الإلكترونية.
تهيمن الشركات العائلية على المنطقة، فهي محرك النشاط الاقتصادي، لكنها لم تتحرك بعد بشكل ملحوظ في المشهد التكنولوجيا الرقمية، هذا باستثناء بعض النماذج البارزة، مثل مجموعة تمر وشلهوب والطاير، وماجد الفطيم.
من خلال التعاون والاستثمار في تلك الشركات التكنولوجية الناشئة، ستتمكن الشركات العائلية من إحداث تغيراً جذرياً على الاقتصادات الإقليمية، وإن لم يحدث ذلك، فهذا دليل على أنها لم تتعلم الدروس المستفادة من أزمة تفشي وباء كورونا.
إن الشركات العائلية الآن أمام خياران، أولهما الاستثمار في التكنولوجيا للاستفادة من التحويل الرقمي في تنمية أعمالهم، وثانيهما الاستثمار في الشركات الناشئة الموجودة بالفعل، أو الإستحواذ عليهم. فتلك الشراكات ستمكنهم من جذب مواهب جديدة وتيسر عليهم مواكبة التطور التكنولوجي وبالتالي زيادة حصتهم السوقية. وبالفعل، يعج المشهد الرقمي بالعديد من الشركات الناشئة الناجحة التي استطاعت بناء قاعدة عملاء مخلصين، كما تمكنت من صقل تقنياتهم وتعميق فهمهم للسوق. وعليه فإن هذه الشركات الناشئة تمثل فرص استحواذ وشراكة مثمرة.
تساهم عمليات الاستحواذ، كتلك التي تقودها الشركات العائلية، في الحفاظ على "محلية" علامتهم التجارية وزيادة ازدهارها وتعزيز الثقة في في سائر الشركات العربية الأخرى، مما سيؤدي بالضرورة إلى النهوض ببيئة ريادة الأعمال الإقليمية. و سيمكن أيضاً رواد الأعمال في الاستمرار في بناء أعمالهم بدعم من الشركات العائلية والاستفادة من خبراتهم وبنيتهم التحتية. من المهم الإشارة إلى أن خبرات هؤلاء المؤسسين تستمر في إثراء قطاع ريادة الأعمال فهي مصدر إلهام لرواد الأعمال الآخرين وتمثل عامل مساعد لهم.
عندما استثمرت "ومضة" في Mumzworld، أحببنا الفريق وقدرته على البناء وتنمية الأعمال في هذا السوق المتخصص لمنتجات الأم والطفل. شهدت ومضة مجهودات المؤسسين في بناء الفريق، وصمودهم في مواصلة العمل والنهوض به حتى في أسوأ فترات الجائحة.