آيم حلال يبعث بنداء للمستثمرين العرب وهو على حافة الموت
في شهر أيلول من عام ٢٠٠٩، وخلال شهر
رمضان المبارك، أطلق رضا سرديها، رائد أعمال شاب كويتي-ايراني
آيم حلال "ImHalal" (أو أنا حلال) محرك بحث جديد يتوجّه الى مستخدمي
الانترنت المسلمين في العالم وخاصة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
سرديها هو الرئيس التنفيذي لشركة
AZS Media Group LTD ومقرها هولندا التي صممت آيم حلال لتأمين
بحث آمن للمسلمين على شبكة الانترنت. لقد بني آيم حلال للانذار عن اي
محتوى يعتبر “حرام” في الشريعة الاسلامية وازالته، بطريقة تكون كل
نتائج البحث متوافقة مع الثقافة الاسلامية.
بضعة أشهر بعد اطلاقه كان آيم حلال
قد جذب حوالي ١٠ ملايين زائر، وشهد أكثر من ٧٠ مليون بحث، وفاز بجائزة
حلال للصناعة
والتطوير لافضل ابداع. ولكن فشلت الشركة بوجود مستثمرين وتأمين
التمويل، فاضطر أول محرك بحث اسلامي على غلق ابوابه امام
المستخدمين.
اذا زرت موقع آيم حلال اليوم، تجد
رسالة من فريق
العمل مكان محرك البحث، تخبر قصته وتسلط الضود على ان المستثمرين في
الشرق الأوسط وشمال افريقيا اليوم مهتمين فقط بتشغيل ثرواتهم في مجال
العقارات ويتجاهلون مجال الابداع التكنولوجي. يحفذ الفريق المستثمرون
على اعادة تقييم، ويقول: “الى كل القادة في العالم، استفيقوا! فيسبوك
وغوغل التاليين يمكنهم ان يكونوا من الشرق الاوسط فقط اذا دعمتم
الشباب. البطالة بين الشباب عالية جداً، عالجوا هذا الموضوع من خلال
دعم رواد الاعمال الشباب ومساعدتهم بدل محاربتهم”.
مما لا شك فيه انه هناك اليوم توجه
نحو الاستثمار في الشركات الناشئة التي تعنى بالتكنولوجيا، على الأقل
في ما يعلق بالتمويل الآتي من شركات تسريع النمو في المنطقة، وقصة آيم
حلال تجسد احدى أسوأ النهايات التي يمكن ان تتعرض لها شركة ناشئة: ليس
فقط في ما يتعلق بعدم وجود التمويل وأيضا في عدم وجود اي تفسير
للأسباب.
افترض مؤسسو آيم حلال ان
المستثمرين لا يريدون دعم الابداعات التكنولوجية فقط، ولكنه من الواضح
ان أي مستثمر محتمل لم يوضح اذا ما كان يريد الاستثمار في مجال
العقارات او محرك البحث هذا بحد ذاته. في الحالتين، هذا الوضع الحذر
يضيء على مشكلة واقعة في عالم ريادة الأعمال في الشرق الأوسط
وشمال افريقيا اليوم: الشركات الناشئة بحاجة للتوضيح عما يبحث عنه
المستثمر اليوم ولماذا، وماذا يمكنهم فعله لتأمين التمويل، في المنطقة
أو خارجها.