لماذا يقع اللوم على الشبكة السريّة لـبلاك بيري
ما يزال العطل الكبير الذي شل خدمات البلاك بيري يواصل امتداده حول العالم ليصل اليوم إلى كندا. فيما صرحت شركة (ريسيرتش إن موشن) بأنّ العطل الذي أصاب مفتاح تشغيل رئيسي في مركز بيانات في أوروبا سبب تراكماً ضخماً لمجموعة من رسائل البلاك بيري الإلكترونية والإيميلات التي لم يتم إيصالها في أوروبا، ليتضخم ويمتد بعد ذلك تأثير المشكلة إلى الشرق الأوسط، أفريقيا، أمريكا الجنوبية، هونج كونج، اليابان، سنغافورة والهند في هذا الأسبوع. قدرت شركة الاتصالات الإماراتية ’ديو’ أن يكون حوالي 50% من مستخدمي البلاك بيري في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا قد تأثروا بالعطل الأخير.
وخلافاً للعطل البرمجي الذي أدى إلى انخفاض قدرة الاستقبال في أجهزة الآي فون في الولايات المتحدة الصيف الماضي، فإن العطل الحالي في خدمات البلاك بيري سببه مشاكل تقنية أكثر تعقيداً في شبكة (ريسيرتش إن موشن). ومن الممكن أن تكون البنية التحتية السرية للشركة والتي توفر مستويات عالية من التشفير بشكلٍ كافٍ لتأريق وإزعاج حكومتي الهند والإمارات العربية المتحدة أحد أكبر عيوب الشركة.
وفقاً لوكالة رويترز، فإن السبب وراء كون مفتاح تشغيل واحد يملك كل هذه القدرة على إحداث عطل هو أن شركة (ريسيرتش إن موشن) توزع إشاراتها ورسائلها الالكترونية من خلال مخدمات مركزية في ستة مراكز بيانات على الأقل حول العالم لمراقبة أمن الإشارات والبيانات الالكترونية التي تمر. وبالرغم من تأكيد الشركة على أن شبكتها لم تتعرض للقرصنة أو الخرق في نظامها الأمني، فإن مركزية هيكلها تجعلها أكثر عرضةً لهكذا انقطاعات، كما حدث في عامي 2008 و2009.
تسعى (ريسيرتش إن موشن)جاهدةً لطمأنة عملائها كما وعدتهم يوم الأربعاء الماضي بأن جميع رسائلهم الإلكترونية سيتم إيصالها في النهاية، ولكن ليس حتى الوقت الحالي على الأقل. في وقتٍ يتعرض فيه مديرو الشركة التنفيذيون، مايك لازاردي وجيم باسيلي، إلى انتقادات قوية جراء هذا الحادث، وإلى مطالبة مجموعة جاغوار المالية، وهم من مالكي الأسهم، ببيع الشركة أو براءات الاختراع التي تملكها على الأقل.
رغم كل ما ذُكر، فإنه ووفقاً ل(كوم سكور) ما يزال نظام تشغيل البلاك بيري هو المتصدر في قائمة أنظمة الهواتف الذكية حول العالم؛ إلا أنه تراجع إلى المرتبة الثالثة في الولايات المتحدة (بعد هواتف جوجل وأبل). وفي أعقاب قيام شركة أبل بطرح (آي فون فور إس) يواصل سهم آبل الصعود ليقارب مستواه في سبتمبر أيلول الماضي والذي يمثل الذروة له بالإجمال. في الجهة المقابلة، وبالرغم من توقف هبوطه من يوم الإثنين الفائت، ما زال سهم بلاك بيري عند مستويات منخفضة لم يشهدها منذ 2006، بعد انهياره في 15 سبتمبر إيلول نتيجة إعلان عائدات الربع الثاني المخيبة للآمال.
ما تزال التكهنات مستمرة حول ما إذا كانت (ريسيرتش إن موشن) ستقوم بتعويض عملائها كما طلبت حكومة كولومبيا مثلاً، أو أنها ستستجيب لمطالبات مجموعة جاغوار المالية. أما المستخدمون، فهم ببساطة يترقبون ملاحظين توقيت تعطل الخدمة المثير للاهتمام.
وكما قالت طالبة كويتية @DanaAl_h في مشاركتها على تويتر: " بلاك بيري: لطفٌ منك أن تظهر وفاءك لستيف حوبز عند وفاته بثلاثة أيام من الصمت!"