English

التكنولوجيا ودورها في تسريع وتيرة تحول التعليم

English

التكنولوجيا ودورها في تسريع وتيرة تحول التعليم

بقلم برندان فاينر، مدير قسم التسويق واستقطاب الطلاب في جامعة ولونغونغ بدبي

لا شك أن وباء كوفيد-19 أحدث تغيراً جذرياً في جميع نواحي حياتنا. وفي حين ما زال الوباء ينتشر ويتوسع في أنحاء متفرقة من العالم، شهد قطاع التعليم تحولات دراماتيكية وما زال خاضعاً للتطور. ومن وجهة نظر أكاديمية، أدت إجراءات التباعد الاجتماعي إلى ضرورة قيام المؤسسات التعليمية بالتحول بسرعة من طرق التدريس والتفاعل التقليدية بين الطلاب والمدرّسين إلى الوسائل الرقمية الجديدة. ووفق منظمة اليونسكو، تأثر 91% من الطلاب في أنحاء العالم بتداعيات فيروس كورونا. 

لكن رغم التحديات التي تواجه الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى، يشكل الوباء فرصة فريدة لتطوير عملية التعليم من خلال تسخير الأدوات والموارد التي لم يستفد منها المدرسون قبل الآن. وقد اضطرت المؤسسات محلياً وعالمياً إلى تعزيز جهودها لإحداث تحول رقمي في استراتيجياتها وطرقها بهدف ضمان سلاسة الصفوف التعليمية عبر الإنترنت. ومن المتوقع أن تستمر هذه الأدوات والطرق في دعم الجهود الرامية إلى تعزيز جاهزية قطاع التعليم مستقبلا.

بروز تكنولوجيا التعليم

تختلف الصفوف الدراسية المعاصرة بشكل جذري عن تلك التي كانت سائدة قبل عامين فقط، ومن المتوقع أن تشهد تلك الصفوف تغيرات أخرى في المستقبل، وذلك لأن تكنولوجيا التعليم المتقدمة تستمر في إحداث تغييرات كبيرة وتسهم في تعزيز عملية التعليم. وتساعد أدوات تكنولوجيا التعليم على توفير تجارب تعلم أكثر فعالية وشمولية وتخصيصاً للطلاب أثناء تفشي الوباء. 

لقد برزت تكنولوجيا التعليم لأنها تساعد على تغيير طرق التعلم التقليدية من خلال تسخير التكنولوجيا الحديثة لنشر التعليم في كل مكان. وأطلقت حكومات دول مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات الأخيرة، مبادرات عدة لتأسيس اقتصاد معرفي، حيث تولي هذه المبادرات الأولوية للفرص المتاحة للشباب الذين يشكلون غالبية السكان، وتشجع الاعتماد على تكنولوجيا التعليم في المدى البعيد. ووفقاً لـبنك الاستثمار "ألبن كابيتال" فإن العدد الإجمالي للطلاب في منطقة الخليج، بما في ذلك طلاب المداس والجامعات، يتوقع أن يبلغ 4.5 ملايين طالبا وطالبة في عام 2022. 

ويتمتع طلاب الجامعات اليوم بقدرة على استخدام الوسائل الرقمية والاستفادة من التطبيقات لإكمال مهامهم اليومية بسهولة ويسر. وفي حين قد تكون تكنولوجيا التعليم مجالاً قابلاً للنمو، فإن نتائجها المحتملة على هؤلاء الطلاب هي نتائج كبيرة وواسعة جداً لأنها تؤدي دوراً هاماً في ضمان اكتساب الطلاب للمعرفة والقدرات الضرورية للنجاح في العصر الرقمي، فضلاً عن مساهمتها في تغيير تجربة الطلاب والمدرّسين على حد سواء. 

تأثير التكنولوجيا على التعليم العالي 

 من الواضح أن الجامعات التقليدية ذات الحرم المادي الكبير التي تعتمد في إلقاء دروسها على الحضور الشخصي للطلبة فقط، تقف اليوم عند مفترق طرق. فمع استمرار التعليم العالي في التطور، ينبغي كذلك أن تخضع العروض التي تقدمها الجامعات للتطور. ابتداء من البرامج والدرجات المطروحة، ووصولاً إلى المرافق التي يحتاجها الطلبة الآن، يتعين على الجامعات أن تتمتع بالمرونة والرشاقة وتقبل الأفكار الجديدة لضمان استدامتها في هذا العصر الرقمي. ستظل نماذج التعليم العالي في حالة تغير مستمر على المدى القصير والمتوسط.  إن تزايد استخدام التكنولوجيا التعليمية بفعل الجائحة سرع الاعتراف بالحاجة إلى التغيير في التعليم العالي. وفي حين ستبقى هناك دوماً مهن تتطلب التعليم الجامعي الرسمي مثل تلك التي تركز على تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، تسمح العديد من المهن الأخرى اليوم للطلبة الاختيار بحرية بين برنامج التعلم الإلكتروني أو المختلط.  

 بينما نواصل التطور في هذه البيئة التعليمية الجديدة، من الضروري لمزودي التعليم التغلب على التحديات التكنولوجية للاستمرار في ضمان سلاسة الإجراءات. فالحفاظ على جودة التعلم المقدم للطلبة بحيث يماثل ما تقدمه الجامعات التقليدية مهم في بناء جيل مستقبلي قادر على المنافسة. سواء اختارت المؤسسة التعليمية المنهج الافتراضي بالكامل أو الهجين، لا بد وأن تؤدي التكنولوجيا دوراً لامعاً في كلا النظامين التعليميين.  

في المستقبل المنظور، يتوجب علينا مواصلة الاعتماد على التكنولوجيا التعليمية في تجاوز التحديات الناتجة عن كوفيد-19. في هذا الواقع الجديد، سيتعين على المؤسسات التعليمية استخدام أفضل سبل التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد من أجل توفير تجربة تعليمية متميزة للطلبة. وعلى امتداد العام 2021، ستشهد الجامعات تزايد الاستثمار في التكنولوجيا والتدريب والمناهج الدراسية المرنة التي من شأنها تحسين نماذج التدريس ومخرجات الطلبة.   

مستقبل مشرق يلوح في الأفق 

يتصف القطاع التعليمي في المنطقة بالتقدم المستمر ومواكبة التطورات التكنولوجية. وفي ظل التأثير الذي تحدثه جائحة كوفيد-19، ستجبر التكنولوجيا التعليمية نماذج التعليم التقليدية على التكيف والتحول من أجل توفير خدمات تركز بشكل أكبر على العميل. في نهاية المطاف، تبشر هذه الحركة بإجراء تحوّل في المناهج التعليمية مع مواكبة المؤسسات أخيراً لمتطلبات القرن.

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.