أسبوع الريادة العالمي: الـ ستارتب الفائزة تناقش مواضيع التعليم والبيئة خلال منتدى روّاد الأعمال
"أهميّة روّاد الأعمال تكمن في أنّهم
يخلقون الثروة للمجتمعات، مع أنّ نصيبهم من هذه الثروة لا يتعدّى نسبة
١،%" ستيف جوبز نفسه لم يتعدَّ نصيبه نسبة ٠،٠٠١% فقط. علاوة على ذلك،
يساعد روّاد الأعمال على إعادة إحياء الاقتصاد وخلق فرص العمل بين فئة
الشباب بالتحديد."
هذا ما قاله المتحدّث توني بيري خلال كلمته أمام المشاركين في
منتدى روّاد الأعمال، والذي استضافته مؤسّسة بيريتيك (Berytech)
في لبنان يوم أمس، على هامش أسبوع الريادة العالمي. كان اللقاء عبارة
عن يوم ودّي التقى خلاله روّاد الأعمال الناشئين بشركاء متنوّعين من
الراغبين في مدّ يد العون لهؤلاء الروّاد ومساعدتهم على تطوير
مشاريعهم. بالإضافة إلى الاستشاريين، ومؤسّسات الدعم، والبرامج، شهد
المؤتمر عقد ندوات تناقش مواضيع مختلفة مثل: "ما هي ميّزات رائد
الأعمال"، و"كيف تصبح رائد أعمال في مجال التكنولوجيا (تكنوبرونور)
خلال ٣٠دقيقة". هذا وقد فازت فكرتين رياديّتين على الأقل خلال مسابقة
"ابدأ بإنشاء مشروعك!"
ابدأ بإنشاء مشروعك!
قدّمت هذه الفعالية الفرصة لروّاد الأعمال لتحويل الفكرة إلى فعل،
واعدة روّاد الأعمال الطموحين بفرصة الفوز بـ ٣٥ ألف دولارا كتمويل
لبدء المشروع على أرض الواقع، بالإضافة إلى فرصة احتضان المشروع
وتوجيهه من قبل مؤسّسة بيريتيك، إذا نجح أصحاب الـ ستارتب في تنفيذ
فكرتهم أمام لجنة الحكّام خلال ٣ دقائق فقط. فريقان من المتسابقين
غادروا المنصّة بابتسامة على وجوههم، مع وعدٍ بلقاءات لاحقة لمناقشة
مشاريعهم. الفائز الأول كان جيلبيرت تيغو من إيكوسوليوشنز
(Eecosolutions)، وهي شركة تهدف إلى تشجيع تصميم الأبنية الصديقة
للبيئة، حيث أنّ الأبنية القائمة حاليّا تنتج ٣٨% من انبعاثات ثاني
أكسيد الكربون. كانت هذه أوّل محاولة لـ تيغو لإيجاد تمويل. يقول تيغو
لـ ومضة، "أنا أتطلّع إلى النمو والانتقال إلى المرحلة التالية من
المشروع، وسأخصّص التمويل لتطوير عمليّة التسويق وتنمية المبيعات في
الشركة."
أمّا بالنسبة للمتنافسين الآخرين، فكانت فكرة ساندرا سلامه وفرنسيس
ضوميط هي إنشاء منصّة تَعَلُّم تدعى كلوزدبوك (Closedbook). وهذه
الفكرة مستوحاة من مبادرات تعلّم ذاتي مماثلة مثل أكاديميّة خان
(the Khan Academy). يهدف الثنائي سلامة وضوميط إلى توفير منصّة تساعد
الأشخاص الراغبين بالتعليم والتعلّم على التواصل من خلالها. يقول
ضوميط لـ ومضة، "تناقشنا في موضوع الفكرة لوقت طويل، لكنّنا علمنا
بهذه الفرصة قبل عدّة أيّام فقط، وتقدّمنا بطلب المشاركة يوم الاثنين
الساعة ٥ مساء فقط. فإن ربحنا الجائزة النهائيّة، فهذا سيشجّعنا على
اغتنام الفرصة وتكريس وقتنا من أجل تطوير المشروع وبناء المنصّة."
التحديات والفرص
بالنسبة لأولئك الذين ليسوا على استعداد للمغامرة وإنشاء شركاتهم، أو
الذين جاءوا متفرّجين فقط بدافع الفضول، فهناك الكثير من النقاشات
العامّة، التي يروي فيها روّاد الأعمال تجاربهم والصعوبات التي
واجهتهم خلال عملهم وتمكّنوا من التغلّب عليها. وفي لحظة، وكأنّ الأمر
كان مدبّرا، حصل انقطاع كهربائي مفاجئ خلال النقاشات، كأنّما ليؤكّد
على أهميّة الأخذ بالحسبان البنية التحتيّة الهشّة في لبنان. جوزيف
هيج من كابيتال بانكنج سليوشنز (Capital Banking Solutions)، ركّز في
كلمته على ما يمكن عمله للتغلّب على مثل هذه التحديّات، مشجّعا روّاد
الأعمال على متابعة أيّة معلومات تتعلّق بالمساعدات الماليّة المتاحة
من خلال المبادرات التحفيزيّة التي تقدّمها الحكومة. مثل إيدال. من ناحية أخرى،
روى فؤاد زموخول حكاية تحذيريّة حول القيام بذلك، وروى كيف كان قد نقل
أعماله بعيدا عن المدينة ليواجه ارتفاع تكاليف تشغيل شركته لأنّ
المنطقة التي نقل أعماله إليها لم تكن موصولة بشبكة الكهرباء. وقال
إنّه اضطرّ إلى تشغيل مشروعه باستخدام مولّد كهربائي فقط، وذكّر روّاد
الأعمال بضرورة أخذ الحيطة والحذر عند التخطيط لإنشاء أعمالهم في
لبنان.
كيف تصبح رائد أعمال في مجال التكنولوجيا
خلال الندوة التي ركّزت على تطوير روّاد الأعمال في مجال التكنولوجيا،
استطاع المطوّرون بشكل جماعي بناء تطبيق محدِّد مواقع الزلازل خلال
أقلّ من نصف ساعة، باستخدام برنامج الترميز من شركة آبل إكس كود
(Xcode). في الحقيقة، واحد من الحضور والذي لديه خبرة في استخدام إكس
كود، قام بعمليّة ترميز التطبيق، وبقيّة الحضور استمعوا إلى شرح إيلي
خوري، مؤسّس تطبيق ديرماندر بانوراما (Dermandar Panorama)، حول
كيفيّة إنجاح التطبيق. بحسب خوري، حوالي ٧٠% من قرارات الشراء تعتمد
على الرمز فقط، لذا من الجدير استثمار ٢٠٠ دولارا في تصميم شعار
للتطبيق، أو منح جائزة في مسابقة تصميم، والتي تساعدك على حشد المصادر
والاستفادة من خبرات وإمكانيّات الآخرين في عمليّة التصميم من أجل
الوصول إلى الأفضل، (مثال على ذلك: www.99designs.com).
بالنسبة للسعر، ينصح خوري بتوفير التطبيق للمستخدمين بشكل مجاني في
البداية، والانتظار حتّى يحصل التطبيق على ٥٠ عمليّة مراجعة، ويصل عدد
التحميل إلى ١٠ آلاف عمليّة في اليوم قبل تحويله إلى تطبيق مدفوع. ثمّ
يقول، هناك حاجز نفسي عند الناس بخصوص سعر الـ ٣ دولارات للتطبيق،
لذلك أنصح المطوّرين بوضع أسعار أقل من ذلك.
وفي ختام هذه الجلسة، خرج الجميع، حتّى المتفرّجين منهم، متفائلين
أكثر بإمكانية تطوير التطبيقات الأهم في لبنان مستقبلاً.