English

شركة ناشئة مصريّة تموّل المبادرات بنقرات على الإنترنت

English

شركة ناشئة مصريّة تموّل المبادرات بنقرات على الإنترنت

قامَت شركة "بسيطة" Bassita المصرية التي تعمل وفق نموذج ’التمويل بالنقر‘ clickfunding، بمضافرة جهودها مع مؤسّسة "مصر الخير" Misr El Kheir، في محاولةٍ لدرء مخاطر أزمة تربويةٍ محتملةٍ من خلال الترويج لافتتاح المزيد من المدراس المجتمعية في صعيد مصر.

أنشأ ألبان دومينونفيل وسالم مصالحة الشركة الناشئة "بسيطة" في عام 2014، من أجل دعم قضايا ومبادرات تنموية وفق نموذج ’التمويل بالنقر‘.

صورة ألبان دومينونفيل (الصور من "بسيطة")

يهدف هذا النموذج إلى جمع الأموال من تفاعل المستخدمين على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، سواء كانت مشاهدات أم تعليقات أم إعجاباً أم مشاركات. ثمّ يتمّ تحويل النقرات إلى ’نقاط‘ points، وعندما تبلغ هذه الأخيرة رقمًا محدّدًا متّفقًا عليه يقوم رعاة الحملة بتمويل القضية المروّج لها بشكلٍ كامل.

في هذا الإطار، تُنتج "بسيطة" فيديوهات تنشرها على مختلف المنصّات مثل "فايسبوك"Facebook و"تويتر" Twitter، و"إنستجرام" Instagram، و"يوتيوب" Youtube. ثمّ تحصي تفاعل المستخدمين بالنقاط على الشكل التالي: نقطة لكلّ مشاهدة، ونقطتان لكل إعجاب أو تفضيل، وثلاث نقاط لكل إعادة تغريد أو مشاركة، وخمس نقاط مقابل كلّ تعليق.

 وبذلك، تتيح لمستخدمي الويب فرصة المساهمة في تحقيق أهداف تنموية، ببساطة، من خلال مشاهدتهم ثم تفاعلهم مع هذه الفيديوهات.   

مصر: المكان الأمثل لنموذج "التمويل بالنقر" 

سالم مصالحة

يلخّص دومينونفيل فكرة "بسيطة" بالقول إنّه "يمكنك تغيير العالم بنقرةٍ واحدة". ويضيف أنّ تحقيق نجاح نموذج ’التمويل بالنقر‘ يتطلّب وجود كثافة سكانية عالية، الأمر الذي ينطبق على مصر حيث يمكن لنسبةٍ أكبر من السكّان التفاعل مع الحملات، خصوصاً بعد وصول الإنترنت إلى 33% من مجموع السكان في العام 2016.

عانت هذه الشركة الناشئة في البداية من صعوباتٍ مالية، مثل ضعف رأس المال الذي انطلقت منه والذي بلغ 25 ألف جنيه مصري في العام 2014 (أي ما كان يُعادل 3500 دولار أميركي). غير أنّها استطاعت جني ما يكفي من المال والاستمرار بفضل المشروع الترويجي الأول الذي موّلته شركة "بركة للبصريات" Baraka Optics، والذي هدف إلى مساعدة الحرفيين المحتاجين على الحصول على النظارات.

يؤكّد مصالحة أنّ تمويل "بسيطة" "جرى من داخل مصر وحدها، ويشير إلى أنّ "الثورة الشعبية المصرية هي التي ألهمت هذا الابتكار بعدما أظهرت هذه الأخيرة فعالية مواقع التواصل الاجتماعي في تغيير الوضع الراهن وقلب موازين القوى."

من النقرات إلى النقاط ثم إلى الأموال

انطلقت الحملة التي نظّمتها ’مصر الخير‘ باسم "التعليم مهم زيّ الأكل" Education for All في شهر أكتوبر/تشرين الأوّل، بهدف إنشاء مدارس مجتمعية تستطيع استيعاب 1100 طفل في صعيد مصر. وبالرغم من أنّها المرة الأولى التي تلجأ فيها المؤسسة إلى نموذج "التمويل بالنقر"، استطاعت أن تحقق عدد النقاط المستهدف والبالغ 2.2 مليون نقطة في فترةٍ لم تتجاوز ستة أيام. 

تطمح المؤسّسة إلى جمع مبلغ 2.15 مليون جنيه مصري (ما يُعادل 242 ألف دولار أميركي)، وهو مبلغ كفيل بتغطية أقساط تعليم 1100 طفل تبلغ 1900 جنيه مصري (213 دولار أميركي) لكل طفل سنويًّا. ويوضّح مصالحة أن كلّ 200 ألف نقطةٍ تَحصد تمويلًا يضمن التحاق 100 طفل بالمدرسة.

ويضيف في حديثه مع "ومضة" أنّ "عددًا من الشركات البارزة أبدت اهتمامها بتقديم الدعم والتمويل لهذه الحملة، من بينها بنك ’إتش إس بي سي‘ HSBC، وبنك ’كريدي أجريكول‘ Credit Agricole، وشركة ’أورانج‘ Orange، ومؤسسة ’مصر الخير‘".

التسويق عبر القضية وليس لوحة الإعلانات

بدلاً من الإنفاق على لوحة إعلانات مملّة تُضاف إلى ملايين غيرها من اللوحات المرفوعة في شوارع مصر، يعتبر مصالحة أنّ التسويق من خلال دعم قضيةٍ ما هو الخيار الأفضل لهذه الشركات. وأفضل مثال على ذلك حملة التمويل بالنقر التي نظّمتها "يونيسيف مصر" لإمداد ألف منزل بالمياه النظيفة، والتي حصدت دعم كلٍّ من شركة "إس سي جونسون"SC Johnson الأميركية، وشركة "وادي دجلة للتنمية العقارية" Wadi Degla، وشركة "كريم" Careem لطلب السيارات.

يشرح ممثل منظمة "اليونيسيف" في مصر، برونو مايس، أنّ حملة "المياه من أجل الحياة" هدفت إلى نشر التوعية وتوفير مساحة على الشبكات الاجتماعية يستطيع من خلالها الأغنياء في مصر مساعدة فقرائها. وبفضل تفاعل المستخدمين، حصد الفيديو المخصّص لهذه الحملة 1.5 مليون نقرةٍ وجمع 170 ألف دولار أميركي من الإعلانات.

التوسع داخل مصر ونحو أوروبا

يكشف دومينونفيل عن صفقة دعم خمس حملات إعلامية مستقبلية بقيمة 2.5 مليون جنيه مصري (أي 281 ألف دولار أميركي) تم عقدُها بين "بسيطة" والمنظمة السويسرية غير الحكومية "دروزوس" Drosos.

 ويشير إلى أنّ ثلاث حملات ٍمنها ستجري بالتعاون مع "سفرني" Safarni، وهي منظّمة تقدّم ورش عمل ثقافية للأطفال تصطحبهم خلالها في رحلاتٍ ثقافية افتراضية وتعرّفهم على لغات وثقافات مختلفة.

من خلال هذه الصفقة، يشرح دومينونفيل أنّ "دروزوس" تنوي "ضخ أموالها في منظمات عِدّة من خلال فيديوهات ’بسيطة‘، بحيث تقوم هذه الأخيرة باستخدام الأموال لتسويق مشاريع تنموية تابعة لمنظمات غير حكومية ومنظمات المجتمع المدني مثل ’سفرني‘". 

لا يخفي مصالحة نيّةً التوسّع ودخول باريس في عام 2017 مع نموذج آخر ومختلف يصلح للعمل هناك.

فالبلدان الأوروبية لا ينقصها خدمات صحية وتربوية، غير أنّ قضايا بيئية أكثر إلحاحًا تظهر في المقابل. وهذا ما يستوجب نشر الوعي وتأسيس تعاونٍ بين الجهات الراعية والمموّلة من جهة والشعب من جهةٍ أخرى، بحسب دومينونفيل الذي يرى أنّ "دور ’بسيطة‘ يكمن في هذا، كونها أداةً مفيدة وفعّالة تفي بهذا الغرض."

[الصورة الرئيسية من حملة "اليونيسيف" التي نظّمتها بالتعاون مع "بسيطة" بعنوان "المياه من أجل الحياة.]

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.