English

مسابقات سنوية في مصر تضع الأفكار التقنية الناشئة على أول الطريق

English

مسابقات سنوية في مصر تضع الأفكار التقنية الناشئة على أول الطريق


"بروليمب" Prolimb، الجهاز الرابح الذي ينقل إشارات الجهاز العصبي ويسمح لمستخدمه بتحريك أصابعه. (الصور من "ميكرز هاكاثون" Makers Hackathon)

 تشهد منظومة ريادة الأعمال في الوقت الحالي طفرة غير مسبوقة، في وقتٍ تتكاتف فيه جهود الحكومة والقطاع الخاص من أجل دعم الابتكارات والأفكار الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

على مستوى صانعي القرارات في مصر، أعلن البنك المركزي، الشهر الماضي، الحدّ من القروض الاستهلاكية لصالح المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وخفض سعر الفائدة عليها لـ5% من أجل تحسين إنتاجية تلك المشاريع.

 كما وأعلنت "هيئة الاستثمار" عن تكليف البنك المركزي ضخ 200 مليار جنيه مصري في المشاريع الصغيرة والمتوسطة خلال الأعوام الأربعة المقبلة، لخدمة 350 ألف مشروع صغير ومتوسط، من جهة، وتكليف الهيئة ذاتها بتسهيل إجراءات تراخيص واستصدار أوراق الشركات الناشئة من جهة أخرى.

 أما على صعيد القطاع الخاص، فالشركات العاملة في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا تصبّ جم اهتمامها على الأفكار التقنية والمشاريع الناشئة التي تستعمل التكنولوجيا والخدمات السحابية في تلبية حاجات المجتمع وحلّ مشاكله.

 ووفقًا لكتابٍ صدر نهاية العام الماضي بعنوان "ريادة الأعمال في مصر، التطور والثورة"، فإنّ 65% من المشاريع الصغيرة والمتوسّطة في مصر تعمل في قطاع التكنولوجيا والاتصالات. لعلّ تلك الحقيقة تعود إلى أنّ معظم اهتمام المؤسّسات المعنية بريادة الأعمال في مصر ينصبّ على هذا القطاع.

يظهر ذلك جليًا في الفعاليات التي أصبحت تقام دوريًا بهدف تسليط الضوء على مشاريع قائمة أو أفكار وابتكارات ناشئة تبحث عن الانتشار والنمو.

وتنقسم تلك الفعاليات إلى نوعين: الأول يتمثل في معارض تستهدف تشبيك (ربط) رواد الأعمال مع مستثمرين أو جهات حكومية على غرار "رايزاب إيجيبت" Riseup Egypt، و"القاهرة تبتكر"Cairo Innovates.

أما الآخر فيتثمل في مسابقات تقيمها المؤسّسات المعنية بمنظومة ريادة الأعمال في مصر بالتعاون مع الشركات الخاصة الراعية للقطاع، وهي تستهدف تصفية أفكار الابتكارات ومشاريع التخرّج في الجامعات ومنحها جوائز مالية وتدريب وفترات احتضان مجانية، لتكون بذلك قد وضعتها على أول الطريق.

 مسابقة "ابتكار" تقدم الدعم لـ21 مشروعاً تخرّجوا من جامعات مصر

استمرارًا لمساعي مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال "تيك" TIEC لدعم الأفكار التقنية الناشئة، أعلن المركز عدداً من المشاريع الفائزة خلال مسابقة "ابتكار" ibTIECar في نسختها الرابعة.

تُخصص المسابقة السنوية، لمشاريع التخرّج من الكليات المعنية بقطاع الاتصالات والتكنولوجيا في جميع جامعات مصر، ويُعلن عنها في شهر مارس /آذار من كلّ عام.

"يتقدم الطلبة بفكرة مشروعهم على موقعنا الرسمي، على أن يتمّ تلخيص الفكرة في تقرير، ويرفق أرقام تواصل المشرف على المشروع من الجامعة، ثم تقوم لجنة من "تيك" بتصفية الأفكار المتقدمة"، تقول داليا جمال – مدير إدارة دعم الابداع بمركز الإبداع التكنولوجي.

شارك 29 جامعة بحوالي 144 فكرة في نسخة هذا العام من المسابقة، وأفرزت المشاركات عن 21 فوزا، فيما تضمّنت معايير الاختيار قيمة المنتج، ووضوح شريحة العملاء، والنموذج الربحي، وقوة الفريق المبتكر.

 تضمنت "ابتكار" عدة مسارات شملت الدوائر المتكاملة، والحوسبة السحابية، والتواصل الاجتماعي، وتطبيقات الأجهزة المحمولة. وحصل كل مسار على  رعاية شركة دولية او مؤسسة وطنية.

"تقدم كلّ شركة راعية جائزة واحدة بحد أدنى أو 3 جوائز بحد أقصى، وفقًا لعدد الفرق الفائزة في مسار الذي يخدم أهدافها، وتتراوح قيمة الجوائز بين 3 و5 و10 آلاف جنيه مصري، بينما توجه أحيانًا بعض الشركات رعايتها بتوفير أدوات أو معدات لازمة للفرق المتقدمة "، تقول جمال.

بلغت الجوائز الممنوحة في مسابقة هذا العام 130 ألف جنيه، كما أتيحت الفرصة للفرق الفائزة للتدريب في فروع مركز الابداع الفني في أربع مدن هي القاهرة والاسكندرية وأسيوط والمنصورة.

كما ومنحت "تيك" الفرق الفائزة فرصة للمشاركة في برنامج تسريع الأعمال بها مجانًا لمدة 3 شهور، مع إعطائهم الأولوية في توفير مساحات عمل.

وبحسب جمال، "لعلّ أبرز مشروعَي تخرّجٍ لاقا استحسانًا من جميع أفراد لجنة التحكيم بدون استثناء، كانا "From Arabic Sign Language to Arabic Speech"، وهو تطبيق للمحمول للمصابين بالصمم، يحوّل لغة الإشارة إلى لغة عربية مكتوبة والعكس. أمّا الآخر فهو تطبيق "Rmagine" الذي يقوم بتحويل أي كتاب إلى رسومات جرافيك دون أن يكون الكتاب محفوظًا على الجهاز من قبل.

"خضعنا للتقييم على مرحلتين، تم التأكد خلال المرحلة الأولى أن فكرتنا تندرج تحت المسارات المُعلن عنها بشروط المسابقة، لنقوم خلال التصفية نصف النهائية بشرح الفكرة أمام لجنة تحكيم في مدة لا تزيد عن 10 دقائق، قبل أن يأتي دور المرحلة الثانية التي أُعلن فيها عن أسماء الفائزين بجوائز المسابقة"، وفقاً لما يقوله مينا سمير، أحد أعضاء الفائزين.


شارك فريق "بينتكس"Pintex في فعاليّة "ميكر هاكثون" وصمم جهازاً يساعد كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة على التحرك.

 ميكر هاكاثون تدعم 8 مشاريع بدلًا من 3

 واصلت فاعلية "ميكر هاكاثون" MakerHackathon  تقديم الدعم للأفكار التقنية الناشئة بالتدريب والتوجيه وتسليط الضوء للعام الثاني على التوالي. وقد جرت الفعالية على مدار 3 أيام متتالية في أوائل الشهر الجاري، بحيث تضمن أول يومين معسكرًا تدريبيًا للأفكار المتقدمة لمساعدتهم على تنفيذ نماذجهم الأولية، وتحويل منتجاتهم إلى مشاريع ربحية.

 وفي اليوم الثالث، وصلت الفرق المشاركة إلى اليوم النهائي، ليقوموا باستعراض أفكار مشاريعهم أمام لجنة تحكيم.

 تقدّم للمسابقة 120 فريقًا، بواقع 700 فرد، معظمهم إما طلبة أو خريجي كليات هندسة قسم ميكاترونيكس واتصالات، ثمّ تم تصفية الطلبات إلى 24 فريقًا، ووصل 17 فريقًا فقط للمرحلة النهائية.

"كان من المفترض أن نختار 3 فرق فقط لتوزيع جوائز المسابقة التي رصدتها الشكات الراعية، ولكن قرّرنا رفع عدد الفائزين ورفع عدد الجوائز، بعدما لاحظنا وجود عدد كبير من الأفكار الجديرة بالدعم، سواء لتميز الأفكار أو لتميز الفرق نفسها"، كما تقول سالي متولي، رئيسة قسم الإبداع وريادة الأعمال في مسرّعة الأعمال "ابني" Ebni، وممثلة منصة "ذومال" Zoomal للتمويل الجماعي في مصر.

وتتابع متولي أنّه "كان علينا الاختيار وفقًا لعدة معايير من بينها وضوح الشريحة التسويقية، والقيمة المضافة من الفكرة، ووضوح تكلفة التصنيع، وكفاءة عمل النموذج الأولي".

الفرق الفائزة

-       "بروليمب" Prolimb: ذراع اصطناعي ينقل إشارات الجهاز العصبي ليقوم بتحريك الأصابع الإصطناعية بأريحية.

-       "فلاش" Flash: ذاكرة يمكنها نقل البيانات المخزنة من وإلى ذاكرة أخرى عن طريق شاشة ومجموعة أزرار مدمجة.

-       "ساوند مانبيلاتور" Sound Manipulator: سماعة يمكنها التحكم في الأصوات المُحيطة بالرفع والخفض أو فصلها عن بعضها البعض.

-       "سمارتلي فيت" SmartlyFit: جهاز يمكن تركيبه على أجهزة صالات الألعاب الرياضية لرصد ومراقبة ومتابعة حالة المستخدِم الصحية ووزنه ونقل تلك البيانات إلى خوادم.

-       "سينسي" Sensy: جهاز يمكنه التفاعل مع الأرض والنبات عن طريق أجهزة استشعار متّصلة بالإنترنت يمكنها الكشف عن المشكلات أو الأمراض في النباتات، مع الحد من استهلاك المياه.

-       "اس اس في" SSV: لوحة تزلج آمنة على المياه، يمكنها حمل وزن من 80 إلى 100 كيلوجرام، تتحرّك بسرعة من 3 إلى 5 أمتار في الثانية، ويمكن إعادة شحنها بالكهرباء أو الطاقة الشمسية.

-       "بينتكس"Pintex: بذلة يمكنها القيام بالحركات الأساسية لمفاصل اليدين والذراعين عن طريق قراءة إشارات المخ ونقلها للمرضى من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.

-       "فيسها ع الماشي" Esha 3lmashy: قميص يمكنه قياس الضغط والسكر والقيام بتخطيط قلب لأصحاب الأمراض المزمنة، ممن يحتاجون إلى متابعات دورية.

منحت "ابني" الفرق الخمسة الأولى أسبوعين من الاحتضان، تمهيدًا لإشراكهم في برنامج تسريع الأعمال لمدة 3 أشهر. وحصل فريق "بروليمب" على 5 آلاف جنيه (625 دولارًا) مقدمة من مؤسسة "مصر الخير"، وألف جنيه (150 دولارًا) من شركة Atom لصناعة الطابعات ثلاثية الأبعاد. هذا بالإضافة إلى لوحة "انتل جاليليو" Intel Galileo التي ذهبت أيضًا لفريق "سمارتلي فيت".

أما "ذومال" فمنحت كلّاً من "فلاش" و"ساوند مانيبلاتور" و"اس اس في" ألف دولار و500 دولار و250 دولارًا على التوالي، كتمويل موازي على منصّتها.

هذا فيما فاز فريقا "بينتكس" و"قيسها ع الماشي" بتذكرتي سفر لزيارة "هالت برايز" HultPrize في لندن، وهي مؤسسة داعمة للشركات والأفكار الناشئة عالميًا، وتقيم واحدة من أكبر المسابقات التكنولوجية بين الطلبة على مستوى العالم. وقدّمت المؤسسة نفسها الجائزتين.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.