English

مأساةٌ تدفع رائدة أعمال نيجيرية إلى محاربة آفة الأدوية المزيّفة

English

مأساةٌ تدفع رائدة أعمال نيجيرية إلى محاربة آفة الأدوية المزيّفة
الصورة عبر بيكسيلز Pexels

بعد أن توفي صديق لها بسبب تناوله دواءً مزيفاً لعلاج الملاريا، أخذت رائدة الأعمال النيجرية فيفيان نواكا عهداً على نفسها بأن تساعد في مكافحة تهديد الأدوية المزيّفة والتي لا تتوافر فيها المواصفات المطلوبة، فأطلقت شركةً ناشئة أسمتها «ميد سايف» Medsaf بدعم من مستثمر في "سيليكون فالي".

يُشير بحثٌ أجرته منظمة الصحة العالمية على ٤٨ ألف عينة إلى أن واحداً من أصل عشرة أدوية تُباع في الدول النامية هي أدوية مغشوشة أو متدنية النوعية، وتقدر المنظمة أنّ العقاقير المستخدمة لعلاج الملاريا والالتهابات البكتيرية تمثل حوالي ٦٥ بالمئة من هذه المنتجات المزيّفة.

قد لا يعلم أغلب السكان في نيجيريا الكثير عن هذه الإحصائيات المروّعة، إلا أن نواكا اكتشفت مدى شيوع هذا النوع من المآسي التي مرت بها شخصياً عقب وفاة أحد أصدقائها. وبعد أن زارت المستشفيات وتحدثت مع الأطباء، علمت أنّ الكثير من الأشخاص يسافرون إلى الولايات المتحدة الأميركية أو أوروبا لشراء الأدوية.

كان تأسيسها لشركة «ميد سايف»، في يناير من عام ٢٠١٧ بمثابة محاولة لإيجاد طريقة أفضل للتأكد من أن المستشفيات والصيدليات في نيجيريا تؤمن أدوية أصلية لمرضاها. 

تعمل شركتها اليوم مع أكثر من ٧٠ موزعاً بالجملة و٥٠ مُصنعاً لبيع حوالي ألفي دواء عبر الإنترنت. وتفيد نواكا أن «ميد سايف» تعمل حالياً مع ٧٠ مستشفى وصيدلية، وقامت أكثر من ٤٠٠ صيدلية ومستشفى بالتسجيل في منصتها.

تقول فيفيان: «نغطي اليوم حوالي ٦٠ بالمئة من احتياجات المستشفيات والصيدليات، لكن هذا الرقم لا يعني شيئاً إن امتنعت هذه الجهات عن علاج المرضى لأنها لا تملك الأدوية الملائمة لهم.»

تهدف «ميد سايف» بصفتها شركة ناشئة بين المؤسسات التجارية إلى تقليص سلسلة إمداد المنتجات الطبية وتبسيطها والتي تصفها نواكا بالفوضوية.

غالبًا ما تواجه الصيدليات صعوبة في الحصول على الأدوية اللازمة، وقد يؤدي ذلك، في نهاية المطاف، إلى شرائها منتجات مزيّفة، لذا تحدّد «ميد سايف» الجهات التي تُصنّع الأدوية الصحيحة وتجري اختبارات لضبط جودتها من أجل تلبية احتياجات الصيدليات والمستشفيات من الأدوية النوعية.

يتكون فريق «ميد سايف» من ١٠ موظفين - أغلبهم صيادلة - كما تستعين بأخصائي في المعايير وتحليل للبيانات لتضمن صحة الأدوية، غير أنها لا تستطيع إجراء اختبارات فحص الجودة على كل جرعة تُشترى من المصنعين.

تضيف نواكا قائلةً: «نحن لا نضمن أن يحتوي كلّ دواء توفره «ميد سايف» على المكوّن الفعال بالجرعة المثالية، لكن عادةً ما يقدم هؤلاء المصنّعون أفضل تقييم لدواء معين ونحن نأخذ هذا التقييم بعين الاعتبار. وسنستمر بالابتكار في هذه العملية مع نمو أعمالنا.»

تُقدّم «ميد سايف» كذلك تسهيلات ائتمانية إلى عملائها وخدمات إدارة مسار العمل والمخزون إلى جانب توفير الأدوية المضمونة.

التحديات التي تفرضها أسعار الأدوية

بالإضافة إلى مسألة تهديد الأدوية المزيّفة أو التي لا تتمتع بالمعايير المطلوبة، يجب على المستشفيات والصيدليات التعامل مع تقلب أسعار الأدوية التي لا تزال غير منظمة في نيجيريا.

وقد كشف خبرٌ نُشر على الموقع الإخباري «أوول أفريكا» AllAfrica في أبريل عن وفاة رجل مصاب بالملاريا لأنه لم يتمكن من دفع ثمن الدواء المناسب.

ومع ذلك، إن غياب القيود على أسعار الأدوية قد يعود بالفائدة على «ميد سايف»، إذ تقول نواكا أنها تحصل على عمولة تصل نسبتها إلى ٣٠ بالمائة على الأدوية التي تبيعها، بينما قد يُغير البائعون في السوق سعر الدواء فيزيد عن الـ٥٠٠ بالمائة بسبب عدم تنظيم أسعار الأدوية في الدولة.

جمعت «ميد سايف» تمويلاً قدره ٣٢٠ ألف دولار أميركي من مستثمرين داعمين مختلفين في نيجيريا و"سيليكون فالي"، وتتطلّع ناوكا حالياً إلى جمع المزيد من الأموال مجدداً من جهات أخرى في سبتمبر المقبل.

 
 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.